ادب وفن

الملحن مفيد الناصح: انهم يعتاشون على تحوير السرقات! / حاوره: كاظم السيد علي

مفيد الناصح.. من الفنانين البارزين بقدراته الفنية الرائعة التي استوحاها من خلال موهبته الفنية، ويعد الناصح أحد الأعمدة التي ترتكز اليها الغنائية العراقية، وهذا ما استمتعنا به من ألحانه الرائعة مثل.. "يل جمالك سومري"، التي غناها فاضل عواد، و"بحر عينك" لفؤاد سالم.
التقينا به في حوار سلطنا الضوء فيه على جوانب عديدة من حياته الفنية.. سألناه أولا:
لكل فنان بداية، كيف تبلورت بدايتك الفنية؟
- وجدت نفسي داخل أسرة يعزف أفرادها على بعض الآلات الموسيقية، أسرة محبة للفن، ومن سنين مبكرة بدأت أعزف وتميزت نوعا ما عن الأسرة بأكثر جدية وشمولية للفن..
من كان السبب في ولوجك هذا العالم؟
- السبب في دخولي الى عالم الفن هو تميز هذا العالم آنذاك بكبار الموسيقيين وفنونهم الرائعة من عبد الوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ ........الخ
لو عدنا الى البداية، من أي أغنية بدأت؟
- بدأت أعزف مبكرا جدا، وألحن من سن "15" سنة، ولكن أول أغنية سجلتها للإذاعة كانت في العام 1972 وهي "شوق الغريب" لفنان الشعب الراحل فؤاد سالم، من كلمات محمد حسين العبودي.
شخصيات موسيقية أثرت في حياتك عربيا؟
- طبعا عبدالوهاب وأم كلثوم وفريد وحليم والسنباطي وبليغ حمدي، ومن الجزائر الحاج عنقة والحراشي، ومن تونس بو شناق، ومن المغرب عبد الوهاب الدوكالي وغيرهم، من فنانينا في الخليج عوض دوخي وسعود الراشد وغيرهم.
وعراقيا؟
- كنت أستمع الى سليمة مراد وجيلها، ومن المرحلة الخمسينية والستينية عباس جميل ورضا علي ومائدة نزهت وأحمد الخليل وغيرهم.
وكيف ترى التأليف الموسيقي الآن؟
- التأليف الموسيقي بدأ يختفي من الموسيقى العربية واقتصر على كوبريسات العود والسكوينسرات، أما كتنفيذ فرقة كما في الزمن الجميل فقد اختفى، وهو الأنجع والأجمل، لأن فيه يذهب المؤلف الموسيقي بمخيلته دون النص الذي يتحدد به، ولهذا نرى الموسيقار الراحل عبد الوهاب ألف أكثر من 60 مقطوعة موسيقية جميلة للغاية، وفيها براعة في التأليف والانتقالات الذكية وغير الرتيبة.
جيلنا يختلف، فنحن حفظنا وعزفنا كل القطع الموسيقية والأغاني العربية، مئات الأعمال ان لم تكن آلاف، وتخلدت بالذاكرة، مما زاد من قوة العزف والتأليف. أما الآن فغالبية الملحنين يولدون ملحنين بفلوسهم وبإعلامهم، ولهذا قليل منهم من يستطيع أن يقدم أعماله على العود، كي لا يظهر الضعف في التأليف والعزف، لأن هذه المؤلفات الحديثة يرفع منها حتى النشاز من خلال برامج تسجيلية.
كيف تقيمون جيلكم؟
- كان جيلا مميزا بنوعية انتاجه، والآن ينتظر رصاصة الرحمة.
 ما تقييمكم للملحنين الشباب؟
- أكيد توجد قابليات لحنية شابة، الا انها تعتمد على التكنولوجيا الحديثة أكثر من بناء اللحن نفسه. ولهذا معظمهم يخاف أن يقدم أغانيه منفردة على العود سبب ضعف المادة المقدمة، وصعوبة العزف على العود.
وهل يمثلون امتدادا لتجاربكم؟
- الجدد؟ البعض منهم يعتاش على تحوير السرقات.. وهم ليسوا بامتداد لنا اطلاقا.
 أبرز الأغاني التي تعتز بها ورسمت لك علامة بارزة في مسيرتك الفنية؟
- أغنية "يل جمالك سومري" لفاضل عواد، كلمات حسن الخزاعي، و"بحر عينك" لفؤاد سالم، كلمات طاهر سلمان.
 كملحن.. كيف تنظر الى واقع الحركة الغنائية في البلد، وهل استطاعت بنظرك أن تجد الآن أرضيتها الخاصة بها؟
- لم تستطع الأغنية العراقية الحديثة أن تبني أساسا يقتدى به، وأصبحت أكثر محلية والدليل انهم لا يختارون حتى أغنية واحدة من الجديد العراقي الغنائي، لا في برنامج محبوب العرب، أو "ذي فويس"، لأنها لا تعدو كونها أكثر من محلية ووقتية جدا، وليست مبنية على أساس لحني متين.
اذن ماذا يجب أن تكون عليه الأغنية اليوم؟
- قبل أن نقول ماذا يجب أن تكون الأغنية؟ يجب وضع خطة غنائية من قبل وزارة الثقافة، أو من ناس مهنيين ويشرفون ويدعمون، وان ترجع الاذاعة والتلفزيون والجهات المنتجة.
هل قدمت أغنية بصوتك؟
- نعم قدمت، بالرغم من ان صوتي ليس غنائيا، لكن "الحاجة ام الاختراع".
ماذا عن جديدك؟
- جديدي هو ارشيفي الجديد الذي تجاوز الـ 200 عمل، وهو موجود تحت اسمي، في الغوغل واليوتيوب. بعض منه منفذ، والبعض الآخر على العود والايقاع جاهز للتنفيذ.