فضاءات

قاعة أكد تحتضن ملتقى الفن التشكيلي الاول / فهد الصكر

ضمن فعاليات مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013، ووسط حشد من الفنانين والادباء والاعلاميين، أفتتح صباح امس الاول السبت، على قاعة أكد للفنون التشكيلية في بغداد، معرض "ملتقى الفن التشكيلي الأول"، الذي نظمته دار الثقافة والنشر الكردية بوزارة الثقافة.
شاركت في المعرض نخبة من الفنانات والفنانين التشكيليين العراقيين العرب والكرد والتركمان والكلدو آشوريين والسريان والايزيديين. وقد عرضوا أكثر من 85 لوحة و15 عملا نحتيا، أختيرت من قبل لجان اختصاصية.
وجاءت الاعمال بمدارس وأساليب مختلفة، تلاقحت فيها الواقعية مع الرمزية والانطباعية، ومثلت جوانب مختلفة من الواقع العراقي، مع التأكيد على الانتماءات القومية للفنان بمؤشرات واضحة تجلت على سطح اللوحة وجسد المنحوتة. وهذا ما تلمسه الحاضرون من خلال تفكيك موضوعات بعض اللوحات الزيتية. كما ان هذه المؤشرات لا تعد انحيازا لهذه القومية أو تلك بقدر ما تحمل رموزا ودلالات تشير الى التراث والتاريخ. وهناك تفاصيل في بعض الاعمال ترمز الى روح التسامح والأخاء بين طوائف الشعب العراقي، وهذه هي ثيمة المعرض ودلالته الأساسية. ويعد هذا الملتقى الاول من نوعه على مستوى الملتقيات التشكيلية التي تجمع أطيافا متنوعة من الفنانين.
وتحدث الفنان التشكيلي شكر باجلان لـ " طريق الشعب " عن مشاركته قائلا: "من خلال تعلقي بالشكل البصري لجدران مدينتي "خانقين " القديمة ذات الشقوق الغريبة، تشكلت أعمالي وهي تحمل فعل التصادم بين الالوان ، لكن هذا لا يمنعني من ان ارسم شكلا جميلا كرمز لصيغة الحياة الجديدة، يوحي الى مفردات حية ومشعة وملهمة، بعيدا عن الخراب الذي يلاحقنا كل حين".
فيما أشار التشكيلي كريم جبار الى أن المعرض يمثل انتصارا لروح الجمال والتآلف بين طوائف المجتمع العراقي، في ظل الانتكاسات اليومية التي يمر بها البلد، لا سيما أنه يحمل رسائل الى كل الذين يريدون شق وحدة الروح الوطنية التي يراهن عليها أعداء الحياة، وهي عبارة عن لوحات تحمل سمات الحب وتصب في رافدين الوطن الواحد.
في حين سجل التشكيلي معراج فارس انطباعه عن المعرض قائلا: يعد هذا المعرض انموذجا للتعايش السلمي بين الأطياف العراقية. إذ جمع أكثر من مدينة وانتماء. فيما جاءت الاعمال حاملة في متنها الحكائي روح التسامح وسمو العلاقات الحميمية بين طبقات المجتمع، محتفية بالحياة والحرية والسلام. إلى ذلك قال التشكيلي حيدر القره غولي: تضمنت الاعمال المعروضة الكثير من الحالات الإنسانية، المستوحاة من ذاكرة الفنان وهو يعيش أجواء مدينته، لا سيما مدن اقليم كردستان حيث الحقول والبساتين والوديان، وأشار إلى إن المعرض يبحث في مدوناته عن السلام الداخلي والطمأنينة، ويمنح المتلقي املا في القادم من الايام.