- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الإثنين, 07 آذار/مارس 2016 09:26

يعاني مجتمعنا العراقي من ازمات عديدة عصية وشائكة افرزت من تراكم السلبيات والممارسات القمعية والحروب المتواصلة التي قادتها الأنظمة السابقة اولى هذه الأزمات الخطيرة هي فقدان الأخلاق وانتشار الخراب والفساد الذي ضرب مجتمعنا بعمق واصبح العراق يمتلك اكبر عدد من اللصوص وفساد وسرقات يمارسها مسؤولون في الدولة وفي مناصب شتى بحيث سيدخل العراق الى موسوعة غينيس للأرقام القباسية بهذه الفضائح !!! ارى ان عائدية هذا الخلل الخطير هو ضعف الأيمان وفقدان الوطنية وعدم شعور بالمسؤلية وضياع روح المواطنة وعدم الأهتمام بتربية الأخلاق وزرع المثل السامية ادى الى انتاج هكذا عدد من اللصوص في مجتمعنا بدءا من ابو عكال الى الأفندي الى ابو عمامة لا تمنعهم خطوط حمراء او خضراء ، ارى ان النفوس البشرية ليست متباينة ولا متفاوتة في خلقتها الأولى ولكن حدث التفاوت والأختلاف نتيجة خراب التعليم والتربية ، ان الأخلاق الفاضلة والسيئة لها منشأ واحد هو التربية والتعليم فهي صفة مكتسبة في الأصل وكما قال الشاعر حافظ الشيرازي:
في حديقة مجتمعنا لا توجد زهرة برية
وكل زهرة تنمو كما تربيها وتباريها
لا تلومن زهرة برية في حديقة وجودي
فأن الزهور تنمو كما تربيها
في زمننا الجميل كان اللصوص يخجلون من مهنتهم ويحرصون على ممارسة سرقاتهم خارج حيهم وبلدتهم، وحتى العاهرات في ذلك الزمن يمتلكن شعورا ومبادرات انسانية الا لصوصنا انهم من طينة اخرى لا يخجلون ولا يختشون ولا يشبعون ولا يردعون، سرقوا شعبنا ونهبوا وطننا وداسوا على كل القيم واستمروا بسياسة الفرهود مستخدمين كل شيء من اجل استمرار سرقاتهم وفسادهم واعطاء الشرعية على فضائحهم .لا يكفي ان نشخص السراق ونحتج ونصرخ بوجوههم بل على شعبنا ان يكنسهم الى مزابل التاريخ ولم يبق لهم سوى لعنة التاريخ والناس .