فضاءات

مهرجان "أنا عراقي.. أنا أقرأ" يستقطب الحشود ويحقق نجاحا كبيرا

سالم الحميد، أحمد الغانم

حفلت حدائق أبي نؤاس قرب نصبي شهريار وشهرزاد، عصر السبت قبل الماضي، بالدورة الثالثة من مهرجان القراءة "أنا عراقي.. أنا أقرأ"، الذي بادرت إليه مجموعة من الشباب المدنيين الساعين إلى رتق الصلة بين الإنسان والكتاب.
شهد المهرجان الذي افتتح بإطلاق ألعاب نارية زينت السماء بوميضها الملون، حضورا نوعيا حاشدا، سجل ارتفاعا ملحوظا عن الدورتين الماضيتين، ما أثبت نجاح الفكرة التي أطلقها هؤلاء الشباب على شبكات التواصل الاجتماعي في العام 2012، وحققوها على أرض الواقع في أواخر شهر أيلول من العام نفسه، معلنين عن الدورة الأولى من مهرجان القراءة.
الحضور الذي تجول بين مائدات الكتاب التي فرشت على الأرض والطاولات في موقع المهرجان، كان على موعد مع فعاليات فنية وثقافية عديدة. فقد توزعت مجموعة من الفنانين التشكيليين على مواقع متفرقة من الحدائق المطلة على "دجلة الخير"، ليجسدوا ما تجود به مخيلاتهم عبر ألوان زاهية ساحرة. فيما جذبت الجمهور معزوفات موسيقية وأغنيات وطنية أدتها الطفلة الموهوبة روان سالم على آلة الأورغ، ومعزوفات أخرى قدمتها مجموعة من الشباب على آلة الغيتار.
وكان من بين الفقرات الفنية والأدبية معرض فوتوغرافي، وآخر للكتاب الالكتروني، فضلا عن مساهمة عدد من الأدباء بتوقيع نتاجاتهم وتوزيعها على الحضور.
وسعت اللجنة التحضيرية للمهرجان المؤلفة من 22 متطوعا ومتطوعة، منذ وقت ليس بالقصير، إلى جمع الكتب التي تبرع بها الخيرون من المثقفين، وإلى الترويج للمهرجان اعلاميا، وطبع البوسترات، وتهيئة الأجواء والمتعلقات الأخرى.
"طريق الشعب" كانت حاضرة في المهرجان، وسجلت انطباعات بعض المشاركين والمساهمين فيه:
الكتبي ستار محسن، أحد المساهمين في المهرجان، قال: "ان مبادرة (أنا أقرأ) تتمتع بمدنيتها وباستقلالها. وقد بادرنا إلى تنفيذها بدعم الخيرين من المثقفين والمواطنين الآخرين".
من جانبه أشاد القاص والروائي حميد المختار بالمهرجان، مشيرا إلى انه حقق نجاحا كبيرا بفعل صدق القائمين عليه، وشفافيتهم، مضيفا "لا شك ان المهرجان حقق جانبا كبيرا من مبتغاه، بدليل هذا الحضور الحاشد الذي أكد أن الكتاب ما زال ينال قدرا كبيرا من الاهتمام".
ووجهت الناشطة النسوية كوريا رياح رسالة إلى المعنيين بالشأن الثقافي، تدعو فيها إلى الاهتمام بالفعاليات التنويرية الشبابية ودعمها، لما لها من أثر كبير في تطوير المجتمع ثقافيا وفكريا، وصرف أنظاره عن الخطابات الطائفية والقومية الساعية إلى تمزيق صفوف العراقيين.
فيما قالت الروائية والقاصة صبيحة شبّر ان "مهرجان القراءة عاد بذاكرتنا إلى الزمن الجميل، حيث المكتبات منتشرة في الأسواق والمدارس والجامعات والبيوت، وهو في الوقت نفسه يدعونا إلى عقد علاقة وثيقة مع الكتاب".
الشاعر والاعلامي طارق حسين قال: "ان المهرجان يبعث فينا أملا بحياة زاهية بالمعرفة والثقافة. فالقراءة هي السبيل الوحيد لمقاومة الجهل، وان المجتمع بلا قراءة ومعرفة لا يمكنه أن ينهض بمسؤولياته التي تكفل له الوصول إلى جادة التطور".
من جانبه أكد الشاعر والكاتب أحمد عبد الحسين، أحد القائمين على المهرجان، أن مبادرة القراءة عبارة عن محاولة لتأسيس نوع من التواصل بين الجيل الجديد والكتاب.
وأضاف قائلا: "لا بد أن يكون على الأقل يوما للقراءة في كل عام، من أجل إعادة الهيبة للكتاب".
وأكد عبد الحسين انهم سيقدمون مقترحا لمجلس النواب لإقرار قانون يعتبر يوم 29 أيلول من كل عام يوما عراقيا للقراءة.