حميد مجيد موسى
كبيرة هي الخسارة بالغياب الابدي للفقيد الراحل، العزيز الاستاذ عزيز كمونة (ابو سعد).
وعزاؤنا ان ذكراه الطيبة ستبقى حية في نفوس كل من عرفوه، وثمنوا خصاله من اصدقاء وطلاب.
كان الفقيد نموذجا للوطني الصادق: انسانيا في نزعته، تقدميا في توجهه، واسعا في ثقافته وغزيرا في علمه. لم يبخل يوما بجهد على طلابه، ليعلمهم القيم الرفيعة، والاخلاق الحميدة، وحب الوطن، والاخلاص للشعب والدفاع عن حق ابنائه في حياة حياة حضارية، حرة وكريمة.
لن ننسى نحن تلامذته ذاك التفاني والصبر والخلق الرفيع لمدرسنا في مادة الاجتماعيات، كي يصل بنا الى الحقيقة ويضعنا على طريق حب العلم والمعرفة وتوسيع مداركنا الثقافية، وادراك تعقد ما يحيطنا من احداث وتطورات، وما يحتاجه بلدنا من مستلزمات النهوض وتحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي الناجز.
وكم كانت فرحتنا عظيمة يوم التقينا بعد انتصار ثورة 14 تموز المجيدة، نحن التلامذة، الذين تابعنا بشغف تحقق حلم استاذنا العزيز، وقناعته بحتمية سقوط الاستبداد ونظامه المتخلف، وفتح الطريق امام شعبنا للحاق بركب التحرر والديمقراطية وبناء المستقبل السعيد. نعم، تحققت نبوءته بان الظلم والطغيان لن يدوما، وان النصر حليف الحق والشعوب.
وبعد الردة الدموية على الثورة وتصفية مكتسباتها، عانى عزيزنا سنوات طويلة مع ابناء الشعب الاوفياء، مرارة الدكتاتورية والظلام. لكنه بقي حتى في لقائنا الاخير متفائلا بقدوم غد النور والمعرفة، ومقتنعا بان شعبنا يستحق الحياة في وطن حر، متمتعا بالسعادة وبعدالة توزيع ثروات الوطن على ابنائه.
لك المجد ايها المعلم الغيور، ستبقى ذكراك عطرة ايها المربي القدير
حميد مجيد موسى
10 حزيران 2014