- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأربعاء, 30 أيلول/سبتمبر 2015 19:34

جمعة اثر أخرى، تتصاعد الاحتجاجات، وتزداد التظاهرات احتشادا، وتترسخ في نفوس العراقيين عدالة المطالب، ووضوح الغايات، ونبل الأهداف. الشعب يريد اصلاح وطنه، يطالب بإزاحة الفاسدين ومحاسبتهم، ويرسم خارطة طريق لبلد أنهكته المحاصصة والطائفية، وجرائم حيتان الفساد.
العراقيون اختاروا اللون الأبيض، ارتدوا نهارات الوطن، ليضيئوا بها مساءاته. خرجوا ناشطين ومواطنين، شيبا وشبابا، رجالا ونساءا، يجذبهم عشق الوطن، يرددون نعم لغد أجمل للعراق، يطالبون بإجراء إصلاحات فاعلة في السلطة القضائية، لتغدو مؤسسة نزيهة تحمل ضمير الشعب، وعدالة السماء، ونبل المهنة القضائية وأخلاقها، لكي تحارب الفساد، وتحاسب المجرم، وتنزِّه البريء. لا سبيل الى استكمال حُزم الاصلاح الاّ بإصلاح الجهاز القضائي، هو أول المطالب، رأس الغاية، بداية كتابة الاصلاح لأحوال النظام ومؤسساته.
لا بد من دولة مدنية اذن، فيها دستور يمثل طموح الشعب، لا بد من كشف رؤوس الفساد واحالتهم الى المحاكم المختصة، واسترجاع أموال العراق المنهوبة. لا بد من صرخة كلا كلا للطائفية، كلا كلا للمستأثرين بأموال الشعب، كلا كلا للفاسدين والعابثين بهذا الوطن.
لاءات المتظاهرين واضحة وجلية: لا للمحاصصة الطائفية، لا للفاسدين، لا لهدم هذا البلد العظيم، ونعم لمعالجة جذور هجرة العراقيين، نعم للقضاء على آفة البطالة، نعم لتحسين الخدمات وبناء الوطن.
جمعة اثر جمعة، حتى تأتي اشراقة يوم يحتفي بها الشعب، ويزهو بها العراق، ليتحقق الحلم الجميل.