فضاءات

العيادة الطبية الشيوعية و طبيب الشعب الجوال .. عطاء متواصل

أجرى اللقاء- سالم الحميد واحمد الغانم
الدكتور مزاحم مبارك مال الله، طبيب الشعب، والطبيب الشيوعي الجوال. في عام 1974 نال شرف عضوية الحزب الشيوعي العراقي، وقد سبق ذلك كونه عضوا ناشطا في اتحاد الطلبة العام.. تخرج في جامعة بغداد كلية الطب عام 1986 1987.
تدرج في سلم الوظيفة من إقامة دورية في الناصرية ثم أصبح طبيبا ممارسا في أكثر مناطق بغداد، دخل عدة دورات تدريبية داخل وخارج العراق، عنوانه الوظيفي الحالي رئيس أطباء ممارسين أقدم.
وبسبب الظروف الصعبة التي كان يعاني منها العراقيون أبّان حكم البعث في محاولاته المحمومة للقضاء على أي فكر تقدمي. عمدت سلطة البعث إلى محاصرة العلماء والأطباء والفنانين واحتوائهم ضمن تنظيمات البعث قسرياً، فكان لابد أن تكون لكل طبيب اضبارة انتماء لحزب البعث كي يواصل عمله، على إثر هذه الإجراءات التعسفية ترك الدكتور مزاحم وظيفته على مضض وغادر العراق.. بعد السقوط عاد الى الوظيفة وباشر العمل في مهنته التي أحبها.
التقيناه وكان لدينا الكثير من الأسئلة راحت تأتي تلقائيا دون إعداد مسبق:
كيف كانت بداية فكرة تأسيس العيادة الطبية الشيوعية؟
- كانت الحاجة ملحة لتأسيس العيادة الطبية لسببين أولهما أنه ما زالت أعمال الترميم ورفع الأنقاض ومخلفات الحرب من آثار القصف في البناية التي اتخذت مقرا للحزب الشيوعي العراقي في الأندلس فالشغيلة كانوا يصابون بالجروح مما يستوجب العلاج والضماد، وثانياً ان هناك الكثير من الرفاق الذين يأتون إلى المقر كانوا يعانون من أثار التعذيب ومن الأمراض الشائعة وخصوصاً المزمنة، ومعروف عن أغلب الشيوعيين أنهم يعيشون حالة فقر وعوز مادي، لذا تبلورت هذه العيادة كفكرة وطبقت كواقع وكان لي شرف تأسيس هذه العيادة النواة في مقر الأندلس بمحتوياتها البسيطة (منضدة وكرسيان وجهاز ضغط ).
طلبنا من الأصدقاء والرفاق التبرع للعيادة بأي كمية دواء زائدة مهما كان نوعها، كما أستفدت من علاقاتي مع زملاء المهنة أو من الذين عملت معهم لتسهيل أمر المرضى الذين أحيلهم الى المستشفيات، فتكونت لنا شبكة واسعة من العلاقات مع تلك المستشفيات وكذلك مصرف الدم حيث أقمنا حملة تبرع بالدم.
وبدأ الحزب يعمل على توسيع هذه المبادرة بعدما أصبحت المراجعات للعيادة بشكل يومي والطلب عليها صار أكبر، فاختير لنا ركن في القاعة الكبيرة وفيه كشك من الألمنيوم، وهنا لابد أن أذكر اهتمام الرفيق الشهيد سعدون بأمر العيادة، الى جانب اهتمام كل رفاق قيادة الحزب.
وبدأت تردنا الكثير من التبرعات ووسعنا عملنا وتنوعت فعاليتنا واذكر أننا قمنا بحملة توعية لمكافحة التدخين بين الرفاق استمرت سنوات، وشجعنا الذين يتركون هذه الممارسة المضرّة.
أيضا بدأ الناس من خارج الحزب من الأصدقاء والمعارف ومن المواطنين يأتون إلى العيادة طلباً للكشف والعلاج.
وأذكر أن العيادة أسهمت في تسهيل مهمة إجراء عملية القلب المفتوح لأحد المواطنين وتبرع رفاقنا له بالدم وزارت رفيقاتنا عائلته، وكذا الحال لعشرات بل مئات الحالات التي أحلناها الى المستشفيات.
بدأت تردنا الكثير من العلاجات من داخل وخارج العراق، خصوصاً مع الرفاق الذين بدأوا يتوافدون بعد رحلة الغربة الطويلة.
بعض العلاجات التي كانت تردنا من الخارج عالية الاختصاص فجمعناها وأرسلناها إلى مستشفى ابن النفيس وقد علق مدير المستشفى حينها والذي تفاجأ بهذه الكمية من الأدوية ومن نوعيتها ومبادرة الحزب بتسليمها إليهم قائلاً باعتزاز (الشيوعيون يتبرعون بالأدوية وآخرون يسرقونها).
كانت هناك حاجة ملحة إلى التوسع بشكل أكبر ولا بد من استيعاب الأعداد المتزايدة من المواطنين، وفعلا تم إنشاء عيادة جديدة عبارة عن غرفتين، وراح الناس يتبرعون حتى بالأثاث، لتصبح العيادة قبلة للمراجعين من مختلف أطياف الشعب ومختلف الحالات المرضية.
ما هو الهاجس الذي كان يشغلكم قبل وبعد تأسيس العيادة الطبية؟
- الهاجس الرئيس للعيادة الطبية الشيوعية هو التخفيف عن كاهل المواطن من الارتفاع الكبير في أجور الكشفيات والغلاء الفاحش لأسعار العلاجات والتي لا تعتمد المبدأ الإنساني في التعامل بل تخضعها إلى مبدأ الربح والخسارة، الشعب يعاني من البطالة وزيادة نسبة الفقر وأصبح ذوو الدخل المحدود أو عديمو الدخل في ازدياد مطرد، وبالنتيجة أدى الى تدهور وضعهم الصحي، فالصورة هي عدم وجود ضوابط للكشفيات ولا في أسعار الأدوية ولا حتى في استيرادها، بالمقابل نشأت كارتلات طبية تعتاش على صحة هؤلاء المرضى المساكين وتأسست مكاتب تسفير المرضى إلى الخارج، وتشكلت شوارع طبية تجارية في العراق، ومما يثير الحزن والأسف إن وزارة الصحة ونقابتي الأطباء والصيادلة اسهمت بشكل مباشر أو غير مباشر فيما يعاني المريض من ارتفاع الأسعار.
لقد كان لتأسيس العيادة الطبية أثره الكبير في أن تكون نموذجا يحتذى به وكان يمكن أن تكون نهاية الطموح لكن طموحكم كشيوعيين لن ينتهي عند حد فكانت الخيمة الطبية إنجازا آخرا كيف ولدت لديكم فكرة الخيمة الطبية؟
- في بدايات عام 2004، وردت رسالة من قيادة الحزب مفادها، أن يكون الاحتفال السنوي للذكرى السبعين لتأسيس الحزب احتفالا مميزا، وخطرت على البال فكرة الخيمة الطبية وكانت اول خيمة تنصب في 31 اذار عام 2004 في الجزرة الوسطية لمزاد الصباغ في ساحة الأندلس، في الحقيقة كانت البداية صعبة لكونها تجربة تخاض لأول مرة، وتم نصبها وسط اناس لا نعرف طبيعتهم او امزجتهم. كانت الأجواء الإرهابية من النظام السابق مخيمة على العراق لكن التجربة نجحت وأعطتنا الأمل بأن نكررها في مدن الثورة وكسرة وعطش وحي العامل والمتنبي، نصبت حينها ثمان أو تسع خيم مشتركة بين اطباء وطبيبات متطوعين لم يدخروا جهدا لتحقيق هذا الهدف الانساني والتجربة الرائدة التي حصدنا ثمارها من خلال معالجة آلاف المواطنين.
وماذا عن لجنة وفاء المناضلين؟
- إضافة إلى عمل الخيمة الطبية شكلنا خلال تلك الفترة لجنة وفاء المناضلين والتي تأسست من مجموعة من الرفيقات والرفاق كمبادرة للتواصل مع الرفاق الشيوعيين، فزرناهم في بيوتهم سواء كانوا مرضى أو من أولئك الذين أقعدهم المرض للتواصل مع الحزب، وفعلا خلال تلك الفترة أنجزنا أكثر من 250 زيارة واستمررنا على هذا النهج الى أن أسسنا الآن اللجنة الاجتماعية وأصبح مجموع الزيارات أكثر من ألف زيارة وأصبحت هذه الزيارات عملا يومياً تقوم به العيادة الطبية لمتابعة احوال الرفاق والأصدقاء والمواطنين الصحية، وهم في بيوتهم، لقد تعرفنا على حالات مَرَضية مستعصية مؤلمة جدا، تحتاج رعاية دولة!
كيف كان تقييم الحزب لتجربة العيادة الطبية الشيوعية؟
- بعد سنة من إنشاء العيادة احتفلنا بالذكرى السنوية الأولى لتأسيسها، وأؤكد أن قيادة الحزب قدمت لهذا النشاط الكثير من الدعم اللوجستي ومتابعة نشاطاتها بشكل مباشر وكانت محط اهتمام كبير من قبل الرفاق وأصدقاء الحزب ومن المواطنين، ومحط رضاهم وفرحتهم، خصوصا أن ذلك زاد من الانفتاح على الجماهير، التي بدأت تتطلع نحو الحزب بما ينسجم وطموحاته.
بعد أن وضعنا الأسس لهذه العيادة وممارسة عدد من النشاطات والفعاليات باسم العيادة الطبية انطلق الأطباء وبنجاح كبير من خلال هيئة الأطباء في الحزب الشيوعي العراقي لتقديم فعاليات أخرى، هنا وهناك وهو عمل يكاد لا يفتر ولا يتراجع.
وكان لكم إنجاز آخر مضاف إلى جملة نشاطاتكم وفعالياتكم ألا وهو الطبيب الشيوعي الجوال كيف كانت التجربة؟
- انطلاقا من قناعة العيادة الطبية الشيوعية، بأن العمل لا يمكن أن يستمر داخل جدران القاعات وردت فكرة الطبيب الشيوعي الجوال.
الذي انجز حتى هذا اليوم اكثر من 250 فعالية، وهذا كله مؤرشف وموثق بالصور، هذه الفعاليات أصبحت عنوانا رئيسا لنشاطات الحزب الشيوعي العراقي الجماهيرية وقد وضعت في ميزان تستحقه من الاحترام والتقدير.
واستطعنا الوصول إلى تللسقف والقوش وبحزاني وبعشيقة قبل سقوط الموصل ووصلنا إلى كركوك والديوانية والناصرية والصويرة وديالى والمحمودية وأبو غريب والشعلة وحي طارق والعبيدي وبغداد الجديدة والبياع والدورة وشاعورة وام جدر وأم الكبر والغزلان والشيشان في اطراف حي أور والتاجي والزجالبة وغيرها عشرات المناطق الأخرى، الأكثر كانت في بغداد، كوني مقيم فيها.
وصلت العيادة إلى مناطق مهملة ونائية لم تلق أدنى اهتمام من قبل وزارة الصحة والبيئة والبلدية وأمانة بغداد، وهي مناطق ذات بيئة ملوثة ووضع صحي متردٍ وخاصة أطراف بغداد استطعنا أن نخدم عشرات الآلاف من المرضى.. وقبل سنة تقريبا اقترح الرفاق وخصوصا في طريق الشعب أن يبدل اسم الطبيب الشيوعي بطبيب الشعب، كان لطريق الشعب دور مهم ومميزا في نقل فعاليات ونشاطات الطبيب الجوال، وكانت تخصص لها مساحة واسعة للتعريف بتلك النشاطات باعتبارها أحد ى أذرع النشاط الجماهيري .
الفعاليات حققت صدى كبيراً بين أوساط الجماهير في داخل وخارج العراق، الدعم الرئيس من خارج العراق من التنظيمات الموجودة هناك كانوا يمدوننا بالأموال والأدوية التي كانت تصل مع المسافرين، والأموال التي تصلنا نشتري بها أدوية من مذاخر معروفة نتعامل معها وقسم من هذه المذاخر كانت تتبرع هي أيضا إلى العيادة.
وتوّج هذا الجهد مؤخراً بوصول "هدية الشعب العراقي" من المتبرعات والمتبرعين، وهي سيارة نيسان 14 راكب موديل 2015 جديدة، وهي التي كنا بحاجة اليها لانجاز فعالياتنا.
ماهو دور الإعلام في نشر الوعي الصحي لدى المواطن؟
- اسهمت العيادة إعلاميا بنشر الوعي الصحي من خلال الصفحة الطبية في طريق الشعب، وصحف اخرى وكذلك عن طريق وسائل الإعلام المسموعة والمرئية.
اصدرنا ثلاثة اعداد من كراس(طريق الصحة) ولكن لأسباب عديدة توقفنا عن إصدار العدد الرابع.
اسهمنا في إقامة دورات صحية للرفاق وأصدقائهم في قاعة الاجتماعات في مقر الأندلس.
ما هو دوركم في مساعدة النازحين من أبناء المناطق المحتلة من داعش؟
- كان لنا دور بارز ومنذ اليوم الأول لحصول كارثة الموصل وصلاح الدين وهجوم داعش، حيث ذهبنا إلى النازحين وقدمنا لهم ما يمكن تقديمه من مساعدات طبية وإنسانية ووزعنا بينهم الأدوية وقمنا بعشرات الزيارات لهم والبعض منهم تمت مساعدته لإجراء عمليات جراحية خصوصا ذوي الاحتياجات الخاصة.
زرنا الكثير من مناطق تواجد النازحين، وخصوصا في مجمعات النهروان ،النبي يونس والنبي شيت في بوب الشام ومعسكر السلام في الكرخ وأبو غريب وفي الناصرية حينما شاركنا في فعالية استذكار انتفاضة الثوار في هور الغموكة، فزرنا النازحين.
أغلب النازحين من التركمان والشبك والايزيدين ومن العرب الذين نزحوا من الانبار وصلاح الدين، لذلك أسهمت العيادة في تأسيس لحمة وطنية لدعم النازحين.
النازحون كانوا من مناطق عديدة، منها تلعفر والحمدانية وكركوك والأنبار والفلوجة وبعشيقة وسنجار والحويجة. كان لنا وقفة مشرفة مع الايزيديات المختطفات حيث قدمنا لهن العلاج الدوائي بعد أن تعرضن للتنكيل والتعذيب وبعضهن تعرض للاغتصاب.
هل كان هناك دور للعيادة الطبية في تفعيل المقرات الحزبية ؟
- نعم عملنا على ان نعمق تجربتنا ونؤسس عيادة في مقر الحزب في منطقة الطالبية، كان ذلك في تموز من عام 2015، تم فتح عيادة طبية مجانية في مدينة الصدر(الثورة)، بعد شهر تم تأسيس مختبر ونحن بصدد تأسيس وحدة فحص العين في هذه العيادة، وكذلك وحدة تخطيط القلب، ولنجاح هذه التجربة، فقد فتحنا عيادة ثانية في مدينة الصدر(الثورة) بمنطقة الداخل.لاقى هذا النشاط الجديد الدعم والترحيب والتشجيع من الرفاق من داخل وخارج العراق من الأصدقاء والمحبين من السياسيين وغيرهم.
وهذه المبادرة حفزّت بعض الأطباء على العمل في العيادة بشكل تطوعي ومنهم الدكتور عماد حميد شلتاغ ابن شهيد الحزب حميد شلتاغ الذي تطوع هو وزوجته الدكتورة جبرة للعمل في هذه العيادة.
هناك أشياء مميزة تعرضت لها وأنت تمارس فعالياتك الطبية؟
- تلك النجاحات لم تخل من معوقات ومنغصات خارجية، لكل فعالية من هذه الفعاليات قصة، لم تكن عملية سهلة، عانينا كثيرا من تعرض الجهات الأمنية لنا كانوا يطلبون منا التراخيص بإقامة مثل هذه الخيم، رغم المحاولات الكثيرة باستحصال التراخيص لإقامة مثل هكذا نشاط لكنها كانت تواجه بعراقيل كثيرة، ومضايقات كان بعضها مقصودا، عانينا الكثير ممن حاولوا إفساد التجربة، لكن الجماهير كانت الداعم الأكبر لنا.
في اكثر من مناسبة قلنا أن الحزب الشيوعي لا يستأذن احد حينما يقوم بخدمة الجماهير، أو حين يقوم بمسيرة أو تظاهرة لأن هذا من واجبه الإنساني والوطني.
في أحدى الفعاليات وكانت في شهر محرم الحرام، حين اتخذنا مكاناً لنصب خيمتنا وكان قريباً من المكان الذي اعدم فيه رفيقنا الخالد (فهد) في منطقة الكرخ قرب المتحف الوطني وكان قبالتنا وعلى الجانب الآخر مواطنون يطبخون لذكرى استشهاد الأمام الحسين (ع)، ونحن في غمرة عملنا مع المراجعين دخلت مجموعة من الشرطة ومعهم ضابط كبير، ومنعوني من مزاولة العمل فقلت لهم هذه ادوية مرخصة ومن مذاخر عراقية وكلها ضمن الشروط وليست نافذة المفعول ترى ما الذي يدعوك إلى منعي؟ قال ربما تكون مسمومة، قلت وما أدراك ان تلك الأطعمة (مشيراً الى موقع الطبخ) التي توزع على الناس الآن لم تكن مسمومة؟ وهمّ رجل الشرطة باعتقالي لكن نداء أتاه قائلا هؤلاء شيوعيون فدعهم يعملون.
وحالة أخرى حصلت في منطقة الحسينية حين جاء ضابط برتبة ملازم ثان كي يمنعنا من مزاولة العمل الإنساني في احدى الفعاليات وتصدى له المواطنون الموجودون في الخيمة، وعرفنا أن ثمة جهات اتصلت به لأننا كنا نرفع لافتة مكتوبا عليها (الطبيب الشيوعي الجوال).
أتذكر أسماء عدد من الأطباء الذين عملوا في العيادة الطبية الشيوعية؟
- نعم هناك عدد كبير من الأطباء الذين اسهموا في العمل في العيادة الطبية ومنهم د. غازي شبر وله تحية خاصة والذي كان يدير العيادة الطبية في مقر الأندلس حينما أقوم بالجولات الطبية خارج المقر، د. فاضل عباس المندلاوي الرفيق الرائع الذي لا يألو جهداً في تعزيز الخيمات الطبية، ا لفقيد د. حسين رمضان له الذكر الطيب، د.محمود عبد الكريم، د. هاشم جميل، الدكتور داود الشوك، د. فؤاد الصفار وزوجته(مقيمان الأن في كندا) ودكتور من الناصرية له طيب الذكر، لا يحضرني اسمه كان مريضا بالقلب ويعمل في العيادة ودكتور آخر من كربلاء وهناك أيضا اطباء اخرون اسهموا في هذه العيادة وعذرا لمن لم أتذكرهم، ولكن الأمر المهم، هو دور رفاق المنظمات الحزبية جميعاً وبلا استثناء، والذين أنجزنا تلك الفعاليات في مناطقهم، فلهم تعود كل أسباب نجاح هذا النشاط من تحضيرات ونصب الخيم وكذلك استدعاء المواطنين.
هناك الكثير ممن سبقوا هذه التجربة بتقديم خدمات مجانية للمواطنين ومنهم على سبيل الذكر لا الحصر د. رحيم عجينه ود. نزيهة الدليمي ود.عبد الصمد النعمان.
- نعم، هذا صحيح، الفكرة واحدة، لكن آلية التطبيق اختلفت تبعاً لاختلاف الظروف الذاتية والموضوعية للحزب وللرفاق الأطباء ولطبيعة عمل المنظمات العلنية حالياً، ويبقى ما قدمه الرفاق الذين ذكرتهم نبراسنا في العمل الجماهيري. إن ما نالته عيادتنا اليوم، من دعم واهتمام من قبل قيادة الحزب ابتداء من المكتب السياسي واللجنة المركزية وكل رفاق الحزب وأصدقائهم لم يكن دعماً أستثنائياً وحسب بل كان كبيرا ومتميزا. أصبحت العيادة الطبية الشيوعية عنوانا مهما حتى في التقارير الإنجازية الحزبية ولها قيمة معنوية فرضتها الظروف وفرضها المتطوعون العاملون فيها، العيادة أصبحت تستلم المساعدات والتبرعات السخية وهذا ما ننشره على الملأ من خلال شبكة التواصل الاجتماعي، فأن العمل الإنساني الشريف هو الذي يجلب التبرعات، والتبرعات تديم العمل الأنساني، لأن "شعبنا يستاهل التعب".
وأخيرا نحن لم نقم بهذه الفعاليات من أجل دعاية انتخابية، ولا من اجل حالة نفعية خاصة إنما مبدأها الأول والأخير هو خدمة المواطن بالدرجة الأولى وكسر غلاء أسعار الكشفيات والأدوية المرتفعة نحن جهة داعمة لوزارة الصحة ولسنا متقاطعين معها او منعزلين عن الواقع الصحي في العراق.