من الحزب

محمد جاسم اللبان في ضيافة الصالحية

سلام حسن
ضمن فعاليات الملتقى الثقافي في الصالحية. (مقهى جواد) استضافت منظمة الصالحية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق محمد جاسم اللبان عضو المكتب السياسي للحزب عصر يوم الجمعة الموافق 5/6/2015 ليتحدث عن آخر المستجدات السياسية والامنية.
تناول فيها اولاً ماجرى في الانبار أخيرأ، وهو تكرار لنفس السيناريو الذي جرى في الموصل قبل سنة من ألان، وتكمن أسبابه الحقيقية في التواطؤ المكشوف لبعض القيادات العسكرية والسياسية، والتدخلات الإقليمية والدولية، فضلاً عن الصراعات العبثية بين القوى السياسية والكتل المتنفذة، والاتهامات التي ما انزل الله بها من سلطان، يتبادلونها من على شاشات الفضائيات ووسائل الأعلام المختلفة، والتي تترك اثراً سلبياً جداً على الشارع العراقي، وعلى معنويات القوات المسلحة التي تشكو اصلاً من قلة التسليح وضعف الجهد ألاستخباري، بالإضافة إلى ضعف العقيدة الوطنية، الأمر الذي ترك أثره الواضح جداً على كفاءتها ووفر الأرضية المناسبة لتحقيق "داعش" مثل هذه الانتصارات السهلة.
ثم أوضح المحاضر رؤية الحزب لسبل الخروج من الأزمة السياسية العامة التي تلف العراق، وضرورة التخلي عن نمط التفكير العقيم السائد الآن، واستبداله بنمط تفكير سياسي جديد، يعتمد معالجة المرض الخطير الذي تعاني منه العملية السياسية، ونقصد به المحاصصة الطائفية الاثنية والتخلي عنها نهائياً، وإشراك الجميع في صناعة القرار السياسي، عبر بوابة المصالحة الوطنية الحقيقية البعيدة عن الاستعراضات الإعلامية، والبهرجة الكلامية، ورأب الصدع في الوحدة الوطنية، على قاعدة مبدأ المواطنة، وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، بالإضافة الى رفع كفاءة قواتنا المسلحة وإعادة هيكلتها بتطهيرها من العناصر الفاشلة ومن الفضائيين، وتجهيزها وتسليحها بالمستوى المطلوب، وان تخضع إلى قيادة موحدة ويكون السلاح حصرا بيد الدولة، لا بيد غيرها، والاستفادة من كل الطاقات والإمكانيات الكبيرة، في الحشد الشعبي، والبيشمركة وأبناء العشائر، لتوجيه الضربة القاصمة لداعش، ولكل الإرهابيين في عراقنا الحبيب.
أن الإجراءات العسكرية والأمنية على أهميتها ستكون غير كافية أن لم تقترن بحزمة من الإجراءات والانجازات السياسية والاقتصادية- الاجتماعية والثقافية والإعلامية، وتوفير القناعة للجماهير الغفيرة بأن هذا النظام يمثلهم ويعمل لصالحهم.
كما تطرق اللبان إلى القضايا الأخرى، التي تمور بها حياة العراقيين، وعلى جميع الصعد، وخاصة قضية النازحين التي تقترب من الكارثة، وكيفية مكافحة الفساد المالي والإداري، ومعالجة الفوارق الكبيرة في الدخول وفي الرواتب، والبطالة، وتوفير الخدمات الضرورية لأبناء شعبنا، وكل ما من شأنه أصلاح العملية السياسية ووضعها على السكة الصحيحة.
وافرد الرفيق اللبان حيزاً كبيراً، لموضوعة الحراك الجماهيري وضرورة تفعيله وتطويره، فهو المعول عليه في عملية الإصلاح المطلوبة من خلال الضغط على صناع القرار في الحكومة ومجلس النواب، فالحقوق لاتعطى وانما تنتزع انتزاعاً.
وفي الختام أجاب المحاضر على الأسئلة والاستفسارات التي قدمت من السادة الحضور.