فضاءات

ستوكهولم.. حفل تأبيني للشهيد ناجي جمعة سرحان الخميسي

أقامت الجمعية المندائية في ستوكهولم حفلاً تأبينياً مهيباً للشهيد المندائي ناجي جمعة سرحان الخميسي الذي قضى مضحياً بنفسه لانقاذ عائلة جاره المسلم، وذلك في مساء السبت الثاني من تموز 2016، حيث أطفئت عند السابعة مساءً الانوار، لتظهر صورة الشهيد على شاشة العرض مضاءةً بالشموع، وعلى أنغام النشيد الوطني العراقي، وقف الحضور مرددين إجلالاً واحتراماً للعراق وكل شهدائه الأبرار.. بعدها قام عريفا الحفل السيدة ثناء السام والسيد منذر نعمان عوفي بإيقاد الشموع عند صورة الفقيد وإنارة أضواء القاعة والشروع في منهاج الحفل بالترحيب بالحضور الذي ضم: ممثلي سفارة جمهورية العراق، أعضاء منظمات المجتمع المدني العراقية والعديد من أصدقاء الجمعية ومنتسبيها، وألقى الاستاذ فاضل ناهي كلمة الهيئة الادارية مبتدئاً بالشكر والامتنان للحضور منظمات وافراد لمشاركتهم في تأبين الفقيــــد.
كما أشار الأستاذ رئيس الجمعية (شهيدنا الذي لم يلتفت الى مكونه الديني ولم يتلوث بالافكار العنصرية ولا بسموم الطائفية، بل إندفع بفطرة العراقي الذي جُبل على حب الخير ونشر روح المحبة).
ثم تلتها برقية السفارة العراقية وذكر فيها: (أن المأثرة التي قام بها الفقيد ناجي الخميسي هي خير دليل على مدى التعايش بين العراقيين البسطاء الذين لم يتلوثوا بالطائفية المقيتة التي يحاول أعداء العراق تكريسها على الضد من المشاعر الحقيقية للمواطنين العراقيين).
- قرأ الدكتور صلاح السام قصيدة رثاء قصيرة، أثارت عواطف الحضور، جاء فيها:
(دخل الحريق بجلدهِ .... لم يبتغ مالاً و جاه
في قلبهِ حبُ العراق .... إنقاذ طفلٍ مبتغاه
حمل الصغير ذراعهُ .... والنار تأكلُ في قفاه ).
ثم قرأ الاستاذ جاسم هداد كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد وجاء فيها (نتقدم بالشكر للحضور الكريم، والذي هو تعبير عن التضامن مع عائلة الشهيد، والإحترام والتقدير لموقفه البطولي. وقصة استشهاده ملحمة بطولية، لا يقدم عليها الا المخلصون لوطنهم العراق والشجعان، والعابرون للطوائف والانتماءات الفرعية .باستشهاده جسد الشهامة والنخوة والغيرة، وهذه القيم الأصيلة لمجتمعنا العراقي، والذي حاول النظام الصدامي المقبور تشويهها، وكذلك يفعل المتنفذون الذين جاءوا من بعده.ولقد جاد بنفسه، وضحى بها من اجل انقاذ عائلة جاره)، كما ألقى عدد من الحضور كلمات جميلة بالمناسبة وكانت: كلمةً الاستاذ نبيل تومي عن التيار الديمقراطي العراقي، والاستاذ فوزي صبار أمين عام الرابطة المندائية للثقافة والفنون، و قصيدة للأستاذ فهيم السليم المغترب العراقي المندائي في استراليا...
(ولجت النار جناتٍ لطافٍ ... لإنك صلب طائفةٍ نجيبة
ستبقى رايةً بيضاء تزهو ... وتنشر بالسما زهراً وطيبة).
بعدها كلمة للاتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية..، وكلمة لرابطة الانصار في ستوكهولم وشمال السويد القاها الدكتور محمد الكحط. ومن استراليا أيضاً قصيدة رثاء ومديح للشاعر المبدع الاستاذ سعدي جبار مكلف بعنوان (الوفي ناجي) .. كان مطلعها: (مندايي أصيل وساكن البصره ... ابد ماهانت العشره ... ظل يواكح النيران ....ما همه المنايا اتهون للجيران ..). وبرقية من الحركة النقابية العراقية قرأتها السيدة ثناء السام. ثم كلمة جمعية المرأة المندائية قرأتها السيدة سهام عربي ساجت. وكلمة رابطة المرأة العراقية القتها السيدة جميلة الخليلي. وكان مسك الختام كلمة عائلة الفقيد التي قدمها الاستاذ كامل جودة بادي الذي كان يتحدث وتخنق صوته العبرة متأثراً على فقده ابن خالته الراحل، تحدث عن طيبة الفقيد وعائلته التي تركها، وعن سيرة حياته التي قضاها عاملاً مجّداً فقيراً شريفاً في معامل الحديد والصلب العراقية، وفي الختام شكر الحضور والجمعية المندائية على إقامة هذا الحفل التأبيني وختم كلمته بما يلي:
( نــــم يا أخي سعيداً خالــداً فلطالما شكوت من قلة النوم! سنظل نبكيك
أبداً، وستظل روحك مناراً تهدينا الى طريق السلام ) ..