فضاءات

شاهد عيان على جرائم داعش في ضيافة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا

ماجد فيادي
استضافت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا النصير كفاح كنجي على قاعة الديوان الشرقي الغربي في مدينة كولون يوم السبت 29 تشرين الثاني2014، استهلت الامسية بعرض فلم الفرمان الاسود للمخرج العراقي نوزاد شيخاني الذي اعتمد ضمن الوثائق المقدمة الى محكمة حقوق الانسان ضد جرائم ارهابيي دولة الخلافة الاسلامية (داعش)، تضمن صورا وافلاما عن ما قام به الارهابيون من جرائم يندى لها جبين الانسانية ضد بنات وابناء الديانة الازيدية.
رحب الرفيق ناظم ختاري بالحضور، ودعاهم للوقوف دقيقة صمت وحداد على ارواح شهداء الحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية العراقية وضحايا الارهاب من العراقيين، ثم عرف الحضور بالنصير صباح كنجي احد مقاتلي حركة الانصار الشيوعيين ضد النظام الدكتاتوري البائد، وبتضحيات عائلته التي راح اغلبهم في عمليات الانفال سيئة الصيت.
تحدث النصير كفاح عن بداية ذهابه الى اقليم كردستان بعد سماع الاخبار عن احتلال ارهابيي دولة الخلافة الاسلامية لمناطق سنجار وشيخان وبعشيقة، ومكوثه هناك لمدة اسبوع يستمع الى الاحاديث ويراقب الاحداث ونزوح العوائل الى مناطق دهوك وزاخو، حتى تمكن من تشكيل مفرزة شيوعية قتالية. يستذكر كنجي كيف تعرض الى حادثتين مأساويتين خلال حياته، الأولى في عمليات الانفال سيئة الصيت، حيث بكى مرة واحدة على ما عانته العوائل واهله من الضحايا، الثانية في العام 1991 عندما هاجم جيش الدكتاتور المقبور اقليم كردستان دافعا الاهالي الى نزوح جماعي، مما ادى الى دفن رفيق او امرأة او طفل او شيخ في كل متر تحركوا فيه، اليوم تتكرر المأساة على يد ارهابيي دولة الخلافة الاسلامية (داعش) وهو يشاهد نازحي سنجار وبعشيقة وبحزاني في منظر لا يختلف عن سابقتيه.
في جبل بعشيقة تمركزت المفرزة الشيوعية القتالية بأسلحة خفيفة اشترتها من حسابها الخاص وبعض التبرعات من الانصار الشيوعيين واصدقائهم، حتى تمكن منتسبو المفرزة من شراء سلاح قناص بسعر اربعة ملايين دينار، مكنهم من القيام بعمليات نوعية، صور عددا منها بواسطة كامرة خاصة. قوات البيشمركة المرابطة على سلسلة الجبال المقابلة لبحزاني وبعشيقة تعود للحزب الديمقراطي الكردستاني، وهي تأتمر بقيادة وزارة البيشمركة، لكنها عمليا مرتبطة بالحزب، هذا الوضع الذي تعيشه قوات البيشمركة من انقسام بين الاحزاب ادى على مدى سنين طويلة الى اضعاف الحس الوطني وتنامي الشعور بالانتماء الى الاحزاب اكثر من الاقليم، كما اضعف من عمليات التدريب الجادة وسط ظاهرة الفضائيين التي انتشرت في بغداد والاقليم، هذه الحالة أدت الى عزوف الكثير من ابناء الازيديين من الالتحاق بفصائل المقاومة بسبب الطلب اليهم اما ان يكونوا ضمن قوات الاحزاب الحاكمة او الجلوس في مخيماتهم، ولان ابناء الايزيديين يعتقدون ان قوات البيشمركة قد سلمت سنجار وبعشيقة وبحزاني بدون قتال فهي المسؤولة عن ما اصابهم من كارثة، فالجميع يتحدث عن فرض قوات البيشمركة على الاهالي ترك السلاح والانسحاب ما ادى الى تسليم مدنهم لقمة سائغة للارهابيين، فيما لو تمسكت البيشمركة بالسلسلة الجبال الاولى المواجهة لبحزاني وبعشيقة لما كانت التضحيات كما نعيشها اليوم ، رغم ذلك فان اهالي سنجار تمكنوا من تدريب 900 مقاتل من شبابهم وزجهم في جبهة سنجار.
يستكمل قوله.. لم تكن مشكلة مفرزة الانصار الشيوعيين تقتصر على ضعف التسليح وقلة الذخيرة، بل تعدت الى عدم السماح لها في بادئ الامر بشن هجمات سريعة ضد ارهابيي دولة الخلافة الاسلامية (داعش)، انتهت اخيراً بعدم توفير غطاء الحماية من قبل قوات البيشمركة، بحجة عدم ورود اوامر من غرفة قيادة العمليات لقوات التحالف الدولي، ولو ان ظروف اخرى توفرت للمفرزة من دعم مادي واسلحة وعتاد لكان تعدادها اكبر بكثير بحكم ثقة الناس بنا، ولقمنا بعمليات عسكرية اكبر واكثر تأثيرا.
في معرض اجابته على سؤال عن سبب انسحاب قوات البيشمركة امام ارهابيي داعش دون الخوض في معارك ؟؟؟ يقول ان آمر الفوج المرابط على السلسلة الاولى للجبال المقابلة لبحزاني وبعشيقة ابلغ القيادة انه قادر على الحفاظ على الجبل واعاقة تقدم الارهابيين، لكن الاوامر جاءت له بالانسحاب وعدم الخوض في القتال، ما يفسر وجود اتفاقات نجهلها، مهما كانت اهدافها فهي غير مبررة، ويدعي العديد من كوادر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني ان الانسحاب جاء كخطة لدفع امريكا في استقدام قواتها الى الاقليم والمساهمة في اقامة الدولة الكردية، لكن هذا الطرح مردود عليه ان اقامة دولتنا الكردية لن يأتي على حساب معاناة الناس وليس عبر القوات الامريكية بل بالتفاهم مع بغداد اولا
يجب النصير كفاح على سر تمتع ارهابيي دولة الخلافة الاسلامية بسمعة قتالية ومقدرة في ايقاع الخسائر بالجيش العراقي وقوات البيشمركة والحشد الشعبي، ان هذه السمعة سبقتها دعاية كبيرة على وسائل الانترنيت، كان مخطط لها على مستويات رفيعة، فكلما وضعت المقاومة افلام عن انتصاراتها على الارهابيين كانت ترفع بعد يوم، يقابله ضخ كبير لممارسات داعش الارهابية من قتل وذبح، فكانت الكفة غير متوازنة، حتى جاءت لحظة صمود أمرلي وكوباني عندما اسقطت شهيدة كوباني خسائر معنوية في الارهابيين اكثر مما اسقطته قوات التحالف فيهم.
من الجهود التي مارستها بالتعاون مع العديد من الوطنيين انني ارسلت اخبار عبر الفيسبوك عن تمتع الاهالي في شيخان بهدوء وحركة تبضع حتى الساعة التاسعة ليلا، ما ادى الى عودة الكثير من العوائل بسرعة اكبر. توالي الاحداث ساهم في كسر تلك الصورة المصطنعة لارهابيي داعش، وساهم في تمكن المقاومة في سنجار من تحرير 500 مواطن ممن كانوا في سجون بادوش، كل هذا يشير الى ان اندحار دولة الخلافة الاسلامية حتمي لكنه يحتاج الى تضافر الجهود بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة والحشد الشعبي، وخضوع كل القوات الى أمرة الجيش العراقي وانهاء ظاهرة المليشيات باسرع وقت ممكن، خاصة وان الناس بدأت تثق باجراءات حكومة حيدر العبادي
لم يتغيب النفط عن الحوارات فقد تساءل الجمهور عن سر تهريب النفط من قبل داعش، فيما لو كان بعلم حكومة الاقليم ام لا؟؟؟ فأجاب النصير كفاح ان المنطقة التي تواجدت بها لا تمثل منطقة تهريب للنفط لكن التقارير الصحفية العالمية تؤكد عبور شاحنات نفط من داعش عبر الاقليم ما اثار غضب اميركا، وهناك مشاهدات سبقت حزيران في عبور شاحنات نفط الى ايران وتركيا، ما يعني ان الجميع شركاء في تهريب النفط.
في رده على كيفية مساهمة المدنيين بدعم النازحين؟؟؟ يقول ان الكثير من أشكال الدعم وصل الى النازحين ..ملابس او غذاء او افرشة، لكن هذا لا يمنع عن وجود حالات فساد في ايصال الاموال الى المحتاجين وهي اليوم تمثل الحاجة الاكبر لهم، لهذا على من يريد التبرع بالمال ان يتأكد من الطرف الذي يدفع له التبرع، اما الملابس والافرشة فهي تصل باستمرار من قبل المتبرعين
شهادات لصور على الارض.
يقدر عدد النازحين في اقليم كردستان بمليون ونصف من مختلف الوان الطيف العراقي تتحمل الحكومة العبء الاكبر في تنظيم حياتهم.
الميسورون من الازيديين تمكنوا من النزوح الى اقليم كردستان وتركيا بوقت مبكر، في حين ترك الفقراء يعانون ظلم الارهابيين.
يشيد النازحون باهالي زاخو ودهوك بشكل كبير، فقد اعلن رجال الدين في الجوامع ان الجنة تقترب منهم اذا ما فتحوا بيوتهم للازيدية وساعدوهم في تخطي محنتهم، وهناك قرار لدى اصحاب التكسي بعدم اخذ الاجرة من النازحين، لكن السؤال الى متى تتمكن الاهالي من الاستمرار بتقديم هذه المساعدات اذا ما طالت الحرب؟
المساعدات التي تصل الى النازحين يقدر نسبة 90% منها تقدمها الاهالي والباقي من الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم.
المساعدات التي خصصتها حكومة الاقليم واعلن عنها السيد نجيرفان البارزاني لم يصل منها سوى 5 % والباقي سرقه ضعاف النفوس، فمدير ناحية يحصل على تلك المساعدات مع اقاربه في حين الفقراء لم يحصلوا على شيء
منحة المليون دينار التي خصصتها الحكومة الاتحادية اصبح اسمها نقمة المليون، لان الناس اضطروا لصرف مبالغ بآلاف الدنانير دون ان يحصلوا عليها.
المدارس استوعبت اغلب النازحين، لكن مجهودا لم يبذل للاستفادة من طاقات النازحين في بناء مساكن مؤقتة، بدل اعطاء صفقة بناء مخيم شاريا الى شركة تركية، وحرمان النازحين من العمل في بناء المخيم وكسب رزقهم
المساعدات التي انطلقت من اوربا ساهم السيد محافظ دهوك بشكل كبير في ايصالها الى النازحين بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني.