- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الثلاثاء, 28 تموز/يوليو 2015 20:50

مرت البشرية بمراحل عديدة الى ان وصلت الى الحالة التي كانت تحلم بها بان ( يحكم الشعب ، نفسه بنفسه ) من خلال احدى اليات الديمقراطية وهي صناديق الانتخابات. ولكن الدراسات والتنظيرات والكتابات الصحفية والاستطلاعات الشعبية اظهرت ان صناديق الانتخابات في العالم العربي لم تعد لوحدها قادرة على ان تفرز العناصر التي ترضي الشعب وتلبي حاجاته بالشكل الذي يطمع اليه وخاصة الشباب الذين قاموا بثورات الربيع العربي، ان لم يحسن الاختيار في من ينتخب.
فما هي البدائل التي تحقق مضمون الديمقراطية الحقيقي وهو ان يحكم الشعب نفسه بنفسه بالاصالة وليس بصورة شكلية حتى وان جاءت صناديق الانتخابات بمن يتصدر الواجهة وذلك من خلال عناصر كفوءة قادرة على تحقيق حلم الشعب بالتغيير نحو الافضل .
فهل يقف الشعب عند المحطة التي توقف عندها قطار الديمقراطية عن المسير وهو لم يصل بعد الى نهاية المرحلة ام يبحث عن وسيلة اخرى يكمل بها ( طريقه ) الى النهاية وتحقيق هدفه بالتخلص من حكم الفرد دون ان يقع في لعبة الصناديق، وكيف يتصرف الشعب اذا انحرف القطار عن السكة ورجع جوهر الحكم الفردي بصيغة او باخرى وان اخذ شكل الجماعه وليس المجموع وان تحكمت العاطفة او المال او الفئوية الذاتية والتزوير في الصناديق ونتائجها وما الى ذلك من وسائل ليس لها صلة بالديمقراطية؟
ان الشعوب تصاب باحباط كبير عندما تتكرر الوجوه نفسها مره بعد اخرى لسنوات طويلة حتى وان كان من تفرزه صناديق الانتخابات لا يقوى على الحركة ويحكم من كرسي متحرك او تدار السلطة بالنيابة او القرابة بسبب مرض الحاكم او احكام العمر واعتبارات كثيرة او عندما يحصل تراجع عن الوعود والشعارات التي تطلق في مرحلة الانتخابات وكانت في الاغلب تداعب احلام الجماهير ومشاعرهم عندما تطرح في البرامج وعادة ماتتضمن قضايا ملحة وتؤثر في حياة الناس وتجعلها تندفع بشدة وراء تلك الوعود علها تجدها في نتائج الصندوق ولكنها تصاب بخيبة الامل من التطبيق والتراجع عنها بعد تسلم الحكم وتصحو من حلمها وتجد الامور على حالها ، امثله كثيرة من تجارب عديدة قريبة ومعروفة يمكن التدليل بها على ذلك واذا كان كبار السن والاجيال السابقة قد تاقلموا مع تلك الممارسات الديمقراطية ولم تخرج عليها لكن الشباب الذي خرج في ثورات الربيع العربي ضدها اصبح يجد صعوبة في قبولها واصيب بحالة من الاحباط ، ومما يلفت النظر في هذا الاحباط هو تراجع نسبة الشباب الذين يعتقدون بالديمقراطية في احد الاستطلاعات الى مستوى خطير ، فبعد ان كانت النسبة 92 في المائة عام 2011 تراجعت عام 2012 الى 42 في المائة الى ان وصلت الى 10 في المائة عام 2015 بسبب الاوضاع الامنية والسياسية والاقتصادية والصراعات التي شهدتها المنطقة بعد ثورات الربيع العربي وجاءت على العكس مما يحلم به الشباب العربي وفي كل الاحوال رغم تلك النتائج المؤسفة لكن الخلل ليس في الانتخابات ولا في الديمقراطية، وانما الخلل في ضعف الوعي الانتخابي وسوء الاختيار، بحيث يصل الى دفة الحكم اناس لا يجيدون غير الدفاع عن مصالحهم الذاتية الانانية، وتجاهل مصالح الشعب والوطن!ان الانتخابات آلية ديمقراطية يسير عليها العالم المتطور وتفرز له عناصر قيادية تحقق ما تطمح اليه شعوبها وتحقق تطورات كبيرة وانجازات متصاعدة ومتراكمة ولكن بشرط حسن الاختيار وان يعي الناخب ان لا يضع ورقته في الصندوق وانما يضع تطلعا واملا يرجو ان يتحقق وان يكون حلمه بوزن صوته .