- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأحد, 21 شباط/فبراير 2016 19:45
بغداد - غالي العطواني، نسائم الوردي
تحت عنوان "سيرة وذكريات"، عقد ملتقى الخميس الإبداعي في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الاسبوع الماضي، ندوة حوارية استذكارية لرائد الصحافة العراقية الراحل أخيرا فائق بطي، حضرها جمع من الصحفيين والمثقفين والأدباء، وتحدث فيها عدد من مجايلي الراحل.
أدار الندوة التي عقدت على قاعة الجواهري في مبنى الاتحاد، الكاتب والصحفي عدنان حسين، الذي استهل حديثه بالإشارة إلى ان "فائق بطي لم يكن صحفيا عاديا، ولم يكن إنسانا عاديا، فقد كان في منتهى التهذيب والرقي والخلق الكريم، ويشرفني أن أكون أحد تلامذته"، متناولا عموده الصحفي الموسوم "معلمي فائق بطي" الذي نشره بعد رحيل بطي بيوم واحد.
بعد ذلك تحدث الصحفي معاذ عبد الرحيم عن أواصر العلاقة التي تربطه بالراحل وبزملاء المهنة أمثال حميد رشيد وعبد الجبار وهبي وعزيز سباهي، مشيرا إلى ان بطي دخل مضمار الصحافة من باب السياسة، لأنه كان قد تأثر بالمبادئ الماركسية، على عكس والده الراحل روفائيل بطي الذي دخل مضمار السياسة من خلال الصحافة.
ولفت عبد الرحيم إلى ان الراحل كان حريصا على مساعدة الصحفيين ماديا ومعنويا، وكان يحثهم على الانتماء الى النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين، "التي اعتبرها منبرا ديمقراطيا حقيقيا للصحافة العراقية بعد 2003".
من جهتها تحدثت الكاتبة والصحفية سافرة جميل حافظ عن خسارتها بفقدان زميلها بطي، مشيرة إلى انه "رحل ونحن بحاجة في هذه الظروف العصيبة إلى كل شخص مخلص وأمين مثله".
وأضافت قائلة: "في عام 1957 عملت في جريدة "البلاد" وهناك تعرفت إلى بطي الذي قدم إلي نفسه باعتباره نجل صاحب الجريدة روفائيل بطي. وقد عملت معه في الصفحة الأدبية، وكان في غاية الخلق الرفيع. وهو عبارة عن ورشة عمل متنقلة، وقد كنت أرافقه في حواراته مع الأدباء، وتعلمت منه أشياء كثيرة في مجال الصحافة".
أما الكاتب والصحفي رضا الظاهر فقد ارتأى قراءة رثائه لمعلمه وصديقه بطي، الذي نشره على جريدة "طريق الشعب" عقب رحيله، ومما جاء فيه: "كيف لي أن أنسى تلك الغرفة الصغيرة، في الطابق الأول من بيت "طريق الشعب"، مطلة على شارع السعدون في بغداد، وفيها تعلمت منك، إبان السبعينات، دروساً في الصحافة، والثقافة، والأريحية، والسمات الشخصية الجميلة؟".
الاستاذ في كلية الاعلام د. حمدان السالم، تحدث عن الجانب الأكاديمي من حياة بطي ومؤلفاته التي عرفه من خلالها منذ دخوله قسم الإعلام في كلية الآداب وبحثه في تاريخ الصحافة من خلال "الموسوعة الصحفية العراقية" التي كتبها الراحل، "والتي تعد سفرا كاملا في مجال تاريخ الصحافة"، مشيرا إلى ان الراحل قسم موسوعته إلى مراحل عديدة، لتتسنى قراءتها بسهولة، وانه ليس مؤرشفا وحسب، بل باحث علمي، ومنهجيته من طراز نادر وخاص.
وكان للصحفي ماجد زيدان كلمة في الندوة ألقاها بالنيابة الإعلامي ستار الناصر، لكونه لم يستطيع الحضور. وقد تحدثت الكلمة عن السيرة النضالية للراحل ووالده.
أما رئيس تحرير جريدة "الصباح" الكاتب والصحفي عبد المنعم الأعسم الذي زامل الراحل وتعلم على يده، فقد ألقى كلمة أشار فيها إلى انه "برحيل بطي قد انطفأ مصدر مهم لتاريخ الصحافة"، ذاكرا مؤلفاته مثل "صحف الأحزاب العراقية"، و"موسوعة الصحف الكردية".
وكان آخر المتحدثين الشاعر ألفريد سمعان، الذي قال: "عرفت بطي قبل 50 عاما في جريدة "البلاد". وهو قد ساهم في بناء الأسس العلمية للصحافة العراقية، وكانت جريدة "البلاد" مدرسة صحفية تتلمذ فيها عشرات الصحفيين العراقيين".