مجتمع مدني

التيار الديمقراطي في البصرة يحيي الذكرى الخامسة و العشرين لانتفاضة آذار 1991 الشعبية

عصر السبت الخامس من آذار الجاري أقامت تنسيقية البصرة للتيار الديمقراطي احتفالا كبيرا بمناسبة الذكرى الخامسة و العشرين للانتفاضة الشعبية في آذار 1991 و ذلك على قاعة عتبة بن غزوان وسط مدينة العشار حضره الرفيق كاظم الحسيني عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي و ماجد الساري الأمين العام لحركة الوطنيين الأحرار و نجاح الساعدي رئيس المجلس السياسي و جمعه الزيني عضو مجلس المحافظة و الشيخ رافع الشريفي ممثل المفتي العام لأهل السنة في العراق و ممثلو المجلس السياسي و الأحزاب و القوى السياسية المدعوة و جمهور غفير من أصدقاء التيار الديمقراطي و مؤازريه ، أعلن الدكتور حسين فالح عريف الحفل بدء فقراته بكلمات ذكرت الحضور بالانتفاضة و صفحاتها المضيئة التي سطرتها جماهير البصرة في ذلك الصباح الربيعي المفعم بالحماس و البطولة طالبا الاستماع لأنغام النشيد الوطني وقوفا ثم حيا شهداء الانتفاضة و العراق بالوقوف دقيقة صمت لاستذكارهم تقديرا و عرفانا لما أجادوا به من أجل وطننا و شعبنا .
بعد ذلك ألقى الدكتور محمد العيداني منسق التيار الديمقراطي في البصرة كلمة التنسيقية جاء فيها " الانتفاضة الشعبية في آذار 1991 صفحة مشرقة من صفحات نضال شعبنا العراقي المكافح للانعتاق نحو الحرية و رفض الظلم و الديكتاتورية " و أكد على " إن عشوائية الانتفاضة و عدم استمراريتها رغم مشاركة جميع أطياف الشعب و انعدام القيادة الموحدة المنظمة لها و إضفاء صفة الطائفية من أهم أسباب عدم نجاحها على الرغم من كثرة التضحيات " و أضاف حول الوضع الحالي " إن وطننا و شعبنا يمران بوضع مترد صعب من انتشار الفساد في مؤسسات الدولة نتيجة المحاصصة الطائفية المقيتة و سوء الخدمات و انتشار ظاهرة البطالة و التشرد و التسول و العوز مما يحدو بنا للمطالبة و بالأساليب السلمية من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية نحو مستقبل أفضل تسوده السعادة و الرفاه "
ثم ألقى الرفيق قاسم حنون كلمة محلية البصرة للحزب الشيوعي العراقي رحب بالحضور الكرام و قال " ننتهز مناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لانتفاضة آذار الباسلة لنحيي أولئك المنتفضين الأبطال الذين تجرؤوا على ثلم هيبة الدكتاتورية وإسقاط رموز السلطة الاستبدادية وفضح طيشها ومغامراتها المجنونة بحق شعبنا , وهي فرصة لتأمل بواعثها ووسائلها والشروط الداخلية والإقليمية لتفجرها والوقوف على إخفاقاتها وتداعياتها .. " و كذلك قال " لم تكن انتفاضة آذار 1991 ضد النظام الصدامي وليدة ساعتها أبدا بل كانت نتاج تراكمات هائلة لمعاناة شعبنا في ظل الحكم الدكتاتوري الذي مارس منذ 1968 أبشع أساليب التنكيل والاضطهاد ومصادرة حقوق وحريات الشعب وارتكاب الجرائم المروعة ضد قوى شعبنا الوطنية ولم يمض يوم واحد دون أن تنتهك السلطة القمعية حقوق الإنسان وتصفية أية معارضة للنظام وسياسته المعادية لمصالح الوطن ولم تسلم أية قوة سياسية من بطشه بدءا بالشيوعيين والديمقراطيين وانتهاء بالقوميين والإسلاميين.. كان شاملا في قسوته وانتهاكه لكل فئات الشعب إذا كان الأمر يتعلق باحتكار السلطة والعمل السياسي للحزب الواحد وإبادة ماعداه ..ذلك هو النسق الذي تكرس في أدبيات وممارسات الفاشية البعثية حتى سقوطها المدوي في نيسان 2003 " . و أكد على أهمية استخلاص العبر و الدروس من تلك الانتفاضة حيث أكد على " ما أحوجنا اليوم إلى استخلاص الدروس من تجربة الانتفاضة الشعبية وتجارب أخرى وطنية وتوحيد الجهود لدحر العصابات الإرهابية وتحرير مدننا من براثن الإرهاب المتوحش وعودة النازحين وإعادة إعمارها ونبذ نظام المحاصصة الطائفية والعرقية وإجراء مصالحة وطنية حقيقية ومكافحة الفساد والعمل على بناء الدولة المدنية الديمقراطية لتحقيق العدالة الاجتماعية باصطفاف وطني واسع تتسامى قواه على المصالح الفئوية والمناطقيه والحزبية الضيقة وتضع مصالح الشعب والوطن فوق أي اعتبار آخر وتعزيز الوحدة الوطنية وإعادة بناء النسيج الاجتماعي على أسس صحيحة والتهيئة لانطلاق نهضة تنموية صناعية زراعية خدمية توفر الحياة الكريمة لشعبنا .
ثم ألقى ناظم التميمي نائب الأمين العام لحركة الوطنيين الأحرار كلمة الحركة جاء فيها " من عبق الذكرى و عظمتها نستلهم العزم و الإصرار و الإرادة على التمسك بوحدتنا الوطنية رافضين كل مشاريع و مخططات الأعداء التي تريد الشر بالعراق و بشعبه و محاولة النيل من سيادته تارة على أساس طائفي و أخرى على أساس قومي " . و أشار إلى تضحيات ثوار الانتفاضة و دورهم البطولي في سبيل الحرية و العيش الكريم و الاستفادة من دروس تلك الانتفاضة في الوحدة و المحافظة على كيان الدولة الذي عجزت حكومات المحاصصة الطائفية من حفظه .
ثم تألق الشعر حيث ابتدأه الشاعر مقداد مسعود بقصيدة برائعته بعنوان سلاما أيها الثوار ...
لا أشتهي أن أكون أنا كل يوم . قالها جندي يتنكب نايا .. قالها لظله ، المتنقل ، مثل خيمة غجرية بين بياضين : ثلج نوسود و ملح الفاو و سيقولها ثالثة ، و هو يعود حافيا ، معتصما بنايه ، خارجا من فلم بالأسود و الأسود مبللا بأمطار سود .......................
و كذلك ألقى الشاعر صبيح عمر قصيدة عبرت عن الشهادة و البطولة و التضحية في سبيل الشعب و الوطن ، تلاه الشاعرين علاء عسكر و عزيز شامخ بقصيدتين تحدثتا عن الانتفاضة و الشهادة من أجل تحقيق الحرية و مقارعة النظام الديكتاتوري و ألقت الشاعرة الشابة زهراء العيثان قصيدة جاء فيها ..... من سجن السجن جبت العمر يعراق وعليك بكل وكت وسلة كفارك السواد عيون شعبك ما اجاك انسان اجت كله لسواد عيون ابارك
.
توالت برقيات التأييد للانتفاضة و المنتفضين و الشهداء من ( حزب الدعوة ـ تنظيم العراق ، المجلس السياسي في البصرة ، التنظيم النسوي لحزب الدعوة الإسلامية تنظيم العراق ، الأمانة العامة لحزب ثأر الله الإسلامي ، نقابة البترو كيمياويات ، النقابة الوطنية للصحفيين ، الحزب الليبرالي العراقي ، الحركة الاشتراكية العربية ، جمعية الاقتصاديين العراقيين ، الإعلامي باسم الحبيب ) .
اختتم الحفل بوصلات موسيقية و أغاني عاطفية قدمتها فرقتا الخشابة و فرقة الطريق الشبابية تفاعل معهما الجمهور و رقص على أنغامهما .