مجتمع مدني

في ملبورن : محاضرة عن " حقوق الانسان وتنامي العنصرية والميل للتطرف" واطلاق لجنة للدفاع عن حقوق الانسان

بدعوة من "جمعية الحضارة الكلدانية" وفي اطار المساعي لتشكيل امتدادات للجنة الدفاع عن حقوق الانسان في الولايات الاسترالية قام مؤخرا د احمد الربيعي رئيس منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي والناشط عطا عباس رئيس جمعية الصداقة الاسترالية العراقية في بيرث بزيارة الى ملبورن . وقد نظمت الجمعية ندوة على قاعة " ميل بارك " حضرها جمع كبير من النشطاء والشخصيات الاكاديمية والاجتماعية والسياسية في ملبورن ، وادارها الاكاديمي د. كامران عبدوكا الذي عرّف في البداية بالضيفين ورحب بهما.
. ثم قدم د . الربيعي ليبدأ محاضرته في " حقوق الانسان وتنامي العنصرية والميل للتطرف" التي قدم فيها عرضا لاتجاهات صعود العنصرية في استراليا معتمدا احدث الدراسات الاسترالية من جامعات موناش وغرب سيدني وولونغونغ مع مقارنة لإحصاءاتها مع دول اوربا وكندا ثم تطرق الى تزايد مناسيب التطرف مقارنا السنوات العشرة الأخيرة بالمئة عام التي سبقتها .بعدها عرج د الربيعي الى الاثار المباشرة وغير المباشرة لتصاعد العنصرية وتنامي التطرف على حقوق الانسان وتطرق الى الاشكال الأخرى لانتهاكات حقوق الانسان المتعلقة بالعنف العائلي واللاجئين والسكان الأصليين والخصوصية الشخصية , ثم انتقل د الربيعي الى القائمة التي لانهاية لها لانتهاكات حقوق الانسان في العراق وتوقف عند عدد من " الخصوصيات" المميزة لواقع العراق ومن بينها الافتقار للحقوق الأولية ( الحق في الحياة )وسط الافتقاد للامن والإرهاب المتعدد الاشكال والأطراف , وكذلك واقع تعدد مراكز "السلطة" في العراق( الحكومة , المليشيات و العشائر الخ) والواقع المحزن لاستهداف المكونات الذي يهدد بأنقراضها واختفائها من الفسيفساء العراقي الجميل . ثم توقف د الربيعي عند تأسيس "لجنة الدفاع عن حقوق الانسان" في 2014 بقوام ناهز الأربعين من النشطاء والاكاديميين والأطباء والمحامين مع مكتب من 13 من أعضائها وقدم عرضا لبرنامجها بمحوريه الأسترالي والعراقي ومرجعيتها الفكرية والقانونية المعتمدة على القوانين واللوائح الدولية وتطرق الى بعض من فعالياتها وانشطتها .
وأشار د . الربيعي الى طموح الجميع المتمثل في محاولة بناء مركز يمتد على عموم استراليا ، كي يسهم كل الناشطين والمعنين في هذا الشأن في أعلاء موضوعة حقوق الأنسان ، ثقافة وممارسة داخل بلدنا الذي يعاني الأمرين .
وفي مجرى تقديمه أشار الى ضرورة أستقطاب شبابنا وشباتنا الذين ترعرعوا هنا وتفتحت مداركهم على قيم أخرى ، تشكل موضوعة حقوق الانسان جزءا هاما منها ، كونهم يمثلون جسرا هاما جدا بين وطنهم الام ووطنهم الأخر ، ناهيك عن تفاعلهم المثمر مع محيطهم عموما وتمكنهم من لغة المغترب ، ان لم تكن لغتهم الاولى ، كأداة لأيصال ما يستجد داخل العراق أو ما تعانيه الجالية هنا من تمييز متعدد الوجوه بهذا الشكل او ذاك .
وتحدث د . الربيعي أيضا عن المحاولات الجادة لتوأمة " اللجنة " أو ربطها بصلات تعاون مشترك مع قريناتها الجادات داخل الوطن ، وفتح أفاق للجميع لتبادل المعلومات والخبرات الضرورية في هذا المجال .
بعدها قدم د كامران عبدوكا الناشط عطا عباس الذي أبتدأ مداخلته بالشكر لكل الجهود التي تسهم في أعلاء قيم حقوق الأنسان للعراقيين داخل وطنهم أوفي مغترباتهم الكثيرة .
وقيم عاليا أهمية المشروع والجهود الكبيرة التي بذلها منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي في سدني ورئيسه د . أحمد الربيعي وكل المعنيين معه لأخراج " لجنة الدفاع عن حقوق الأنسان " الى حيز الوجود . ونوه أيضا الى المحاولات والخطوات الجارية في ولاية غرب استراليا لأيجاد مركز أو فرع من اللجنة والطموح لبناء مركز على عموم استراليا يمكن ان يسهم الى حد كبير ، مع مراكزجادة أخرى داخل الوطن وخارجه ، لأشاعة ثقافة حقوق الأنسان وقيمها ، كخطوة لابد منها للخروج من نفق الكراهية والعبث السائدة الأن في بلدنا.
وكخطوة اولى يأتي في مقدمة مهام الناشطين في غرب استراليا محاولة الوصول الى المراكز الاكاديمية المعنية في قضايا حقوق الانسان ، وخاصة في الجامعات الاسترالية . وستكون هناك محاولات جادة للوصول الى برلمانيين أستراليين لتوسيع نشاط العمل وتوضيح معاناة الناشطين داخل الوطن للوصول الى تضامن دولي هو الأحوج لهم في الظروف المعقدة التي يمر بها وطننا .
وفي هذا الشأن تم التطرق الى التجارب الناجحة للعقود السابقة لعراقييي الخارج ، وبمختلف أتجاهاتهم وميولهم ، عندما وضعوا قضية بلدهم ، وعلى قدر المستطاع ، في مركز الأهتمام دوليا ، لتعرية وفضح الأنتهاكات التي طالت الجميع بلا أعتبارات سياسية أو دينية أو طائفية أو قومية .
وأشار أيضا ، الى أن ثقافة حقوق الأنسان وأشاعتها وترسبخها ، ستكون عملية طويلة وعسيرة وستصطدم بمعوقات جمة ، يرجع قسم منها الى عقود طويلة من الأضطهاد ومصادرة حق الأخر حتى في العيش ، ناهيك عن أبداء رأي قد لا يروق للقابضين على السلطة ومركز القرار الساسي .
وقسم أخر يرجع الى تقاليد وأرث مجتمعي لم يعد موائما مع تطور وتوسع مفاهيم حقوق الانسان ذاتها .
لكن الجهد العام في الختام سيثمر حتما ، وسيشكل رافعة هامة جدا لأعادة مجتمع مزقته سنوات من حكم الدكتاتورية وما جلبته من الحروب والخراب وثقافة أقصاء الجميع في ادارة بلدهم ورسم مستقبله ...
بعدها فتح باب المداخلات للحضور ، ليسهم الجميع عبر رؤى وافكار يمكن أن تدفع جهد التأسيس قدما لأنشاء مركزا أو فرعا للجنة في ملبورن يمكنه ان يقدم الكثير ، بعد ان ابدى الجميع حرصا على أنجاح المسعى كي يتحول الو عونا أضافيا لأهلنا داخل الوطن لأعلاء الأنسان وحفظ كرامته وحقه في العيش الكريم ...