ادب وفن

ملتقى جيكور يحتفي بعبد الكريم العبيدي

طريق الشعب
احتفى ملتقى جيكور الثقافي في البصرة، الخميس الماضي، بالروائي عبد الكريم العبيدي، وسط حضور ملفت اكتضت به قاعة الشهيد هندال جادر في مركز المحافظة.
أدار جلسة الاحتفاء الناقد مقداد مسعود، وافتتحها بالقول: "هذه الأمسية مكرسة للشخص والنص، لصديقنا الحميم الروائي عبد الكريم العبيدي، ولروايتيه المتألقتين "ضياع في حفر الباطن" و"الذباب والزمرد". ففي الروايتين، البصرة حاضرة بعذاباتها، وتجسيرها معبرا الى ذلك الضياع الرملي في حفر الباطن، وفي الذباب والزمرد يكون التبئير والمصيدة لعذابات البصرة وتمسيخها مسلخا للمزاج الثقافي ابان حكم الرعاع العسكر".
وكان أول المتحدثين في الجلسة الناقد عبد العزيز لازم الذي قال أن "الروائي المبدع العبيدي أدخل السرد في الصحافة، الى الحد الذي كان يُنشر فيه عموده الأدبي الساخر على صدر الصفحة الأولى في صحيفة "طريق الشعب"، ما يعني أن موهبته الإبداعية وثقافته الواسعة اخترقت مساحة السياسة عبر التقاطات مهمة لهموم الناس ومعاناتهم، بأسلوب أدبي تهكمي يذكرنا بروايتيه وعوالمهما الجميلة".
الناقد الاكاديمي د. سلمان الكاصد بيَّن أنه كتب دراسة ضافية عن رواية "الذباب والزمرد"، وسينشرها في مجلة أدبية محكمة لنيل درجة الأستاذية، معربا عن شعوره بالفخر للمشاركة في جلسة الاحتفاء والكتابة عن رواية وصفها بـ "المذهلة". ثم قرأ د. الكاصد مقاطع من دراسته التي نالت استحسان الحضور.
وجاء في شهادة الناقد حميد حسن جعفر، التي قرأها بالنيابة عنه الشاعر سالم محسن "ان شخصيات السرد في عالم العبيدي الروائي، لا يمكن ان تنتمي لسوى البصرة جغرافيا وتاريخيا، انها خصوصيات المكان (البصرة/ الحلم) التي لا ينتجها الا شاغلو المكان أنفسهم".
ورحب الشاعر الكبير كاظم الحجاج بالمحتفى به في شهادة قصيرة قائلا: "أرحب بصديقي عبد الكريم العبيدي في البصرة، وأصفه بالشهيد الناجي من ويلات الحروب، لقد قرأت رواياته قبل أن أعرفه، كما قرأت روايات نصيف فلك، وآخرين، وغالبا ما أصف هؤلاء بالشهداء الناجين!".
وقال الناقد والروائي باسم سليمان في شهادته التي قرأها بالنيابة عنه الكاتب صبيح عمر: "عبد الكريم العبيدي يرفع بسرده بصمات حقبة زمانية امتدت طويلاً في العراق, ويكتب بحس عالٍ من المسؤولية والحساسية الوطنية, بلغة لاذعة صريحة وواضحة لا نرجسية فيها ولا أوهام".
فيما قال الروائي جابر خليفة جابر: "سرد مدهش وشعرية عالية، شحنات شعر رائعة لونت الروايات وأحداثها وشخصياتها ببراعة، سارد مهم اسمه عبد الكريم العبيدي، كانت دواله ترقص فعلا، لا تمشي بل ترقص".
وقال الشاعر عبد السادة البصري في شهادته: "منح الروائي العبيدي في روايتيه، أهمية كبيرة للمثقف العراقي وبالتحديد "العضوي"، إذ تجد في روايتيه السياسي، والمثقف، والعاطل عن العمل، والشاعر، والعازف، وهم رفاق درب واحد، والكل يعيش حياة بوهيمية".