مدارات

المؤتمر العشرون للشيوعي البرتغالي ينهي أعماله

رشيد غويلب
تزامنا مع انعقاد المؤتمر الوطني العاشر للحزب الشيوعي العراقي، عقد الحزب الشيوعي البرتغالي في الفترة 2 -4 من الشهر الحالي مؤتمره العشرين في مدينة المادا" القريبة من العاصمة لشبونة، والتي يرأس بلديتها احد أعضاء الحزب".
وضيّف المؤتمر، الذي عقد تحت شعار" مع العمال والشعب من اجل الديمقراطية والاشتراكية" 73 حزبا شيوعيا وتقدميا من جميع انحاء العالم. وحضر جلسة المؤتمر الختامية ممثلون عن رئاسة الجمهورية، و الحكومة، و النقابات، وقوى سياسية برتغالية ومنظمات المجتمع المدني.
افتتح الرفيق خرونيمو دي سوسا، السكرتير العام للحزب،المؤتمر بتقديم التقرير السياسي. وشارك في إعمال المؤتمر 1300 مندوب يمثلون مجموع أعضاء الحزب البالغ 54200عضو . وسادت المؤتمر أجواء حماس وتفاؤل أكدت وحدة شيوعيي البرتغال. وتناولت النقاشات التطورات في الوضع العالمي والهجمة الامبريالية وأزمة النظام الرأسمالي. وشدد المؤتمرون على أهمية السلم العالمي والتضامن الأممي والعمل المشترك بين الحركة الشيوعية وقوى اليسار والتقدم في العالم والتحضير للاحتفال بالذكرى المئوية لثورة "أكتوبر". وكان لملف الوحدة الأوربية، ودعم الحزب الشيوعي حكومة الأقلية الاشتراكية في البرتغال موقعا محوريا في مداخلات المندوبين، إلى جانب مناقشة التحضيرات للانتخابات البلدية التي ستشهدها البلاد لاحقا. وجرى التركيز على الحفاظ على سيادة البرتغال وموضوعة اليسار الوطني. وقيّم المؤتمر ايجابيا سياسة الانفتاح التي اعتمدها الحزب، والمنجزات المتحققة منذ دعم الحزب وحزب كتلة اليسار حكومة الأقلية التي شكلها الحزب الاشتراكي البرتغالي قبل عام ، والتي أزاحت اليمين عن السلطة ووضعت حدا لسياسته المعادية لمصالح الأكثرية. ودعا المؤتمرون إلى ضرورة تعميق وتوسيع دائرة المنجزات والسير قدما بالتجربة الوليدة ، وضرورة استمرار دعم الحزب للحركة الاحتجاجية المطالبة بالعودة إلى 35 ساعة عمل في الأسبوع في القطاع العام ، والعمل على اتساعها لتشمل في العام القادم العاملين في القطاع الخاص . ورفع الحد الأدنى للدخل إلى 600 يورو شهريا، وتقليص نسبة البطالة، ودعم العائلات الفقيرة ورفع معاشات الشيخوخة وتحسين مستوى الخدمات الاجتماعية.
لقد بدأت حكومة رئيس الوزراء كوستا عملها بوعدها بإنهاء سياسة الرقص على انغام الترويكا، وسياسة الخراب الاجتماعي التي تبنتها حكومة اليمين السابقة. وعلى الرغم من خروج البلاد التي عصفت بها الأزمة من "عهدة" المراكز المالية العالمية، لكنها ستبقى تعاني ضغط كماشة بروكسل وبرلين، على الرغم من عدم تنفيذ المفوضية الأوربية تهديداتها بفرض عقوبات على البرتغال بسبب عدم التزامها بتوصيات الأخيرة المتعلقة بموازنتها العامة. وارتباطا بالتصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي وفشل الاستفتاء في ايطاليا لا تريد المفوضية الأوربية سكب زيت جديد على النار، ولكنها لم تتخل نهائيا عن التلويح بالعقوبات ضد بلدان الأزمة التي لا تلتزم بوصفتها الخاصة بالتعامل مع العجز في الموازنات العامة.
وشدد البلاغ الختامي الصادر عن المؤتمر على ان التطورات الأخيرة في البرتغال أثبتت ان "وضع سياسة وطنية لحل المشاكل لا يمكن أن تتوافق مع التبعية التي يفرضها الاتحاد الأوربي". وأكد الشيوعي البرتغالي مرة أخرى على استقلاله الفكري، وابرز تميز سياسته عن مشروع الحزب الاشتراكي، على الرغم من دعمه حكومة الأخير. وتجلى ذلك ليس فقط في مطالبة الشيوعيين بإجراء مفاوضات جديدة بشأن الديون، وإنما بوضع استراتيجية موحدة بشان مغادرة منطقة اليورو.
واقر المؤتمر الوثائق المطروحة للنقاش واصدر جملة من القرارات والتوصيات. وانتخب المؤتمر لجنة مركزية جديدة أعادت انتخاب الرفيق خرونيمو دي سوسا سكرتيرا عاما للحزب. ودي سوسا من عمال المعادن ويقود الحزب منذ 12 عاما. ويجيد الزعيم الشيوعي الجمع ما بين الحفاظ على الأسس التي تشكل شخصية الحزب، والعمل بسياسة مرنة ومنفتحة، انطلاقا من التناقضات والتحديات التي تتصف بها التركيبة السياسية الحالية القائمة في البلاد. ويرفض فكرة ان الحزب الشيوعي البرتغالي سيتم ترويضه.