- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأحد, 07 شباط/فبراير 2016 20:41

لقد اطلق البعثيون على انقلابهم الدموي اسم عروس الثورات وتناسوا ان هذه –العروس- قد زفها الأمريكان والانكليز وقد تحنت بدماء الآلاف من أبناء الشعب العراقي– عقود من تأريخ الحزب الشيوعي العراقي— عزيز سباهي
ومهما استذكرنا نحن الذين عشنا أساليب البعث في معتقلاته وسجونه بعد نجاج مؤامرتهم لا نستطيع ان نعبر عن مجازرهم بشكل دقيق، فما قاموا بما يفوق الوصف، ولا يختلف عما تقوم به داعش اليوم في عراقنا، ان لم يكن أسوأ منها، ما زلت أتذكر أساليب تعذيبهم بالرغم من انني أشرفت على الثمانين من عمري، وكأنها كوابيس مخيفه لا تفارقني. كان ذنبنا الوحيد اننا نحب شعبنا بصدق وإخلاص ونؤمن ببناء مجتمع العدالة الاجتماعية.
كشاهد ما زلت حيآ عشت التجربة في الحرس القومي،ومديرية أمن البصرة ومعتقلات الشعيبة وأخيرا في سجن السلمان، ومازلت أؤمن بأن الانتصار النهائي والحتمي سيكون للإنسان المضطهد والأفكار الخيرة.
بعد نجاح مؤامرتهم غدوا يتسابقون لإقامة حمامات الدم في طول البلاد وعرضها متذرعين بأفكارهم الفاشية يسندهم في ذلك أرثهم الثقافي الموروث من عهد زياد ابن ابيه والحجاج ابن يوسف الثقفي وكأن حزبهم اللعين لا يمكن أن يبنى إلا بجماجم ضحاياهم وأفكارهم النازية – الاستاذ توفيق جاني، ابتسام نعيم الرومي "كتاب طوارق الليل".
لقد استخدموا مختلف وسائل التعذيب واكثرها بشاعة، سلخ الجلود، التعليق بالمراوح بعد ربط اليدين الى الخلف،قلع العيون، التعليق من الأرجل،، قلع الأسنان،،قلع الأظافر،، إدخال الدبابيس والإبر في مختلف أجزاء ألجسم الحساسة، إجبار الضحية على الجلوس على القناني،،تقطيع أجزاء الجسم، اجبار الضحية على الوقوف ساعات طويلة على ساق واحدة، الكي بالسكاير لمناطق الجسم الحساسة، ألضرب بالكبلات على المناطق الحساسة، تكسير عظام الجسم بواسطة المطارق،. رش الملح على الجروح من اثر التعذيب، تعرية ألنساء والجسد معلقا ولا يبقون سوى الملابس الداخلية ويبدؤون بالتحرش الجنسي، قطع الماء والطعام عن المعتقلين، لأستاذ توفيق جاني .ابتسام الرومي – كتاب طوارق ألليل .
نماذج من أساليبهم اثناء التحقيق مع المعتقلين
يقول السيد مهدي عبد الله، (من القوى الإسلامية) يربط السجين إلى بوري لصيق بجدار الغرفة ويترك حتي يقضي حاجته تحته ثم يؤمر برفع النجاسة،وذكر بأن جدران الزنزانات طليت باللون الأحمر كل شيء احمر أضوية مسلطة حمر.
يضيف السجين المواطن –حسين سالم—وتهمته انه حلم ان يكون مكان صدام، -- يبدأ التحقيق والتعذيب بخلع الملابس بالكامل ثم تبدأ الحفلات ..التعليق، خلع الأكتاف "الضرب بالعصي خاصة على الأعضاء التناسلية . يحرم على السجين بعد التعذيب النوم ..وغيرها من اساليب التعذيب .---" رسالة العراق العدد34 د.شاكر اللامي
جاء في مذكرات الدكتور علي الزبيدي الأستاذ المساعد في كلية ألآداب بجامعة بغداد عما تعرض له المعتقلون معه في التوقيف
كانوا يربطون يد الموقوف وراء ظهره ثم يربطونها بحبل يتدلى من بكرة في السقف ويجذبون طرف الحبل الآخر فيرتفع جسم الإنسان، حتى تشعر الضحية بآلام هائلة، ويعلو صراخ الضحية،وهم ينهالون عليه بالضرب بالعصي الغليظة أو الصوندات حتى يغمى عليه ثم ينزلونه،ويسكبون عليه سطلآ من الماء البارد ليعيدوا تعذيبه ثانية .
ويروي الضابط محمد علي سباهي عضو المكتب العسكري لحزب البعث،عند زيارتي قصر النهاية فوجئت بالصحفي --عبد الجبار وهبي – ممددا على الأرض وكان على وشك الموت وكان إلى جانبه شخص آخر لديه يد واحده.
وجاء في كتاب عراق 8شباط 1963، بأن صالح مهدي عماش وزير الدفاع لحكومة الانقلابين ذهب الى مسلخ قصر النهاية وطلب تسليمه عشرين شيوعيا معتقلا واشرف على اعدامهم جميعا .
ويذكر طالب شبيب وزير خارجية الانقلابيين في مقابلة له بعد هروبه من صدام نشرت في كتاب عراق شباط –كنا عصابة من اللصوص والقتلة نسير خلف ميلشيات صدام، نفرج عن معتقلين سياسيين ثم كانت تقتلهم ميلشيات الفداء—التابعة لصدام
لنطلع على نماذج قليلة جدآ من ضحاياهم الذين ماتوا تحت اساليب تعذيبهم.
الرفيق سلام عادل – يكفي للتعرف بالشجاعة الهائلة التي واجه بها سلام عادل الجلادين،وما جرى له من تعذيب يفوق قدرة البشر دون ان يتفوه بشيء-----عزيز سباهي عقود من تأريخ الحزب الشيوعي العراقي.
---، لقد شوه جسده ولم يعد من السهل التعرف عليه فقد فقئت عيناه وكانت الدماء تنزف منهما ومن أذنه،،ويتدلى اللحم من يديه المقطوعتين ورش الملح والفلفل فوق جسده المدمى لزيادة آلامه وبقى على هذه الحالة في سرداب تغطي ارضه المياه القذرة والحشرات وانين المعتقلين وهذيانهم وحشرجات الموت، حتى لفظ أنفاسه.—كتاب سلام عادل سيرة مناضل
شهادة طالب شبيب حول تعذيب الرفيق سلام عادل في قصر النهاية .
طالب شبيب عضو القيادة القطرية،وعضو القيادة القومية وعضو المجلس العسكري لحزب البعث المكلف بتنفيذ وقيادة حركة 8 شباط-، شغل منصب وزير خارجة الانقلابيين،وشغل وظيفة دبلوماسي مدة احد عشر عامآ وممثلآ للعراق في هيئة الأمم المتحدة،
جاء في مقابلته مع الصحفي الدكتور علي كريم سعيد نشرت في كتاب – عراق 8 شباط — مراجعات في ذاكرة طالب شبيب.
يقول طالب شبيب-- فقد أبلغنا صباح أحد الأيام أن قيادة الحزب الشيوعي قد ماتوا، فغطينا نحن، مع الأسف ذلك بقرارات رسمية، اذ قال تقرير الطبيب الشرعي وهو بعثي اسمه صادق حميد علوش بأنهم ماتوا بالسكتة القلبية لأنهم قيادة الحزب الشيوعي العراقي ظلوا حتى الصباح معلقين وأرجلهم مرتفعة قليلآ عن الأرض’وذلك يؤدي بعد فتره من الزمن الى السكتة القلبية’ ويضيف طالب شبيب احد قياديي حزب البعث،
جلست أمامه يقصد الرفيق سلام عادل وكان بعض أعضاء قيادة الحرس وفرع بغداد ما زالوا يحققون معه، قلت له { لماذا لا تعترف ؟} أجاب سلام عادل أنا عقائدي، ومقتنع بمبادئ،ولا يمكن أن أخون رفاقي ومبادئي،، قلت له أن هؤلاء سيلحقون بك الأذى وربما تقتل. فقام سلام عادل من مجلسه وكان يرتدي ملابسه الداخلية فقط، وسحب لباسه الداخلي وأراني ظهره وقفاه الممزقين وقال، ماذا سيفعلون أكثر من ذلك فأنا أصبحت لا أشعر بقسوة التعذيب مهما كان نوعه.
من مقابلة طالب شبيب المنشورة في كتاب عراق 8 شباط.
حسن عوينه عذب بالكي الكهربائي،وقلعت اظافره، وسكب الماء الحار عليه وحرمانه من الاكل واشرب فقد الوعي حتى استشهاده،
الدكتور محمد الجلبي مات بالتعذيب بعد أن تعفنت جروحه بعد كيها بالنار، والضرب بأنابيب الحديد وكسر عظام مشط يده اليمنى،
فاضل الصفار بعد تعذيبه نقل الى سطح قصر النهاية وهو فاقد الوعي ممزق الثياب مقلوبا على وجهه حتى استشهاده.
طالب عبد الجبار --- مرشح اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في الموصل عذب بشكل وحشي مدة 17 يومآ وكانوا يلفون اصابعه وأذنيه بقطن مبلل بالنفط ويشعلون النار فيه، كما قطعت اصابع أقدامه الواحدة تلو الأخرى وعلق في السقف حتى استشهاده
صبيح سباهي -- انضم الى صفوف الحزب الشيوعي منذ صباه، شارك في \تظاهرات الجماهير ضد معاهدة بورت سموث عام 1948، فصل من المدرسة لنشاطه الطلابي، اعتقل عام 1957 وتعرض الى تعذيب قاس، في عام 1961 حكم 3سنوات واودع سجن الرمادي، بعد انقلاب 8 شباط نقل من سجن الرمادي الى قصر النهاية تعرض للتعذيب لمدة ثلاثة اسابيع حتى صار جسمه مثخنا بالجراح وكانت رجليه ويديه موثوقتين طيلة ايام التعذيب، في الأسبوع الأخير من الشهر الثالث 1963 نقل 28 معتقلآ بينهم الضحية صبيح سباهي ومعه الشهداء المغدورين
الرفيق ستار جبار خضير عضو أللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
ولد عام 1930 في ناحية الكحلاء التابعة لمحافظة ميسان، في عام 1945 غادر مدينته الى ميسان لإكمال دراسته، اسهم في وثبة كانون وهو طالب في ألمتوسطه، في عام 1952 اعتقل بتهمة توزيع مناشير شيوعية فحكم عليه بالسجن ستة أشهر، ثم حكم عليه لمدة سنتان وبعد اكمال محكوميته فرضت عليه الإقامة الجبرية في بدره وجصان،، في عام 1969 اغتيل من قبل رجال ألأمن وهو خارج من بيته.
العامل ابراهيم أدهم، والكاتب عدنان البراك، والنقابي عبد الاحد المالح ولطيف الحاج، وصاحب ميرزه، وأدمون متي، وداخل حمود، والياس حنا، وستار مهدي، دفنوا في قبر جماعي كان لا يزال البعض منهم حيا رسالة العراق العدد 33 1977
عبد الجبار وهبي –ابو سعيد- عذب حتى الموت
محمد صالح العبلي – قام المجرم سعدون شاكر وزير داخلية البعث بحفر حفرة له بعد تعذيبه ووضع في الحفرة ولما امتنع عن الكلام اطلق عليه الرصاص وترك في الحفرة .
رحيم شريف-- عذب بشكل وحشي طيلة عدة ايام وكسروا عددا من أضلاعه وعظم الحوض وكانوا يتركونه في مكان مملوء بالمياه القذرة ثم يسحبونه الى سطح البناية ليواجه برد الشتاء القارس وهو عاري الجسم وكان جسده قد امتلأ بالقروح وأسود جلده واستمر يقاوم حتي الموت وهو يهتف تحيا الشيوعية.
هذه نماذج عن بعض الذين ماتوا تحت سياط البعث، الذي تحمل أفكاره داعش
يمكن الاطلاع على نماذج اخرى من شهداء الحزب الشيوعي العراق في كتاب "شهداء الحزب" شهداء الوطن الجزء الاول والثاني.