العقل جوهرة لا تُعرف قيمتها إلا إذا فقدت، وما يميز الإنسان عن سائر الحيوان عقله، الذي يرشده سواء السبيل، لذلك فالإنسان يشترك مع الحيوان بالغريزة، ويفترق عنه بالعقل. هذا ما يقوله النقل وما أقره العقل، وأثبته العلم. لذلك إذا حكّم الإنسان عقله وأهمل غرائزه، كان له النجاح والتوفيق في حياته، ومعالجة الأمور تحتاج إلى العقل والحكمة بعيدا عن العاطفة والأهواء.
هذه المقدمة بداية لهاجس له الأثر الكبير في ما يجري في العراق. فقد دعت الكثير من الأطراف بعد سقوط النظام إلى أعادة النظر في القوانين التي كانت لها آثارها السلبية، وهي وراء ما يحدث من عنف في العراق، نظراص لافتقارها إلى الموضوعية والدقة في معالجة الأوضاع. وكان قانون المساءلة والعدالة من القوانين التي أثارت الكثير من الاعتراضات والسجال بين الأطراف السياسية، وفي وقتها دعونا لأن يكون القانون الفيصل في إدانة هذا وتبرئة ذاك، وأن لا يؤخذ البريء بجريرة المذنب، وأن يكون القانون قضائيا لا سياسيا. ولكن بعض الأطراف رأت في القانون ما يخدم أهدافها المرحلية، ويرضي نوازعها، فأصرت على أبقائه على ضبابيته.
وفي هذا الظرف الذي تمر فيه العملية السياسية بمنعطف خطير، ما زلنا عند رأينا الأول بضرورة تعديله بما يضمن حقوق المتضررين من النظام السابق، ومحاسبة الملطخة أيديهم بدماء الأبرياء.
قاطعني سوادي الناطور "مو كلناها من الأول، لا تدوس عالجني، ولا تگول بسم الله الرحمن الرحيم، وخلي القانون ياخذ مجراه، ونفرزن المذنب من البريء، وكل واحد ياخذ حقه. والوادم تدري أشگد عدنه ثارات، والسووهه ويانه، ووصلوها الحد كسرة العظم، وشخلف شعبان بگلب رمضان، غير الجوع وتگطيع المصران، لكن مصلحة الوطن فوگ كل شي، وإذا ظلينه ندور عالطلايب ترى الطلايب ما تخلص. لكن أكو ناس عايشه على الطلايب، وذوله ما يبچون عالحسين، أيدگون عالهريسه، ونعرف اللي ابالهم، واللي يردوه.. يگولون يوم من الأيام جحا نايم يم مرته، سمع عركه بالشارع، راد يطلع گالتله مرته أنت شعليك بالوادم وطالع بها البرد؟ ما سمع حچايتها، تلفلف باللحاف وطلع، شاف هواي ناس ملتمه، وصياحهم تارس الدنية، تدنه يمهم سأل واحد منهم: عمي ما تگلي عليمن الطلابه؟ نهب منه اللحاف وشرد، صاح بيه، راد، ولكم يمعودين اللحاف، عافته الوادم ومشت. باوع لن ولا واحد بالشارع، رجع المرته، سألته ها أبو فلان شكو، گال إلهه ما كو شي"العركه على اللحاف"..!