فضاءات

"أطفال عراقيون و عرب يتجاوبون مع صهيل ألفرس"أصيلة "

كولن-ألمانيا-خاص
دعا الديوان الشرقي-الغربي في مدينة كولن الآلمانية في السبت 29/10/2016 جمعا من الآطفال العراقيين و العرب المقيمين هنالك و الذين ولد معظمهم في المهجر ..و هم في أعمار تتراوح بين السادسة و الرابعة عشر .. دعاهم لحضور عرض فيلم الرسوم المتحركة "أصيلة" ألناطق باللغة بالعربية و البالغة مدته ألساعة ونصف الساعة للمخرج ألسينمائي ثامر الزيدي، فكان العرض تجربة جديدة، فأولئك الأطفال لم يشاهدوا سابقا فيلم رسوم متحركة ناطقا باللغة العربية وهذا موقف يدعو الى التأمل، و كان هذا العرض مدعاة لترقب القائمين عليه ، اذ كان الكل ينتظر ما ستكون عليه نتائج هذه التجربة و التي حدثت في (الديوان الشرقي- الغربي) في مدينة كولن الالمانية و منذ ألمشهد الأول للفيلم حيث ظهرت الفرس أصيلة تقود ألخيول هرباا من صاحبها التاجر الطماع الذي يريد بيعها ونقلها بسفينة الى خارج السهول والمراعي التي نشأت و عاشت فيها، وفي تلك الأثناء تتعرض أصيلة للسقوط في البحر فتصاب بجروح و اوجاع تجعلها عديمة الفائدة لصاحبها التاجر القاسي و الجشع، وهذا المشهد في الفيلم أثار التعاطف من المشاهدين الصغار و الانسجام و المعايشة .. و شدهم الى الأحداث التي تجري على الشاشة حيث أرتسمت على وجوههم تعابير القلق و المشاركة الواضحة لهموم أطفال القرية الذين انقذوا أصيلة لتعود تغمرها الفرحة ويبدوا عليها كم هي سعيدة مع ناس القرية و مما يلفت النظر هو التجانس مع مخرج الفيلم ثامر الزيدي و الأطفال حين كانت البسمة تعلو و جوههم و الوجوم حينما تكون الاحداث عصيبة على ناس القرية وهم يشاهدون اللصوص و التجار يتآمرون على ثلاثة من اطفال القرية و هم ميدو وأختة مرمر وأبن عمدة القرية.
و كانت لنا وقفة مع ابناء المهجر العراقي مشاهدي الفيلم و سؤال يمور ُ في دواخلنا ، وهو متى يتركون القاعة ويخرجون ضجرين ، ولكن الشعور الداخلي العميق بحب الوطن وأصولهم الوطنية وما عانته عوائلهم في وطنها مع المتسلطين و الحكام الجائرين ابقتهم ليشاهدوا الفيلم حتى النهاية .
وتتعالى اصواتهم مع ميدو الذي يسابق ابن التاجر وابن اللص بسباق للخيل تكون جائزتة الفرس أصيلة ، وفي النتيجة تكون أصيلة الجائزة التي يحصل عليها ميدو و مرمر وأبن العمدة حسب أتفاق الجميع مع حكيم القرية .
وهذه التجربة اعتبرها ألمخرج ثامر الزيدي مفيدة جدأ حينما جرى نقاش مع الأطفال عبر مترجم أستفسروا منه عن القرية العربية و الخيول و الأهم من ذلك هو وقوفهم الى جانب الاخيار من أبناء القرية و استهجان الاشرار و الاهم من ذلك كله هو استيعابهم لفكرة الفيلم و هم لايفهمون اللغة العربية بشكل جيد.
و انتهى العرض الخاص بالأطفال في الساعة السادسة مساءَ، ليتبعه عرض الفيلم للجمهور العام وقد حضر جمهور من العراقيين و السوريين و أبناء المغرب العربي لمشاهدة الفيلم ثانية، وقد كانت المتابعة جيدة حيث كان نجاح الفيلم الحقيقي حين أستمتع جمهور الكبار كما استمتع به جمهور الأطفال، في تناسق وتناغم أثير الكثير من النقاش حينما أجريت ندوه مع مخرج الفيلم ثامر الزيدي أدارها الكاتب الصحفي ماجد الخطيب تناولت ألبناء القصصي و ألدرامي للفيلم واسلوب تنفيذه وحاجة جمهورنا الى مثل هذه الافلام ذات الافكار الانسانية.
وفي ختام الأمسية السينمائية -التجربة جرى تكريم المخرج وتهنئته بنجاح الفيلم وبلوغه الخامسة والسبعين من العمر من قبل المهندس هيثم الطعان وسلمه هدية تذكارية وسط استحسان الجمهور و غبطته وتثمينه للديوان في مواصلته للندوات الأدبية و الفنية والعلمية والموسيقية لتجمع أبناء الوطن و عوائلهم وتوثيق التواصل مع وطننا العراق وكذلك بقية الحضور مع بلدانهم وتجلى ذلك حين قدم الفنان غازي يوسف و الفنان السوري جمال أبو خالد مجموعة من الأغاني العربية والعراقية على شرف المخرج و الحضور .