التقيت بها في أحدى الندوات النسوية، كان حوارها هادئاً ومنمقاً تمحور حول حقوق المرأة ووقف العنف ضدها، طالبت فيه المرأة تحليها بقوة الشخصية والأيمان بعدالة القضية في سبيل إحراز خطوات ايجابية لمسعاها الكبير، استطاعت بأسلوبها الشيق والممتع وأناقتها المتناهية ان تجذب انتباه الحاضرات بحسن الإصغاء والتأثير، لكن سرعان ما تبدد الاندهاش بحسن حضورها الى استغراب، حينما بدا عليها الارباك عند رؤيتها لرجل وقف في باب القاعة التي ضمت الندوة، ليتبين بعدها انه زوجها،وهو شديد القسوة معها، حيث يحدد لها ساعات معينة في الأسبوع ?ممارسة نشاطها الإنساني، والباقي خط احمر لا يمكنها تجاوزه. وهو ذات الموضوع الذي احتدم فيه النقاش بين اثنين من أقربائي، فاحدهما يحبذ عمل زوجته لأنها متعلمة ولابد من ممارسة اختصاص دراستها، لكنه يرفض ذهابها بإيفاد لتطوير الكفاءة او تسنمها مهاماً ادارية اكبر وبالقطع، فهي من يهتم بإدارة المنزل ورعاية الأطفال، وهو لا زال رجلاً شرقياً، وعمل زوجته من باب الديكور الاجتماعي على اعتبار انه إنسان متحضر. ويدعم حجته بالنساء السياسيات في البلد، فوجودهن ضمن الكتل السياسية والأحزاب مجرد ديكور سياسي معاصر ليس أكثر، كونهن ل? يمثلن حضوراً زاخراً بالفعل والتأثير، بل يخضعن للعادات والتقاليد الاجتماعية والتي حددت المرأة في قوقعة لا يمكن الخلاص منها بسهولة. فيما الآخر رفض الأمر بجملته وفضل ان تكون زوجته ربة منزل لا اكثر تخدم العائلة وزوجها، وهو المسيطر والماسك بزمام الأمور - فالراجل راجل والست ست-
لعل العقبات كثيرة وما زالت تحد من قدرات المرأة وتأثيرها في المجتمع. وفي طليعتها القوانين والأعراف الاجتماعية التي تلاحقها في البيت والمدرسة وموقع العمل وفي المجتمع، وتنظر إليها كانسان ناقص الأهلية، مهمته الأساسية تربية الأبناء وخدمة المنزل، فيما يعد هذا عنفاً مخفياً يمارس ضدها.
وبدء ذي بدء على المنظمات النسوية والناشطات والاجهزة حكومية وكل من يعينه قضية المرأة السعي لتغيير القوانين والأعراف الاجتماعية، تغييرا جذريا، وبخاصة التي تساعد على استمرار العنف ضدها، ودعم الجهود لإزالة جميع أشكال التمييز ضدها وتعديل القوانين وفقا للمعاهدات والاتفاقيات الدولية الخاصة بمناهضة العنف، ونشر ثقافة مجتمعية وتوعويه بحقوقهن، وتعريفهن بتلك الحقوق، وتعزيز ثقتها بنفسها للمطالبة بها. وتبني مشروع لدعم ومساعدة النساء وتطوير قابليتهن عبر توفير فرص العمل لهن وتشجيعهن للانخراط في سوق العمل.