- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الثلاثاء, 07 آذار/مارس 2017 19:17

مع طلوع شهر آذار يوم الاربعاء الماضي بدأ العد التنازلي للعيد الثالث والثمانين للحزب الشيوعي العراقي، الذي يحل في آخر الشهر، يوم الحادي والثلاثين منه. ومعه باشر الشيوعيون ومنظماتهم واصدقاؤهم التحضير لاحياء هذه المناسبة بالشكل الذي يليق بها، وبما يضيء في ذاكرتهم الغايات السامية التي تأسس حزبهم من اجلها، ويشحذ هممهم للمضيّ قدما على طريق تحقيقها.
وكانت تلك الغايات منذ لحظة التأسيس وظلت حتى اليوم، تتلخص في كلمات ثلاث: خدمة الشعب والوطن.
وتجسد جوهر هذه الخدمة بدايةً في شعار «مكافحة الاستعمار والاستثمار» الذي كان شيوعيونا الاوائل المتفرقون يرفعونه وهم يتنادون لتأسيس حزب واحد موحد لهم، والذي اختاروه اسما لهذا الحزب عندما اسسوه في النهاية يوم 31 آذار 1934. ثم مرت سنة قبل ان يغيروا ذلك الاسم «لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار» (الاستثمار بمعنى الاستغلال) الى «الحزب الشيوعي العراقي».
وفي المسيرة المديدة التي اجترحها الحزب منذ ذلك الحين، الحافلة بالآمال والآلام، بالانتصارات والانتكاسات، وقبل هذا وذاك بالتضحيات الغالية، كان طليعيا رائدا في الوطنية ومساهما اول في تأسيس مدرستها، التي ظلت حتى اليوم راسخة قوية رغم كل النكوص في الحياة السياسية العراقية في العقود الاخيرة.
كما كان وبقي طليعيا رائدا في اشاعة افكار وقيم التحديث والتنوير والتقدم الثقافي والاجتماعي، ومناهضة استغلال الانسان لاخيه الانسان، والدفاع عن الحقوق الانسانية والقومية، واحترام حقوق المرأة ومساواتها مع الرجل، والنضال لتحقيق العدالة الاجتماعية والاشتراكية. وكان ايضا وبقي طليعيا رائدا في جمع العراقيين على تباين وتنوع قومياتهم واديانهم ومذاهبهم وثقافاتهم وانتماءاتهم الجغرافية وغيرها، وضمهم في صفوفه متآخين متعاضدين، مجسدين العراق الواحد المنسجم المتطلع الى حياة ينعم فيها الجميع، مواطنين متساوين متكافئين، بالحرية والكرامة والاستقرار والسعادة.
لا نبالغ اذا قلنا ان هناك الكثير مما يدفعنا، نحن الشيوعيين العراقيين، الى استقبال آذار بابتهاج غامر، الى احياء ذكرى تأسيس حزبنا كل سنة في خضم ايامه الطيبة، والى الاحتفاء بالحزب وبمسيرته المجيدة حقا، لا سيما وقد انجزنا في الامس القريب عقد مؤتمره الوطني العاشر بنجاح مشهود، وخرجنا منه بحصيلة وزاد فكريين وسياسيين وتنظيميين تمس حاجتنا اليهما، وبمهمات كبيرة ينتظرنا النهوض بها في الشهور والسنين المقبلة، وصولا الى هدفنا المتجدد ابدا: خدمة الشعب والوطن.
وقد سرّنا في «طريق الشعب» ان نكون اول من دقّ جرس طلوع آذار العيد الثالث والثمانين. وكان ذلك في عدد جريدتنا الصادر الاربعاء الماضي، الاول من آذار، عندما استبدلنا في اعلى يمين صفحته الاولى لوغو الذكرى الثانية والثمانين لتأسيس الحزب باللوغو البصري الخاص بالذكرة الثالثة والثمانين.