المنبرالحر

إقـرار قـانـون الأحـزاب المطلب الآنـي لشـعـبـنـا / سـلام فـواز العـبـيـدي

إن الحديث عن تعطيل القوانين الأساسية وتركها على طاولة البرلمان العراقي حديث ذو شجون حقاً، وأعضاء البرلمان يلفهم الصمت عن أداء هذا الواجب الوطني بحجة غياب التوافق وعدم اكتمال النصاب لكن لسان حالهم يقول شيئا آخر: إن الكيانات الكبيرة هي المعرقلة وتريد المضي بلا ضوابط تحد من نفوذها، وهكذا تمضي الأيام والسنون والصمت هو السائد للأسف، ترى لماذا لا تعلن الأسماء المعرقلة ومبرراتها؟ ومعلوم أن قانون الأحزاب يرتبط
بالضرورة مع قانون الانتخابات العادل والتعداد السكاني الشامل واستقلالية مفوضية الانتخابات فعلاً وإن كان نسبياً....الخ هذه حلقات متداخلة يشد بعضها البعض لكن يبدو أن العديد من الأحزاب تعول على التهريج والفوضى والبحث عن أساليب التزوير المبتكرة حتى أصبحت ظاهرة التزوير تشكل سلوكاً شبه علني في الآونة الأخيرة على أنه الأسلوب الأضمن في تحقيق الحصيلة النهائية وهذا ما تؤكده مجريات انتخابات الموصل والأنبار الأخيرة.
لكن الغريب بالأمر أن مفوضية الانتخابات يلازمها الصمت إزاء التجاوزات وتسارع للإشادة بمجريات الانتخابات وسلاستها ثم إعلان النتائج الأولية وهي ذاتها النهائية أيضاً. ثم أليست عملية توزيع الهدايا والتأثيرات المباشرة على الناخبين التي أصبحت ظاهرة أليست حالات التزوير بموجب تعليمات المفوضية ذاتها وتصريحات المسؤولين والمرجعيات، ناهيك عن نوبات الضمير الإنساني السليم ثم أين دور الجماهير في المراقبة لهكذا تجاوزات؟ وعلى جانب آخر لماذا الرفض للقائمة المفتوحة وجدواها وأن يكون العراق ساحة انتخابية واحدة؟
إن الأوساط والكيانات المعيقة لآليات وضوابط الديمقراطية مع ضرورة تشذيبها ينبغي الإعلان عنها خاصة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ شعبنا وعلى المعنيين بالحديث ملاحظة ماذا يجري في الدول الضالعة بمناهضة الديمقراطية من أحداث، فلا فائدة من التسويق والمغالطة والفبركة ؟ وعلى المفوضية المستقلة للانتخابات أن تستنهض ضمائرها وتسجل مأثرة في النزاهة وترفض الصمت المؤذي ولا خوف من أحد على تحقيق العدالة في الأداء ورفض أية مشاريع ملغمة من شأنها أن تخترق أية فعالية انتخابية قادمة.. لقد توالت على شعبنا النوائب والويلات حتى كاد أن ينفد صبره وهو يرى الانحناءة الذليلة لمشاريع أعدائه والوطن.