فضاءات

مواطنون: العيد ليس للفقراء بل للتجار! / احمد عبد صبري

تحول قدوم أي مناسبة اجتماعية وخاصة الاعياد الى هم ثقيل يطبق فوق انفاس الفقراء، نظراً لمعاناتهم في توفير احتياجات عوائلهم الضرورية في مثل هذه المناسبات . اما التجار فيرون في قدوم تلك المناسبات فرصة سانحة لرفع الاسعار وجني ارباح طائلة على حساب قوت المواطنين.
اما ميزة عيد هذا العام، فتكمن في كونه تزامن مع قرب بدء العام الدراسي الجديد، وقرب حلول فصل الشتاء، وجميع هذه المناسبات تتطلب مبالغ اضافية تصرفها العائلة لتوفير ما تحتاجه. ولكن يا ترى هل العوائل العراقية لديها ما يكفيها من المال لشراء الملابس الجديدة للاطفال والكبار وتزيين البيوت وتوفير ما يحتاجونه من طعام استعدادا لاستقبال الضيوف الذين يتوافدون على بيوت اقاربهم في مثل هذه المناسبة البهيجة؟
هذا السؤال نحاول الحصول على اجابة مناسبة له من خلال استطلاع اراء بعض المواطنين عنه.
ميزة هذا العيد

تقول ام ايمن: من منا لا يحب العيد ولا يفرح به؟ لكن الالتزامات المادية الضرورية لاستقباله، تستنزف الكثير من دخولنا خصوصاً وان هذه المناسبة السعيدة جاءت بعد ايام قليلة من بدء العام الدراسي الجديد الذي يتطلب احتياجات اكثر من احتياجات العيد مثل الملابس المدرسية والاحذية والحقائب المدرسية اضافة الى الدفاتر والاقلام ومواد القرطاسية الاخرى وكل ما يحتاجه الطلاب في دراستهم. وهذا يعني ان هناك شريحة واسعة من شرائح المجتمع العراقي سوف يحرم اطفالها من التمتع ببهجة العيد التي يجب ان تحصل عليها حالها حال الطبقات الاخرى.
العيد ينتظره التجار

كريم حسين يشاطر ام ايمن في ما ذهبت اليه، بقوله: العيد ينتظره التجار وليس الفقراء الذين يتدبرون قوت يومهم بشق الانفس، يقول الشاعر ايليا ابو ماضي في التعبير عن المساواة بين الناس مخاطباً الاغنياء (قمرٌ واحدٌ يطل علينا... على الكوخ وعلى البناء الموطد) ولكن يبدو ان القمر في بلاد البترول يطل على بيوت الميسورين فقط، ويأفل عند اكواخ الفقراء التي تغطيها مظاهر البؤس مرسومة على وجوه المحرومين من ابسط حقوقهم في الحياة وهم ابناء وطن واحد.

ذبح الاضاحي

اما ابو اكرم فيتحدث عن ظاهرة اخرى ترافق عيد الاضحى المبارك بالتحديد وهي ذبح الاضاحي للموتى، ويقول عنها: ان هذه الظاهرة تتسبب في امرين ضارين جدا اولهما، ارتفاع اسعار اللحوم المحلية، بسبب كثرة الطلب عليها، والثاني، تكريس الفارق الكبير بين الميسورين الذين يذبحون الاضاحي والفقراء الذين توزع عليهم حصة متواضعة منها، وهذا نوع من انواع الاذلال بحق المواطن.

معاناة الموظفين

الاستعداد للعيد لايثقل كاهل الفقراء فقط بل حتى الموظفين منهم، كما جاء على لسان الموظف حيدر محسن الذي يقول: بادرت وزارة المالية الى صرف رواتب الموظفين، قبل حلول العيد وهي مشكورة على هذا، لكن تقديم موعد الرواتب شكل للموظفين وانا منهم، معاناة كبيرة بسبب اضطرارنا الى صرف رواتبنا لشراء مستلزمات العيد، وهذا يترتب عليه تاخير الراتب الذي يعقبه، فلا نستلمه الا بعد مرور خمسة واربعين يوما بالتمام والكمال، فنضطر الى استدانة مبالغ كبيرة لسد احتياجاتنا اليومية.ويضيف محسن قائلا: هذه المشكلة كان يمكن تجاوزها، عن طريق قيام الحكومة بصرف عيديات للموظفين وغير الموظفين، وان يتراوح مبلغها بين 50- 100 الف دينار، وبهذا يستطيع المواطنون، الغني منهم والفقير، توفير جزء ولو بسيط من احتياجات العيد، وهو امر يمكن تحقيقه في ظل الامكانيات المادية الكبيرة التي يتمتع بها البلد.
معاناة الفقراء في توفير مستلزمات العيد تتطلب تدخلا من قبل الحكومة، بتنفيذ الاقتراح الذي طرحه احد الموظفين بتوزيع عيدية على المواطنين كافة وثانيهما، متابعة الاسواق التجارية والحد من ارتفاع الاسعار والضرب على ايدي التجار المضاربين الذين يكسبون اموالهم على حساب الفقراء