فضاءات

الحراك الشعبي المدني ودور المثقف العراقي / غالي العطواني

اقام الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق يوم امس الاربعاء ندوة حوارية عن دور المثقف العراقي في حركة الاحتجاج الشعبية المتواصلة، والمطالب التي طرحت فيها، خصوصا بناء الدولة المدنية في العراق.
الندوة أقيمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الاندلس في بغداد، وحضرها حشد من المثقفين بينهم نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي. وقد افتتحها الناقد علي الفواز معبرا عن الامل في ان يكون حلم العراقيين قيد الانجاز لبناء الدولة المدنية التي يريدونها، والتي يلتقي فيها كل اطياف الشعب العراقي في ظل الدولة العادلة. "وهذا هو المنطلق الحقيقي لحراكنا في سبيل بناء هوية الدولة التي نريدها".
بعد ذلك تحدث الناقد فاضل ثامر الذي كان مما جاء في مساهمته: اننا لم نفاجأ بالنهوض الجماهيري الواسع لاننا كنا على ثقة من ان الشعب العراقي لا بد ان ينتفض ضد داعش والفساد الاداري والمالي والسياسي. واضاف ان الحراك المدني الراهن له امتداداته في جميع محافظات العراق، والمراد منه تصحيح مسار العملية السياسية في البلاد.
واضاف ان هناك جهات سياسية لا تريد ان يكون لنا موقع قدم في هذا الحراك، ونحن الان بحاجة الى تنظيم موحد والى ان نضمن سلامة الجبهة الداخلية لتكون ظهيرا قويا لجبهة القتال ضد داعش.
ثم قدم د. عامر حسن الفياض مساهمة اوضح فيها ان الهدف المطلوب من التظاهر هو الاصلاح. والاصلاح هو تقويم اعوجاج، ودواعي الاصلاح بينها العجز الخدمي والعوز التشريعي والعبث بالمال العام .. الخ.
واضاف الفياض ان التظاهر حق وهو وسيلة، والوسيلة لها هدف، والهدف هو التغيير، والتغيير اما ان يكون جذرياً او اصلاحيا. وقال انه لا ينبغي التطير من استمرار التظاهر، مشيرا الى ان مناهضة الاصلاح تخدم الارهاب، ومع ذلك فان موانعه شرسة ومتنفذة وينبغي الحذر من خبث المتضررين من الاصلاح.
وعن الموضوع ذاته تحدثت د. عواطف نعيم قائلة ان تظاهرات 2015 تختلف كثيرا عن تظاهرات 2011 التي قمعت من قبل الحكومة السابقة. واضافت: نحن بحاجة الى الدولة المدنية، وفي سبيل تحقيق هدفنا علينا توحيد مطالبنا وان لا يكون فيها ما هو تعجيزي حتى لا يغلق باب الحوار معهم. وعلينا ان نتحلى بالصبر، علما اننا شعب صبور ولكن ليس جبانا، وهذا ما اكدته الجمعة المليونية الثالثة. واضافت ان الشرارة واحدة وسوف تمتد اكثر في جميع انحاء العراق.
بدوره قال الكاتب رضا الظاهر: ان الحراك المدني الراهن له مقدمات وسمات، وابرز مقدماته الازمات الناتجة عن المحاصصة الطائفية والقومية، والصراع على الثروة الذي ادى الى ازمة مالية اثقلت كاهل الطبقات الفقيرة، بالاضافة الى النزوح المليوني. وهذا يدل على ان النظام السياسي عاجز عن معالجة هذه الازمات.
واضاف الظاهر ان من ابرز سمات حركة الاحتجاج تفاعل مرجعية النجف معها، والطابع العفوي الذي كان السمة البارزة للحراك، ومشاركة الشباب بشكل واسع، ناهيك عن سلمية التظاهرات وكون الشعارات التي رفعت اغلبها اصلاحية، بالاضافة الى تعاون الاجهزة الأمنية. واضاف الظاهر ان صحوة البرلمان الاخيرة جاءت نتيجة ضغط الحراك الجماهيري، وعليه فان الاستمرار في الضغط سيكون مثمرا.
من جانبه اوضح كاتب السيناريو حامد المالكي ان العراق يمر حالياً بعدة سيناريوهات، الاول بدأ في المدينة بمحافظة البصرة وفي درجة حرارة تجاوزت 50 مئوية وانتهى بقتل الشاب منتظر الحلفي. والثاني تمثل في وصول متظاهري النجف الى ابواب دار المرجعية مرددين: باسم الدين باكونا الحرامية! اما السيناريوالثالث فجسده خروج الجماهير معنا نحن المدنيين في تظاهرات احتجاجية في ثلاث جمع، وقد تفاءلنا بالحضور الهائل.
بدوره قال الرفيق رائد فهمي ان ما حدث شكل لحظة مميزة من التاريخ العراقي. فالشعب العراقي لم يكن ساكناً خانعا، وساحة التحرير هي الشاهد على ذلك. واشار فهمي الى الهوية الوطنية الغالبة في التظاهرات وقال ان العلم العراقي هو الفاعل الاول في حركة الاحتجاج، وكان السلوك الحضاري السمة الواضحة للمتظاهرين. واضاف ان قوة المظاهرات تكمن في شعبيتها، وهذه القوة الهائلة تجابه قوى الفساد. واكد ان احتياطي التظاهرات كبير، وهي بالرغم من كل شيء حافظت على مدنيتها وان علينا الحفاظ على الوحدة في خضم المظاهرات، ومطلوب من اللجان التنسيقية ان تعمل بهمة عالية، وان تتجنب تهميش الآخرين.
هذا وخرجت الندوة في الختام بوثيقة عنوانها "بيان المثقفين العراقيين دعما للنهوض الشعبي والحراك المدني" ننشر نصها على الصفحة العاشرة.