مجتمع مدني

التيار الديمقراطي العراقي يستنكر انقلاب ٨ شباط الدموي ويطالب بإدانة البعث المقبور

بغداد - طريق الشعب
تحت شعار (من وجع الماضي .. نصنع المستقبل) نظم التيار الديمقراطي العراقي حوارية في مقر المجلس العراقي للسلم والتضامن وذلك في يوم السبت الموافق 13شباط 2016 تم فيها استذكار الاحداث المرة لانقلاب 8 شباط 1963 باعتباره انقلابا عسكريا عبر عن عمق الصراع الدموي بين القوى السياسية والاجتماعية.
ووصفت الندوة انقلاب الثامن من شباط بأنه حركة تآمر تكالبت فيها القوى الخارجية وبقايا الاقطاع والرجعية التقليدية للاجهاز على اول تجربة وطنية مكنت العراق من ان يضع اولى الخطوات الراسخة في مسار تأسيس الدولة -الامة فحسب، بل تم استذكارها على مستوى فعل الادانة والمحاسبة والحق.
وناقش المجتمعون ما اقترفه "البعث “ في غضون أربعين عاما من أغتصابه للسلطة في العراق جرائم: القتل والسجن والتعذيب والتشريد والترحيل وتخريب العقول والضمائر وتدمير المدن والارياف والاهوار والهواء والماء والارض، ما يضاهي ويزيد على كل الجرائم التي جرى اقترافها في تاريخ العراق السابق كله، وما ظهور المنظمات والمليشيات الارهابية المسلحة بكل تلاوينها والجرائم التي قامت وتقوم بارتكابها الا استمرار لـ"البعث" ككيان وأيديولوجيا وحتى افراد.
وأكد المتحاورون في الندوة ان محاكمة "البعث الصدامي" ومحاسبته هي الاسلوب الواقعي والضروري لتأسيس وترشيد الرؤية السياسية والاجتماعية من اجل نفي التطرف بمختلف اصنافه، وبالأخص نفسية المغامرة والمقامرة في التعامل مع قضايا الدولة والمجتمع والثقافة.
وفي هذه الحوارية تمت استضافة الخبير الاقتصادي باسم انطوان الذي تناول اهم المنجزات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي مجال التشريعات والقوانين الحديثة التي تنسجم مع متطلبات الحياة المدنية وحقوق المرأة وانصفت الفئات الفقيرة والمهمشة من ابناء شعبنا،والتي تمكنت من تحقيقها ثورة (14 تموز)وبغضون اربع سنوات من عمرها القصير. كل هذا اثار حفيظة القوى المعادية كبقايا الاقطاع والرجعية المحلية وذوي النزعات العسكرية المتعطشة للسلطة وفي مقدمتها حزب " البعث "المقبور الذي وضع نفسه في خدمة قوى الرأسمال العالمي، التي لم يرق لها نهوض العراق وشعبه وأعتزازه بثورته المجيدة، وكانت جملة الاعتراف الشهيرة لاحد زعماء "البعث"والحرس القومي الفاشي (علي صالح السعدي):لقد جئنا بقطار أمريكي!!.هي خير شاهد على من ارتضى لنفسه الخيانة والغدر للشعب والوطن.
كما تم الاستماع لشهادة عدد كبير من الحضور ممن عاشوا قسوة أيام شباط 1963 وقيض لهم القدر البقاء على قيد الحياة دون ان تنالهم رصاصات البعثيين، والتي تجلت فيها مظاهر العنف الدموي واساليب ترهيب وتركيع المجتمع لرجال السلطة الاستبدادية الجدد.
وكانت شهادة السيدة (نوال ناجي يوسف) شقيقة المناضلة (ثمينه ناجي يوسف) زوجة الشهيد (سلام عادل)السكرتير الاول للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وقتذاك، شهادة ادانة واضحة بحق ممارسات الجلادين من اعضاء حزب "البعث "البارزين والذين اعتمدوا في تنفيذ قراراتهم الدموية على المهمشين من المناطق الشعبية (كالشقاوات والحثالات الضالة..الخ)، مؤكدة في ذات الوقت على ضرورة ادانة "البعث"سياسيا وأخلاقيا واجتماعيا.
وفي السياق ذاته تناول الاستاذ د.حسان عاكف أهمية ان يدافع افراد المجتمع عن انفسهم من خلال التحصين التوعوي والثقافي بالاسراع في انشاء المراكز البحثية التي تختص في دراسة ظاهرة " البعث" وبروزها في التاريخ العراقي المعاصر، بأعتبارها نموذجا سياسيا مسخا،ولتبحث في جذور نشأته، وأخلاق اعضاءه، وآيديولوجيته لكي لايعاد انتاجها من جديد.
ولتأكيد ذات المسار طرح الاستاذ د. احمد علي ابراهيم سكرتير المجلس العراقي للسلم والتضامن ورقة تتضمن مجموعة من الاجراءات العملية الواجب اتخاذها من قبل مؤسسات الدولة السياسية والقضائية ومنظمات المجتمع المدني والتي يمكن ان تكون الضامن دون تكرار تجربة "البعث"حزبا وآيديولوجيا وافراد، والتي ترتكز بمجملها على ضرورة انتهاج سياسة عقلانية راشدة تمكن المجتمع من ترميم نسيجه الوطني وصون كرامة الانسان وتعزيز قيم المواطنة الحقة والعدل الاجتماعي وأشاعة روح التسامح ورفع الاحقاد والضغائن ، عبر برنامج تنموي اقتصادي واجتماعي وثقافي وسياسي،وتفعيل التشريعات القانونية كأساس لبناء الدولة المدنية وتعزيز قيم الديمقراطية والحذر من استخدام الدين وتشريعاته مبررا للدفاع عن قيم الاستبداد.
وفي استطلاع تم اثناء الحوارية اجمع جمهرة من الشباب والشابات من الحضور على ادانة "البعث "كنموذج للانحدار الاخلاقي والسياسي، والذي حرم العراق ارضا وشعبا من امكانيات واسعة للازدهار والتطور والتنمية، وتمنوا ان يتمكنوا من العيش في وطن آمن خال من الاستبداد والقمع والتنكيل، ويحفظ كرامة ابنائه ، وتسوده قيم المحبة والخير والعدل والعمل المنتج البناء.
وتخليدا لذكرى شهداء الحركة الوطنية العراقية ولزعيم ثورة(14 تموز)وقف الحضور دقيقية صمت على ارواحهم .وفي ختام الحوارية كان للشاعر (رياض عبد الكريم) قصيدة جميلة ومؤثرة حول الذكرى الاليمة وشهدائها الخالدين بذاكرة الوطن والشعب والاجيال.