مجتمع مدني

وفد الحزب الشيوعي الكردستاني في جبل سنجار: صمود العائلات وروح المقاومة لدى الشباب احد اسباب انكسار داعش

طريق الشعب
زار وفد من مكتب دشت الموصل للحزب الشيوعي الكردستاني، منتصف الأسبوع الماضي، ناحية السنون وجبل سنجار والمناطق المحيطة بعد تحريرها من سيطرة تنظيمات داعش الإرهابية.
الوفد الذي ضم الرفاق: (ابو سامان، ابو سعيد، ابو هفال، أستاذ فهد)، بدأ جولته، كما تحدث أحد أعضائه لـ"طريق الشعب"، بزيارة مقر الحزب الشيوعي في منطقة السنون للاطلاع على ما تعرضت له بناية المقر من إضرار، بعدما نهبت ممتلكاته وكسّرت.
بعدها تمت زيارة مجمع "دهولا"، الذي تعرض للدمار جراء عمليات النهب والحرق إلى جانب هدم الدور الحديثة فيه، وكذلك البيوت الطينية التي تمت إزالتها بالجرافات وتقدر أعدادها بالمئات، أما الدور الحديثة التي تعود للمسؤولين، فقد جرى تفجيرها بالديناميت، ولم يسلم أي منزل من عملية السلب والنهب للأثاث والممتلكات.. وهذا أيضا حصل لمجمعات "دوكري وكهبل وخانصور والسنون" !
كما زار الوفد مزار "شرفدين"، والتقى فيه عددا من رجال الدين، الذين حياهم الوفد لروح البطولة فيهم والمقاومة بوجه الارهاب الشرس، الذي حاول عشرات المرات السيطرة على المزار ولكنه فشل فشلا ذريعا رغم تفوقه في العدة والسلاح إلى جانب الانتحاريين والسيارات المفخخة؛ هذه المحاولات المتكررة تهاوت أمام المقاومة النادرة عند المقاتلين الايزيديين.
والتقى الوفد بالقائد الميداني قاسم ششو، وتمت تهنئته بمناسبة تحرير المنطقة، وقد أشاد من جانبه بدور مفارز الحزب الشيوعي الكردستاني ودورهم الكفاحي المتميز في الجبل؛ سواء في سفح الجبل أو في وديانه. وأكد بأنهم (أي مقاتلي الحزب) قوة لا يستهان بها. وعاتب الوفد ششو بشأن عدم تزويد الشيوعيين بالسلاح والذخيرة أسوة بالمقاتلين بالآخرين، مؤكدين أنه يجب العمل على مواجهة الإرهاب بعيداً عن الانتماءات السياسية.
وفي مقر الحزب في السنون التقى الوفد بمقاتلين أشداء يبلغ عددهم 18 مقاتلاً بقيادة الرفيق اسماعيل حسو، الذين كانوا طيلة الفترة الماضية (نحو أربعة أشهر) يتحملون كل الظروف الصعبة القاسية ولم يكن لهم ملجأ للنوم ولا خيمة تأويهم. فقد كانوا ينامون في العراء وبين الصخور، وهم يقاومون الدواعش قي قاطع (السنون دهولا دوكري)، ليلا ونهارا، وينصبون الكمائن، حيث استطاعوا إلحاق خسائر كبيرة في صفوف تنظيم داعش، "لقد كانت نشوة النصر والصمود تتخلل اللقاء معهم"، حسبما يذكر أحد الرفاق في الوفد.
وزار الوفد ايضاً منطقة جبل سنجار حيث جرى الوقوف على حجم المأساة والكارثة التي لحقت بالعوائل التي كانت محاصرة في الجبل، حيث يعيشون في خيم غير مناسبة، إلى جانب النقص الكبير في المواد الغذائية والطبية ومشتقات الوقود للتدفئة والطبخ.
وفي أحد مخيمات الجبل، التقى الوفد بعائلات شيوعية، وقضى معهم ليلة بأكملها، جرى خلالها الحديث عن معاناتهم وبطولاتهم، وكيف قام الشباب الشيوعيون بتشكيل مفارز قتالية تضم في صفوفها أكثر من 50 مقاتلا ومقاتلة.
"أكثر ما هو مفرح هو انضمام رفيقاتنا إلى المفارز القتالية بعد دخولهم دورات تدريبية سريعة حول استخدام السلاح ونصب الكمائن أسوة بالمقاتلين من رفاقنا، وهذه تجربة جديدة لرفيقاتنا من سنجار"، حسبما قال الرفاق في الوفد.
وأضافوا في حديث لـ"طريق الشعب"، أن حجم الكارثة التي لحقت بالمجمعات والمنازل والممتلكات، تعبر عن مدى الحقد الذي كان يختبئ في قلوب إرهابيي داعش ضد أبناء الشعب العراقي وخاصة أبناء الديانة الايزيدية.
وأشاروا إلى النقص الحاد في الخدمات الأساسية سواء كانت الغذائية او الطبية للعوائل المتواجدة في جبل سنجار التي يقدر عددها بأكثر من 1250 عائلة.
وأكد رفاق الوفد أن هذه الأزمة قد علمت شباب وشابات أبناء الديانة الايزيدية في جبل سنجار روح المقاومة والصمود والتحدي، "حيث نجدهم على استعداد كامل للقتال، وبالفعل هناك مفارز مشتركة في الكمائن والقيام بعمليات عسكرية في عمق العدو ينفذها الشباب والشابات على حد سواء".
وأشاد الوفد بالتحدي الجسور الذي أبدته العوائل، للظروف الطبيعة الصعبة والقاسية في جبل سنجار وعدم انسحابهم وإعطاء الفرصة للدواعش للاستيلاء عليه، معتبرين ذلك أحد العوامل الأساسية التي أدت إلى انكسار الدواعش وانهيارهم.