اعمدة طريق الشعب

معهد الدراسات الموسيقية صرح ثقافي يبحث عن منقذ / عماد جاسم

أحد أهم الصروح الفنية , تأسس عام 1970 ليبدأ باستقطاب افضل الطاقات والمواهب في مجال العزف والتلحين والموسيقى التراثية . وبعد اعوام من افتتاحه اخذ بالتوسع ليكون رافدا رئيسيا للفرق الموسيقية اذ انه يعتبر من أكبر المعاهد العربية في مجال الموسيقى العربية , وقد منح شهادة الدبلوم على مدى العقود الماضية لاهم القامات العراقية في الموسيقى والغناء والعزف، ومنهم كاظم الساهر ونصير شمه ومحمد كمر وفريدة محمد علي وسالم عبد الكريم و حبيب ظاهر العباس وستار ناجي ( وهو مدير المعهد الان ) ومحمود انور واحمد نعمة وعدد كبير من مبدعي العراق المتوزعين في مدن العالم والذين يعتزون بذكرياتهم في معهد ضم تدريسيين من العيار الثقيل آنذاك ولا زالت صورهم تزين جدران البناية التراثية لهذا الصرح في بداية شارع الرشيد.. ومنهم المرحوم الموسوعي جلال الحنفي والموسيقار روحي الخماش وحسين الاعظمي ومنير بشير وعلي الامام .
يضم هذا المعهد العريق اقسام تدريس آلات العود والقانون والسنطور والجوزة والناي والكمان بالاضافة الى قسم البحوث الموسيقية . واغلب الطلبة المتخرجين يسلكون طريق الاحتراف وينقلون ارث بلادهم في مهرجانات دولية وعالمية.
وبالرغم من ان المعهد مازال يستقبل محبي الفن العراقي الموسيقي ويضم خيرة اساتذة الموسيقى التراثية الا ان هناك حاجة ضرورية وملحة لإعادة النظر في آليات القبول وفتح اقسام مسائية تلبية لرغبة المئات من عشاق الموسيقى الذين يتمنون تعلم العزف والغناء وهم بأعمار كبيرة نسبيا . حيث ينص النظام الداخلي للمعهد على قبول خريجي الشهادة المتوسطة في الاعوام الحالية في حين ان اغلب الاسماء الابداعية سلكت دروب الاحتراف والغناء بعد تخرجها من جامعات علمية وانسانية ومن ثم اتجهت لتعزيز موهبتها عبر الالتحاق بهذا المعهد .
ومن الجدير بالذكر ان اغلب معاهد الفن في العالم تركز وتعتمد على قبول كبار السن من المحبين لتعلم الموسيقى والفنون بكل انواعها , ومن الملفت للنظر ايضا غياب الاعلان والترويج من قبل وزارة الثقافة لهذا الصرح الابداعي حيث تجهل الكثير من العوائل طريقة التقديم بل يجهلون وجود معهد بهذه الاهمية يتوسط العاصمة في اجمل بنايات بغداد التراثية .
فحال الدخول اليها تصاب بالدهشة وانت تحدق في جدران حملت ذكريات الزمن الجميل ,تجملها صور الراحلين من قامات الغناء العراقي ممن تركوا ارثهم في بلاد الجمال والتمدن ,, قاعة جلال الحنفي تحاكي كل صباح ذلك الوهج وتلك الروح العراقية المتاخمة لضفاف دجلة وهو يتراقص مع انغام شباب المعهد الذين يتغنون بالعراق ويستذكرون القبانجي ويوسف عمر وناظم الغزالي وسليمة مراد . ولم يكتف المعهد اليوم بتخصص المقام العراقي باعتباره اهم المعاهد العربية بهذا الاطار, لكنه توسع للتعريف بالغناء والموسيقى الريفية والبدوية وبدا بتخريج مواهب غنائية شبابية اختطت لنفسها دروب ترسيخ الهوية العراقية عبر هذه الفنون ,,,
عاشقو التراث البغدادي , يرغبون ان تتعاضد جهود وزارة الثقافة مع شبكة الاعلام العراقي وباقي الوزارات ذات العلاقة لاستعادة الق الماضي الجميل والاهتمام بصرح ابداعيكهذا يساهم في تثبيت هويتنا الوطنية عبر الفن والجمال