المنبرالحر

تكريت ..عبوات وأسرار / قيس قاسم العجرش

فصائل مهمة من الحشد الشعبي أعلنت أنها لن تشارك في أي عملية عسكرية يكون الطيران الاميركي غطاء جوياً لها. بينما أعلنت الولايات المتحدة ان انسحاب هذه الفصائل كان شرطاً للتعاون الاميركي مع العراق.
مرّة أخرى ندخل في باب التعاون «المشروط» من جانب الولايات المتحدة لمواجهة الإرهاب، وهو خرق واضح لإتفاقية «صوفا» الموقعة بين الطرفين، العراقي والأميركي.
وعلى الضفة المحلية، لم يصدر عن الحكومة والقيادة العامة للقوات المسلحة ما يفيد أن انسحاب فصائل الحشد الشعبي جاء بالتنسيق معها، بل وصلت رسالة أخرى تفيد ضمنياً أن الحشد لم ينسّق مع قيادة الجيش من اجل هذا الإنسحاب، ولنراجع بيان المرجعية الدينية الأخير.
بالنهاية فإن هذا التباطؤ والنزوع الى الفوضى ليس من مصلحة جبهة محاربة الإرهاب التي وجب أن تكون لها الأولوية في كل الظروف.
لقد جاء التوقف في الزحف العراقي على مواقع الإرهابيين داخل مدينة تكريت، بسبب كثافة ما زرعته هذه العصابات من عبوات ناسفة في مباني المدينة، وهذه حقيقة أخرى ينبغي الوقوف عندها. فهل تعلم القيادات العسكرية أن استخدام العبوات الناسفة كان هو الأكثف في العراق من بين كل النزاعات المسلحة في العالم اجمع ومنذ الحرب العالمية الثانية؟.
بهذه الطريقة تعرقل العصابات الإجرامية سير عمليات التحرير واستعادة الارض، وقد نجحت في ذلك فعلاً.
لكن كيف يتم ذلك؟.
الأمر ربما يبدو أبسط مما نتصور. كلفة العبوة الناسفة الواحدة لا تزيد عن 50 الف دينار والمصدر هو تقارير صحافية غربية رافقت وحدات الجيش وقوات البيشمركة.
العبوة تتكون من مواد محلية الصنع، بعض المواد الكيمياوية ومعها صاعق كهربائي تفي بالغرض، وبهذا تم زرع الآلاف منها.
هذه العبوات عرقلت التقدم والنجاح الذي يحققه الجيش وأفراد الحشد الشعبي، كما أعطت المبرر والمزيد من الوقت للأطراف الخارجية أن تحقق غاياتها السياسية، ومنها الإشتراطات الأميركية على سبيل المثال.
إذن، داعش تلعب مع الآخرين بـ» سياسة «شيطانية» وتحقق أرباحها من الإنقسام في الجبهة المقابلة لها فضلاً عن إجرامها منقطع النظير.
لذا، وجب لمن يضطلع بتقدير الموقف، سواء في مفاصل الحكومة أو الحشد الشعبي أن يدرك مدى خطورة إبداء الانقسام في هذه اللحظات الحرجة. وإذا كان هناك طرف خارجي، اميركا او غيرها، يرغب بهذا التشارط والإنقسام، فالأولى تفويت الفرصة. فداعش الآن في أضعف لحظات إندحارها فلماذا نتدرب على خسارة الفرص الواحدة تلو الأخرى؟