- التفاصيل
-
نشر بتاريخ السبت, 02 نيسان/أبريل 2016 20:21
بغداد - طه رشيد
بصدور تعتليها الورود، وأخرى تلوح بشعار الحمامة، وبعضٌ آخر بـ"المنجل والجاكوج".. أحتشد الشيوعيون وأصدقاؤهم في قاعة سينما سميراميس ببغداد، مساء الخميس الماضي، محتفلين بالذكرى الـ82 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي.
وحضر الحفل، إلى جانب قيادة الحزب الذين تقدمهم الرفيق حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية، سياسيون وممثلو أحزاب وقوى ونخب ثقافية واجتماعية جاءت تبارك وتهني تاريخاً زاخراً بالعطاء الوطني والأممي.
المكان يفيض محبةً
وصل الشاعر المعروف د. محمد حسين آل ياسين إلى قاعة الاحتفال في الساعة الثانية والنصف ظهراً، أي قبل ساعة ونصف الساعة من موعد بدء الحفل. ولما رأى الشارع مكتظاً والصالة والقاعة شبه ممتلئة قال: توقعت أني مبكرٌ في مجيئي.. واعتقدت أني سأجلس طويلاً وحدي قبل أن يبدأ الحفل..!
هكذا كانت القاعة، جنينة مترعة بجموع الأحبة وهفهفات الأعلام العراقية والحمراء. وما أن حانت الساعة الرابعة عصراً، حتى اشتعلت أجواؤها بطوابقها الثلاثة بالزغاريد والتصفيق والرقص والتصفيق والموسيقى وضربات الطبول ونقر الدفوف وحشرجات الزمار وفرقة "سومر" للفنون الشعبية، التي بأشد من الصعوبة اخترقت الممر الوسطي للقاعة لتصل إلى خشبة المسرح ومنصة العيد البهيج.
حفل مهيّب..
في بدء البرنامج الرسمي للحفل، ألقى الرفيق مفيد الجزائري كلمة اللجنة المركزية للحزب، وقد رحب فيها بالضيوف والأصدقاء والرفاق الذين حرصوا على حضور الاحتفالية. (نص الكلمة على الصفحة الأولى لملف الذكرى)
ثم جاءت كلمة رئيس الجمهورية د. فؤاد معصوم، التي ألقاها نيابة مستشاره د. قحطان الجبوري، وحيّا فيها الشيوعيين ونضالهم عبر عقود ثمانية (نص الكلمة في الصفحة الأولى للملف).
تلاه سفير دولة فلسطين احمد عقل بكلمة أكد فيها على الموقف البطولي والمشرف للشيوعيين العراقيين من القضية الفلسطينية، وعلى التلاحم النضالي بين الشعبين العراقي والفلسطيني. (خبرٌ عنها في الصفحة الأولى للملف).
وبعد أن قرأ عريف الحفل الإعلامي ليث الغالب عددا من برقيات التهاني بالمناسبة، من أحزاب ومنظمات وشخصيات عراقية وعربية وعالمية، ابتدأ الجزء الثقافي والفني بقصائد ألقاها شعراء من أجيال مختلفة. وكان أول من أعتلى المنصة من بينهم، الشاعر ألفريد سمعان بقصيدة عنوانها "فهد". بينما كانت قصيدة الشاعر جمال جاسم أمين بعنوان "حمد". ومن الشعراء الشعبيين ساهم الشاعر حامد كعيد الجبوري بقراءة مقطعين وقصيدة تأثر الجمهور بهما وتجاوب معهما بالاستعادة والتصفيق.
وكانت خاتمة فقرة الشعر، للشاعر الشاب حارث رسمي الهيتي، الذي ألقى قصيدته متأثراً بخبر انطلاق عملية تحرير هيت في نفس اليوم (الخميس)، وقد أهدى قصيدته إلى حزبه الشيوعي.
وبعد ذلك لم تهدأ قاعة المسرح، بل اشتعل الجمهور تصفيقاً عندما أطل على المسرح الفنان الكبير جعفر حسن، بعد غياب دام أربعين عاما عن بغداد. ورغم دموع الفنان التي لم يستطع حبسها وهو يتحدث عن الغياب الطويل وعن انبهاره بهذا الحب المتبادل مع حزبه وجمهوره، إلا أن فرح الحضور لم ينطفئ لحظة وهو يردد مع الفنان كل ما غناه ابتداء من "عمي يابو الجاكوج" و "اليمشي ابدربنه شيشوف يا بو علي" وانتهاء بأغنيته الشهيرة "لا تسألني عن عنواني، لي كل العالم عنوان".
وخُتم الحفل بنشيد ردده الحاضرون بحماس: سنمضي ونمضي إلى ما نريد.. وطن حر وشعب سعيد.
الجدير بالذكر أن اللجان المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بقية المحافظات نظمت احتفالات مماثلة بالمناسبة، إلى جانب فعاليات أخرى متنوعة.