المنبرالحر

ليكن الرجل الوطني المناسب في المكان المناسب / حيدرسعيد

لقد رافقت مسيرة العملية السياسية التي شاركت القوى الوطنية والديمقراطية جميعاً فيها ،اخطاء وانحرافات سياسية واقتصادية واجتماعية عديدة تسببت في تراجعها عما كان مرسوماً لها ، وبدل تجاوز هذه الاخطاء والانحرافات ، بالتشاور والحوار واللقاءات بين القوى المساهمة في العملية السياسية ،لتعزيز اللحمة الوطنية وايقاف التدهور، جرى تعميق النهج الطائفي القومي الذي انتشركا الهشيم في مؤسسات الدولة ومرافقها ، واصبح الانفراد بالقرار من قبل الكتل المتنفذة سيد الموقف ، هذا ماخلق الازمات وانتجها وزاد من فقدان الثقة بين المتحاصصين وبينهم والشعب العراقي والقوى الوطنية والديمقراطية ، كما كان الفساد الاداري والمالي الصفة الابرز في مسيرة نظام المحاصصة ، حيث تمركز الصراع السياسي على ماهو مصلحي ، وتركت مصلحة الشعب في مهب الريح ، مما احدث تفككا وتهميشا وشرخاً في اللحمة الوطنية، سهًل للارهاب واعوانه من النظام الساقط من ان تتطاول على ارض الوطن وكرامة ابناءه في المناطق التي احتلوها !!.
هذه التجربة بمفاصلها المختلفة ، السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، تركت اثارها المؤلمة والمريرة على الشارع العراقي ، مما استدعى من الاوفياء والمخلصين للوطن وشعبه من رجال السياسة والثقافة والادب ورجال الدين ان ينحازوا الى شعبهم كما هو ديدنهم اثناء المنعطفات الحادة التي تهدد مستقبل الوطن والعملية السياسية والتجربة الديمقراطية ، وان يتصدوا للتدهور والعمل على ايقافه ، معلنيين ضرورة التغيير الحقيقي واعلان تجاوز نظام المحاصصة مكمن الخطر ومبعث الازمات ، والتوجه الى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي تتبنى بشكل حقيقي الدولة المدنية ومؤسساتها ، التي تعتمد مبدأ المواطنة مقياساً في نظرتها الى مواطنيها دون تمييز ، وتضع معايير وطنية في الاختيار ، في مقدمتها الكفاءة والنزاهة ونظافة اليد والفكر ، اي تضع الرجل الوطني المناسب في المكان المناسب ، والتخلي نهائياً عن كل ماله صلة بالشللية والحزبية الضيقة والمحاباة ، والقرابة ، لان هذه التوجهات هي من فسح المجال امام الفساد بالزحف الى مؤسسات الدولة ، ومهد الطريق امام الرشوة ومافياتها .
ا ن شعبنا العراقي وقواه الوطنية والديمقراطية المخلصة ،التي ارتبطت بالعملية السياسية وقدمت مالديها من رؤى ومعالجات لتوجيهها حيث جادة الصواب ، تقف من جديد وبنفس الرؤية الثابتة مع تشكيل الحكومة الجديدة ،مع اخذ الدروس من الاخفاقات والازمات التي رافقت الحكومة السابقة واسبابها، ووضع الحلول لها وتجاوزها ، والبدأ بمرحلة جديدة من العلاقات المبنية على الثقة والتعاون الصادق ونكران الذات ،والتوجه الجاد لتنقية الاجواء السياسية من خلال اقامة حوار وطني واسع بين شركاء العملية السياسية دون تهميش لاي طرف شريك بالوطن ، وتشذيب العملية السياسية والتجربة الديمقراطية مما لحق بها من ادران وشوائب