- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأربعاء, 30 أيلول/سبتمبر 2015 19:39

في ظل الأوضاع المأزومة وتراكم ضياعات أبسط حقوق المواطنة الحقة، خلال حقبة زمنية ليست بالقليلة، مع ميزانيات انفجارية رافقت العملية السياسية على مدى أكثر من عشر سنوات اذا استثنينا العامين الأخيرين، من هنا جاء الانفجار الطبيعي للروح الإنسانية المتطلعة لعيش رغيد وحياة حرة في وطن حر، من خلال تظاهرات سلمية امتدت من الوجع إلى الوجع، بشعارات تطالب بالخدمات الأساسية ومحاربة الفساد والمفسدين والنهوض بواقع قضائي لا تشوبه شائبة.
ولو أمعنا النظر في مطالب المتظاهرين الحقيقية لوجدناها ضمن حيز الخدمات التي لها مساس مباشر بحياة المواطن، الكهرباء هذه المعضلة الكارثية التي لاذ بها وخلفها المفسدون كي يحققوا مآربهم، وهناك أيضا كارثة إنسانية أخرى هي «مشكلة الماء المالح» التي تعاقبت عليها الحكومات التي لا شأن لها بحياة المواطن البصري وكأنها بمعزل عن آلامه ومعاناته المستمرة، هذه المشكلة الحقيقية التي يعاني منها ابناء البصرة ولأكثر من عقود خلت. بالإضافة الى توفير فرص عمل ملائمة تليق بشهادة المتخرج والمواطن البسيط الذي يبحث عن فرصة عمل يشق من خلالها حياته في المجالات كافة، كذلك نقف أمام نقطة مهمة، ولو انتصرنا لها لخففت كل المعضلات المستعصية وهي محاربة الفساد والمفسدين الذين عاثوا في الأرض لوعة ووجعا وعارا، كيف لنا ان ننهض بالواقع والقضاء تعتريه الخروقات من الكتل والجهات المتنفذة؟
نحن نتضامن بكل قوة مع مطالبنا المشروعة في تظاهرات سلمية، مدنية، حضارية، نقف مع الحفاظ على سلميتها وعفويتها، مع مطالبتنا بأن تكون هناك آلية تنظم عملها من خلال اللجان التنسيقية التي تعمل على وضع الأسس الرئيسة لكل تظاهرة، ومشروعها وابرز هتافاتها ويافطاتها، كي تكون بإطارها الصحيح، لنتفادى خرق المندسين الذين يريدون للتظاهرات أن تخرج عن مسارها. لكن مع وجود عقلية المطاولة والصبر سنفوّت الفرصة على من يحاول ان يُخْرِجَ التظاهرات عن إطارها السلمي العفوي. لا بد من النفس الطويل لتحقيق مطالب الناس التي لا تبغي غير حياة كريمة في وطن يسمو دائماً.
تمر الأيام، ونسمع ونتابع حزم الإصلاحات التي تجيء متزامنة مع هدير الشارع الغاضب، لكن هل هذه تكفي؟ رغم انها للآن لم تعالج عصب المطالب الشعبية التي تنشدها الجماهير التي احتشدت في ساحة الكرامة «ساحة التحرير» وكل سوح المدن التي غصت بالغاضبين بمطالب حقيقية لا تتجاوز حدود المعقول والمشروع.
هل هذا كثير على شعب علم الكون الكتابة، وشرع اول قوانين الارض؟