المنبرالحر

حضر النفط في قراركم ولم يحضر العراق !!/ حيدر سعيد

النفط يسمى( بالذهب الاسود) لما يشكله من قيمة اقتصادية عالية في الاقتصاد الوطني، وريحته تثير شهية الشركات الاحتكارية، مما يدفعها للضغط على اصحاب القرار في الغرب ، عندما تشعر هذه الاحتكارات بان مصالحها قد تتضرر من جراء المخاطر التي قد تهدد منابع النفط ، لذلك نجد ان القرار في الغرب يأتي منسجماً مع مصالح الشركات الاحتكارية التي تحرك بوصلة السياسة في تلك الدول، لذلك وجدنا ان هجوم ( داعش ) على الموصل وبعض المدن العراقية الاخرى والجرائم التي ارتكبتها بحق ابناء تلك المناطق وتهديدها للشعب العراقي عموماً، لم تحرك الادارة الامريكية حينها، واخذت تتحجج على اخطاء الحكومة العراقية وعلى شخص رئيس الوزراء ّ!وتعتبرها العقبة في عدم المساعدة ضد داعش الفاشية التي فاقت في فاشيتها النازية ، معللة سبب ذلك كون الحكومة السابقة طائفية همشت الشركاء ، بالوقت الذي يعرف منظروا ومؤدلجوا الادارة الامريكية بان الحكومة العراقية شأن داخلي ومتى تبتعد عن الشعب العراقي وقواه المخلصة متجاوزة على ارادته .فانه جدير بوضع حد لتوجهاتها تلك مهما طال الزمن .

لقد جاءت المساعدة الامريكية للعراق في بدايتها متواضعة لا تتجاوز الجوانب الانسانية وخاصة للعالقين من ابناء وطننا من الايزيديين في جبل سنجار، ولكن ما ان وصل خطر( داعش الذئب)!! الذي يهدد به الرئيس الامريكي الشعب العراقي اليوم ابار النفط والغاز ، حتى اطلقت الادارة الامريكة العنان لقواتها الجوية لضرب داعش وايقاف زحفها باتجاه اربيل حباً بالنفط وليس بغيره ، والدليل هو الهجمات المحدودة التي تقوم بها تلك القوات لمساعدة قوات البيشمركة والجيش العراقي جوياً .

يأمل شعبنا العراقي ان مساعداتكم المحدودة ، لاتنطوي على ( امر في نفس بعقوب )، لان الاخطاء التي مرت بها العملية السياسية ، كانت الاساس في تباعد الاخوة شركاء الوطن ( الجسد ) الذي ان اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد العراقي ، فالاخوة العربية الكردية عمدتها الدماء الزكية لسني النضال الطويلة ضد الدكتاتورية ، وان ماصابها من فتور وقتي سيزول بزوال مسبباته ، ولن تستطع القوى الاقليمية والدولية ان تحفر في الجدار الصلب لهذه الاخوة .

نعود لنذكر الادارة الامريكية ان التأريخ النضالي للعرب والاكراد والدماء الزكية التي سقت ارض العراق من الشمال الى الجنوب في مواجهة فاشية بعثي صدام الذي جاء بهم القطار الامريكي لينفذوا كل ما اراده اعداء ثورة تموز الوطنية وزج المناضلين عشاق الحرية في السجون والمعتقلات ،ودفن الاحياء في مقابر جماعية ظلت وصمة عار وخزي في وجوه البعثيين ومن وقف معهم .

هذا التأريخ وبهذا العمق الغائر في ارض الوطن لن تستطع داعش وحلفاءها ان تهزمه، والتهديد بالذئب ( داعش) من قبل الرئيس الامريكي للشعب العراقي ، سينقلب على رؤوس من يغذيه ويطعمه اليوم ، و تفجيرات11 سبتمبر الكارثية في نيويورك عام 2001 لاتزال ماثلة امام الشعب الامريكي وما قام به (الذئب الاب القاعدة ) وما نتج عنها من ضحايا مدنيين ابرياء ، شكلت في حينها صرخة انسانية تضامنية مع اهل الضحايا من جميع الشعوب المحبة للسلام .

فالذئب الابن لانعتقد ان ترويضه المؤقت واطعامه من لحم الشعب العراقي بجميع طوائفه وقومياته سينسيه ان اباه هو الذئب القاعدي !!

وسيعاود الكرة عندما يجد ان لديه القوة والقدرة على تنفيذ مشروعه الفاشي الدمي ، وهوعدو للجميع والرهان عليه رهان خاسر !!