- التفاصيل
-
نشر بتاريخ السبت, 07 آذار/مارس 2015 19:51

يحل يوم غد الثامن من آذار - يوم المرأة العالمي، الذي غدا رمزا للنضال والكفاح من اجل نيل حقوق النساء المشروعة في المساواة في اجواء الحرية والديمقراطية والسلام.
في الثامن من آذار تستعيد المرأة، على الصعيد العالمي والوطني، وتستعيد معها قوى الحرية والتقدم في العالم كله، سجلا حافلا من المواقف والمآثر والتضحيات. فنساء اليوم هن احفاد عاملات النسيج في نيويورك في وقفتهم الشجاعة سنة 1908 التي غدت مثالا لنساء العالم في الشجاعة، والاقدام في التصدي للظلم والاستغلال، وفي الخروج على التقاليد البالية التي تكبل للطاقات والمواهب، وتحول دون الاسهام الفاعل لملايين النساء في الحياة، وتفرض عليهن العيش كما في القرون الوسطى بعيدا عن النور والتعلم والعمل المثابر.
لم تعد امكانيات المرأة وقدراتها موضع جدل ونقاش، فهي اثبتت جدارتها في الكثير من المواقع، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاعلامية والاكاديمية، بل ان من النساء من يشار اليها اليوم بالبنان في ابداعها وعطائها على الصعد المختلفة، ولا تستثنى من ذلك المواقع القيادية في الدول والحكومات.
ورغم ما تحقق دوليا في اطار اهداف الحركة النسائية العالمية، فان الحاجة ماسة الى جهد دولي شامل، تساهم فيه الامم المتحدة ودولها الاعضاء وكافة المنظمات ذات العلاقة، من اجل انطلاقة جديدة لنساء العالم من اجل ظروف افضل وحياة خالية من الحروب والاستغلال والقمع والعنف الموجه ضد المرأة بكافة اشكاله وتجلياته.
ونحن اذ نحيي الثامن من آذار عيدا للمرأة اعتزازا بها وبدورها ومكانتها في وطننا العراق، نستعيد معها ما قدمته منذ تأسيس الدولة العراقية قبل اكثر من 90 عاما، وما بذلت من جهود لنيل حقوقها واحراز المساواة وتوفير الفرص المتكافئة، وهي التي ادركت في وقت مبكر استحالة تحقيق ذلك من دون المساهمة الفاعلة في نضالات شعبنا وحركته الوطنية. ومن هنا كان الربط السليم في التوجه والاهداف، وهو ما جسدته الحركة النسوية العراقية، وفي المقدمة منها رابطة المرأة العراقية المكافحة.
ويحق لنا نحن الشيوعيين ان نفتخر بمواقف حزبنا من قضية تحرر المرأة العراقية وانعتاقها، تحررها الاقتصادي والسياسي، وانطلاقها مع اخيها الرجل لبناء الوطن الحر، الديمقراطي والمستقل، والذي يحترم المرأة ويُعلي من شأنها ويجعلها تشعر انها حقا وفعلا جزء هام من المجتمع، ويبدد نهائيا النظرة الدونية التي تنتقص منها.
لقد تحقق الكثير للمرأة العراقية بفضل نضالها، وبدعم الاحزاب والقوى الوطنية والديمقراطية، ومنها حزبنا الشيوعي العراقي. لكن هناك بعد الكثير مما يستوجب العمل من اجل تحقيقه وتكريسه دستوريا، والحؤول دون اصدار تشريعات او الاقدام على ممارسات لاقانونية، تمتهن المرأة وتمس كرامتها وتعود بها الى سنوات الظلام والعبودية. وفي هذا يتوقف الكثير على الحركة النسائية العراقية ومنظماتها الفاعلة، وعلى جهدها المشترك.
في عيد المرأة نتوجه الى نساء بلادنا باجمل التحيات والتهاني، وللشهيدات الذكر الطيب على الدوام. ولنجعل من العيد هذه السنة مناسبة لمزيد من الجهد لفضح جرائم داعش الارهابي ضد نساء المناطق التي يحتلها، ومن اجل تقديم الدعم والاسناد للعوائل النازحة حتى تتمكن من العودة الى مدنها ودورها.
كل التهاني لنساء العالم ولمنظماتهن المناضلة في سبيل سلم دائم وحياة كريمة.
والمجد للثامن من آذار- عيد المحبة والالفة والنضال.