يوم امس اتصل بي الاخ الدكتور عاصم عبد الرزاق عزت وهو يعتصر الما وحسرات لرحيل صديقه العزيز ذي المواقف الشجاعة وجاره الوفي في العامرية / بغداد ورفيق دربه في النضال الوطني التقدمي الدكتور عبد الصمد نعمان الاعظمي وهو غني عن التعريف في الحركة الوطنية والاوساط الطبية في نهاية الاربعينيات والخمسينييات والستينيات من القرن المنصرم.. كان في طليعة من قادوا وثبة كانون 1948 الخالدة برفقة الاطباء الخالدين محمد الجلبي ورافد صبحي اديب وفيصل صبيح نشأت وحسين الوردي وآخرين.. اذ كانوا من الشخصيات الثورية اللامعة المحبوبة حتى بين من يختلفون معهم في الرأي ?الموقف. لقد شغل الدكتور عبد الصمد نعمان منصب مدير عام الخدمات الطبية في وزارة الصحة بعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958 الخالدة، وكان له دور بارز في بناء القطاع الصحي والطبي في ذلك الوقت وتطوير المؤسسات الصحية في العراق وتوفير الكوادر الطبية والصحية في مختلف الاختصاصات اذ كان يتعامل مع الجميع بدون تمييز وبمهنية عالية.
كان الدكتور عبد الصمد نعمان احد ضحايا انقلاب الثامن من شباط 1963 الاسود حيث تم اعتقاله وتعذيبه من قبل الحرس القومي، وكان احد ضحايا قطار الموت المشؤوم وسجناء نكرة السلمان لسنين عديدة حتى اطلاق سراحه في نهاية الستينيات واعيد تعيينه في بغداد ولكنه بقي ملاحقا ولم يسلم من عنت السلطة الغاشمة في احدى محاولات ايذائه كمناضل لم يهادنها بنقله من بغداد الى كردستان حيث كان يقوم باخذ الحصة الشهرية من ادوية مرض التدرن الرئوي الى المرضى في قراهم وبيوتهم نظرا لعدم تمكنهم من زيارة مستوصف الامراض الصدرية بسبب الحصار الذي كا? يفرضه النظام الفاشي على ابناء كردستان ... وعاش بقية سنين حياته هكذا مخلصا للانسانية ووفيا لشعبه ووطنه العراق حتى وافاه الاجل قبل ثلاثة ايام.
الرحمة والذكر الطيب والمجد والخلود للمغفور له الدكتور عبد الصمد نعمان الاعظمي ، ولعائلته وزملائه ورفاقه جميل الصبر والسلوان.