المنبرالحر

متى يجري التصدي لمثل تلك الظواهر بقوة القانون ؟!! / حيدر سعيد

تصاعدت في الفترة الاخيرة هجمات مسلحة ، شكلت ظاهرة اجرامية استفزت عقول الناس، لتجاوزها على سلطة القانون ،ونشرها الفوضى لأهداف مريبة ، ومن ابرز تلك الظواهر التي كانت محل استنكار واستهجان وشجب من قبل ابناء الشعب لما اشرت اليه بوصلة اتجاهها :
_مافيات الفساد التي تعتبر حاليا اكثر اذرع الارهاب خطراً وفتكاً لما تسببه لجسد الدولة ومؤسساتها من هدم وتدمير ونهب معتمدة الشعار ( هل من مزيد )؟!!
_ تهريب العملة والنفط الذي تخصص بها بعض المتنفذين في الحكومة ومجلس النواب ، وبيعهما في الاسواق الاجنبية لمصلحة هؤلاء ، وهو يشكل نزفاً عميقا وسرقة للمال العام ، وبذلك يتسابقون على سرقة طاقة وطنية ومال عام ملك للشعب وحده .
_ الاشتباكات المتكررة بين العشائر بدفع من منتفعين في تلك العشائر نصٌبوا انفسهم مقررين يفرضون شروطهم بقوة السلاح ، محركين ازلامهم ادوات الشطرنج بالاتجاهات التي يرغبونها ، غير آبهين بدماء الابرياء من المدنيين من اجل حفنة من المال ، وبذلك تلعب هذه الاشتباكات دورا يستنهض الاحقاد ويزرع العداوات والفتن بين ابناء تلك العشائر وبالتالي بين ابناء الشعب ، بدل ان تُوجه كل الجهود لخدمة الوطن والدفاع عن حياضه التي تقود قواته المسلحة الوطنية حرباً وطنية ضد الارهاب .
_ هجمات ليلية لمافيات مسلحة على الفنادق والمقاهي والنوادي ، هدفها بعث الخوف والهلع في نفوس ابناء المحافظات وصرف انظارهم عما يجري من مواجهة على الساحة العراقية اليوم وخاصة في الموصل ، منصبين من انفسهم قضاة !! بديلاً عن القانون ومؤسسات الدولة ، واعطت هذه الجماعات لنفسها الحق في قتل وترويع الناس الآمنين من خلال شعارها القديم الجديد ( الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ) الذي تختفي وراءه دائماً تلك المافيات، علماً ان ما يقومون به من اعمال لا يمكن تفسيرها الا بالمنكر وبعيدة عن المعروف الذي يجب ان يستند الى مصلحة الوطن اولاً ومواجهة الارهاب اذا كانوا صادقين .
_ تجارة المخدرات ورواجها في العراق الذي كان بعيدا عن تلك الآفة حتى في الظروف الحالكة التي مر بها في التأريخ ، لكن اليوم وبسبب هذه الفوضى وغياب القانون ، استفحلت تلك العصابات واصبحت تشكل قوة لها سطوة وتأثير ، تستطيع بهما ان تبتز الاخرين ، متخذة من الشباب مادة للانتشار والتوسع مستغلة ظروفهم المعيشية الصعبة التي يعيشوها ، والبطالة التي تطحنهم وتقيد اعناقهم وتدفعهم الى الهاوية والسقوط في وحل تلك السموم .
ان هذه الظواهر المريبة والمخيفة ،غدت اليوم معروفة الدوافع لدى ابناء شعبنا بشكل واضع وجلي فهي في اعمالها تلك لا تخدم سوى الارهاب ومنظماته الفاشية، وتعادي الشعب العراقي وقواته المسلحة الوطنية وتضع المفخخات في طريق انتصاره النهائي على الارهاب ، وهي بالتالي نتاج المحاصصة المقيت .
لذلك فالحرب على تلك المافيات والارهاب معاً لا يمكن تجزأته ، الذي يعني بالنتيجة الحرب على نهج المحاصصة الحاضنة الاساس لهما ، وعلى المتصدين المخلصين ان يعٌ هدف تلك المافيات ويلتحموا للوقوف بوجه تلك المافيات المتعددة الاشكال ، وتعريتها وكشف عناصرها فهي احتياط الارهاب وانيابه السامة ، وعلى القانون ان يأخذ دوره بملاحقة جرائم هذا الاحتياط الممول للارهاب واحباط مخططه الدنيئ ، وهو مالا يقبل التأجيل اذا كانت لدى الحكومة باجهزتها الامنية جدية للقضاء على تلك الظواهر الاجرامية، واجتثاث وجودها من على تربة الوطن