لندن - خاصصدر في بداية هذا العام، كتاب (الإقتصاد السياسي للمواكب الحسينية) للكاتب والروائي رياض رمزي عن دار (أم بي جي العالمية) في لندن، وهو من القطع الصغير 134 صفحة، وصمم الغلاف الفنان فيصل لعيبي.
يعد هذا الكتاب من الدراسات المتميزة في جمعها بين التحليل الاجتماعي والسايكلوجي والرؤية الإقتصادية لطبيعة إحياء مأساة إستشهاد الحسين وصحبه في كربلاء، وكيف يجري تحويلها الى سلعة تباع وتشترى، وهو بهذا يدق ناقوس الخطر لمستقبل الوطن من كارثة محدقة في (عملية ترقى الى مصاف العبث، في بلد دفن رأسه في تراب الماضي).
والكتاب من أربعة فصول أولهم الجانب الإقتصادي الذي يتناول فيه كيفية تحويل الجزء الأكبر من التراكم النقدي الى مركز لتوليد الفكر الطائفي سواء من قبل أحزاب السلطة أو المعارضة مستفيدة من غياب الفعاليات الإقتصادية ذات التأثير والإستقلالية التي لا تخضع الى الدولة. محطمة بطريقها استقلالية الفرد وخالقة ثقافة القطيع بعد أن أغلقت أمامه وسائل المعرفة الأخرى من سينما ومسرح وقراءة الكتب وغيرها.
أما الفصل الثاني فهو استخدام الطقوس وذلك بأخراج الحدث (مأساة الحسين) من تاريخيته، بطريقة تجعل العقل متوقفا عن العمل لخلق جمهور (مضمدة عيونه بالشاش، رأسه وعلباؤه مغطاة بلفافات سميكة من الخرافات، لن تسمح لرياح التغيير بالنفاذ الى رأسه).
وتناول الفصل الثالث أناشيد النواح (الردات) حيث يرى المؤلف انها تجعل جمهورها المتميز بمستوى ثقافي محدود لكي لا ينضج فكريا، لا بل هي تعاقبهم أن حاولوا كسر تبعيتهم لها، وذلك بجعلهم مقيدين لها عن طريق تحويلهم الى مدمنين.
وفي الفصل الأخير يعطي الكتاب تحليلا للصورة المؤثرة التي تخلقها الطقوس بإعادة بناء الشخصية، ونقلها الى عالم متخيل، محفزة عواطفها وأحاسيسها، لتغدو معارضة لإستخدام العقل لأدوات التحليل، وبهذا تصبح الصورة المصدر الوحيد والمقدس لفهم ما يحدث.