مجتمع مدني

المجلس العراقي للسلم والتضامن في محافظة نينوى يحيي انتصارات الجيش

طريق الشعب
حيّا المجلس العراقي للسلم والتضامن في محافظة نينوى، الانتصارات العظيمة التي يحققها الجيش العراقي والقوى الساندة له في معركة تحرير الموصل.
ورفض المجلس ودان محاولات إخراج معركة التحرير عن مسارها وجعلها ميداناً للصراعات الطائفية والقومية المشبوهة، أكد ان نجاح هذه المخططات سيحول نينوى والموصل بشكل خاص الى ساحة لصراعات دامية يكون ضحيتها ابناءها الأبرياء.
وقال المجلس في بيان تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، إنه "بعد الانتصارات العظيمة التي حققها الجيش العراقي الباسل وقوات البيشمركة المساندة له مع كل القوى المسلحة من متطوعي أبناء شعبنا ودخول طلائعها البطلة احياء الجانب الأيسر من مدينة الموصل، تجري الاستعدادات لاقتحامها من كافة المحاور التي أحكمت طوقها لتحريرها النهائي من سلطة داعش الإرهابي".
وأضاف البيان ان "المجلس العراقي للسلم والتضامن في محافظة نينوى ، اذ يحيي هذه الانتصارات العظيمة التي يحققها جيشنا الباسل وكل القوى الساندة له في إطار المعركة التي أخذت ابعادا وطنية واسعة مثلت إرادة القوى الوطنية الحريصة على مستقبل العراق وسيادته الوطنية ، يعبر عن القلق الشديد لمحاولات القوى المشبوهة الهادفة لإخراج معركة التحرير من إطارها الوطني وتحويلها الى ميدان للصراعات القومية والطائفية المتطرفة تنفيذا لإرادات إقليمية ودولية على حساب المصلحة والسيادة الوطنيتين".
ولفت البيان إلى أن هذا "قد ظهر بشكل خاص في التصعيد السياسي والعسكري للتدخل التركي واصرار حكومة اردوغان على حل ازمتها السياسية الداخلية مع القوى المعارضة لها على حساب معركتنا الوطنية ضد الاٍرهاب وتصفية حساباتها على ارض العراق ، الى جانب محاولات قوى طائفية لتوجيه بعض فصائل من المتطوعين الشجعان من أبناء شعبنا لخدمة اجندات طائفية خارج الإطار الوطني لمعركة التحرير".
وأكد البيان ان "مجلسنا، اذ يرفض ويدين هذه المحاولات والمخططات المشبوهة، يؤكد ان نجاحها سيحول نينوى والموصل بشكل خاص الى ساحة لصراعات دامية يكون ضحيتها ابناءها الأبرياء، مما يتطلب من كافة القوى الوطنية الشريفة الوقوف ضدها واحباط محاولاتها المعادية لشعبنا ووطننا".
وأشار إلى ان "مرحلة ما بعد داعش تتطلب تعزيز الوحدة الوطنية والتضامن المجتمعي لمواجهة نتائج ما احدثته سلطة داعش الارهابية من تمزق في النسيج الاجتماعي ومظالم بشعة تعرضت لها كل أبناء ومكونات مجتمع نينوى عامة والايزيدية والمسيحيين والشبك والكاكائيين خاصة ومعالجتها واتخاذ الإجراءات العملية لإعادة اللحمة الوطنية ورفع المظلومية عن الجميع".
وبين المجلس في بيانه؛ ان "محافظة نينوى ستكون بحاجة الى مرحلة انتقالية تعتمد مبادئ (العدالة الانتقالية) التي لا يمكن تحقيق أهدافها الا بتطبيق حزمة من الإجراءات تتولاها الحكومة العراقية بدعم من المجتمع الدولي".
وأوضح أن الإجراءات تتمثل بـ"انهاء كل أشكال التدخل الأجنبي المثير للصراعات القومية والطائفية والدينية على ساحة نينوى".
وكذلك بـ"فرض سلطة القانون واعتبارها المرجع الوحيد لحل النزاعات والمظلومية التي تعرض لها مجتمع نينوى عامة ومكوناته الأصيلة والأصلية من الايزيدية والمسيحيين، خاصة الناتجة عن ارهاب داعش وأدواتها من الافراد والجماعات".
و"احالة مجرمي داعش وكل المتعاونين معهم ممن تلطخت أيديهم بدماء أبناء شعبنا الى المحاكم الوطنية والدولية باعتبار جرائمهم جرائم حرب وابادة جماعية ومتابعة امتداداتها الإقليمية والدولية بهدف اجتثاث الارهاب أينما كان"، إضافة إلى "تفعيل التحقيق الذي أجراه مجلس النواب العراقي حول جريمة تسليم نينوى والموصل الى داعش الارهابي واحالة كافة المتهمين بعلاقتهم مع هذه الجريمة البشعة والاقتصاص الصارم منهم والوقوف بوجه محاولاتهم العودة بوجوه زائفة جديدة للهيمنة على الموصل ونينوى".
و أكد على ضرورة "نشر ثقافة التضامن والتسامح المجتمعي الهادفة الى عزل قوى الاٍرهاب عن المجتمع وعن الأفراد والشرائح الاجتماعية التي سقطت ضحية فكرهم الظلامي المتخلف من خلال التضليل والتهديد والإغراء واستغلال العوز والبطالة وإعادة تأهيلهم واندماجهم في مجتمع مدني منفتح على الثقافة الانسانية واحترام حقوق الانسان ، وسيكون على رأس هذه المهمة معالجة وضع المئات من الأطفال الذين تعرضوا الى غسيل الدماغ وتحويلهم الى قنابل موقوتة تهدد السلم الأهلي وإعادة تأهيلهم وإعادتهم الى احضان مجتمعهم".
وشدد على "المباشرة الفورية في إعمار المناطق المحررة وبناها التحتية وإعادة الممتلكات الخاصة بالمواطنين المهجرين والنازحين وتمكينهم من العودة الى اماكنهم ومجتمعهم الأصلي باعتبار ذلك خطوة مهمة في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والسلم الأهلي".
ودعا إلى "التعويض الكامل لضحايا الاٍرهاب الداعشي للإضرار المادية والمعنوية التي تعرضوا إليها واعتماد اجهزة وطنية ونزيهة وإشراك منظمات المجتمع المدني وممثلي الضحايا في مراقبتها لتجاوز ما حدث من فساد وسرقة لحقوق ضحايا الارهاب في المناطق الأخرى".
وطالب "معالجة الآثار الانسانية العميقة التي تعرض لها المكون الايزيدي بنسائه وأطفاله ورجاله، وبشكل خاص من تم سبيهم واغتصابهم واعتبار ذلك قضية وطنية كبرى".
ووجه البيان "تحية الإعجاب والتقدير للمراجع الدينية والمجتمعية للايزيديين لموقفهم الإنساني والحضاري المعبر عن أصالة هذا المجتمع باحتضانه النساء المحررات من أيدي داعش الإرهابي واعتباره النموذج الرائع للتضامن المجتمعي".
كما دعا البيان إلى "إيلاء اهتمام خاص لإعادة بناء ما خربه الاٍرهاب من صروح تاريخية وآثار ومقومات ثقافية تعبر عن تنوع مكونات مجتمع نينوى وعمق جذورها التاريخية وتفعيل دورها الفكري والثقافي المعبر عن أصالة مكوناته وعمق جذورها التاريخية".
وأشار إلى ان "أبناء شعبنا عامة وأبناء نينوى خاصة يترقبون باهتمام وقلق مشروع دور الحكومة العراقية والمجتمع الدولي في إنجاز هذه المهمة المعقدة التي لابد من إنجازها لصيانة وحدة شعبنا وسيادته الوطنية".