من الحزب

الشيوعي العراقي يبحث أوضاع محافظة الانبار ومدنها مع مجموعة من وجهائها

طريق الشعب
شارك عدد من قياديي الحزب الشيوعي العراقي، يوم السبت الماضي، في لقاء مع مجموعة من اهالي ومثقفي مدينة هيت ونواحيها بمحافظة الانبار. وقد جرى اللقاء بناءا على دعوة من الحزب، وتم في مقره ببغداد.
وفي مستهل اللقاء وقف الحاضرون دقيقة صمت حدادا على الشهداء ضحايا الارهاب الداعشي من ابناء المحافظة والشعب العراقي عامة ومنتسبي القوات المسلحة وكل المتطوعين في القتال ضد داعش.
ورحب الرفيق رائد فهمي نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، بالحضور باسم قيادة الحزب، معبرا عن التضامن مع محنة اهالي المناطق التي احتلتها عصابات داعش ومعاناتهم الشديدة جراء فقدان الاهل والاحبة بسبب الارهاب الوحشي لتنظيم داعش والنزوح القسري تاركين بيوتهم وممتلكاتهم واضطرار معظمهم إلى العيش في معسكرات تفتقد الكثير من الخدمات الاساسية.
واوضح الرفيق فهمي؛ ان الهدف من اللقاء هو التداول والتباحث في اوضاع المناطق التي تحررت من داعش" والتي من المتوقع قريبا في ضوء التقدم الذي يتم احرازه " وسبل الاسراع في تامين العودة السريعة للنازحين واعادة اعمار المناطق المحررة، وتأكيد ضرورة توحيد الجهود من اجل ترميم النسيج الاجتماعي الذي تعرض للاذى الكبير في ظل احتلال داعش وتسلطه، والحيلولة دون وقوعها في دوامة عنف جديدة اذا ما ساد السلوك الثأري وعجز القضاء عن الاقتصاص من القتلة الارهابيين وممن قدم لهم المساعدة وتواطأ معهم.
وتناول اللقاء كيفية إعادة النازحين إلى مدنهم بعد التحرير و إعادة البناء والحياة إلى المحافظة ؛ كما تحدث المشاركون عن الآثار المدمرة التي خلفتها سيطرة تنظيم داعش على مدن محافظة الانبار والأسباب التي أدت إلى نمو واتساع هذا الورم السرطاني في المحافظة ما كان سياسيا نتيجة الخلل العام في بناء النظام السياسي بعد 2003 ، وما كان يعود الى عوامل اجتماعية وثقافية تسهم في نمو الفكر المتشدد في المناطق التي تحتلها داعش، وتم التشديد والتحذير من قبل عدد من الحاضرين من مغَبّة الانتقام العشوائي والذي من ممكن أن يطاول أشخاصا و عوائل ليست لها علاقة وغير متورطين بما جرى وأكدوا على أن هذا النهج غير السليم أذا ما حصل سيؤدي إلى استمرار روح الانتقام ولن يبني استقرارا وسلاماً في مدننا ومحافظاتنا المنكوبة .
كذلك اكد الحاضرون على عدم التهاون مع المتورطين وكل من انتمى وروج وساعد بشكل مباشر أو غير مباشر على تمكين هذا التنظيم الإرهابي على استباحة مدننا وقتل أهلنا .
وتحدث البعض عن الضعف والفساد الذي كان ينخر بالمنظومة القضائية في المحافظة و الذي كان له دور كبير في غبن وعدم إنصاف ذوي ضحايا العمليات الإرهابية منذ 2003 وقالوا بأننا مقتنعون بان قضاء كهذا سوف لن يقتص من القتلة و المجرمين بعد تحرير المحافظة إذا ما بقي الحال كما هو عليه في السابق.
وأكد جميع الحاضرين على اهمية أن يلعب ويساهم أهل المدينة في معالجة اثار الدمار والتعاضد فيما بينهم لإرجاع الخدمات الاساسية وأن لا يفوتوا أية فرصة ويطرقوا جميع الأبواب التي يمكن لها أن تساعد في إعادة البناء سواء أكانت على صعيد الحكومة الاتحادية ، أو المحلية ، او منظمات المجتمع المدني على الصعيد المحلي و الدولي ؛ ومن المؤمل أن تعقد لقاءات قريبة أخرى وتتبلور الأفكار بشكل أفضل الى أن تصل الى صيغة و برنامج عمل .
وفي نهاية اللقاء، تأكدت الحاجة الى مواصلة هذه اللقاءات واستمرار الحوارات ومن اجل التوصل الى قناعات مشتركة بشان كيفية مواجهة الاوضاع بعد داعش، كما حصل توافق عام على عدم السماح للقوى والأفكار التي سادت في هذه المناطق وكانت سببا في ايصال الاوضاع الى ما وصلت اليه، وفي مقدمة ذلك نبذ التعصب بجميع اشكاله ونهج وافكار الطائفية السياسية والتوجه نحو الافكار والقيم القائمة على المواطنة ونبذ التطرف والطائفية والاقصاء والمحاربة الحازمة للفساد في السلطات التنفيذية والقضائية وفي الاجهزة الامنية.
وشارك في اللقاء د. صبحي الجميلي ود. حسان عاكف عضوا المكتب السياسي للحزب.