- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأحد, 13 أيلول/سبتمبر 2015 20:15

العتاك وشلش وحبزبوز، هي أبرز الأعمال الكوميدية التي كتبها وأخذت مساحة واسعة من المشاهدة. محمد خماس كاتب السيناريو، يصف تجربته بتحويل الشخصيات الواقعية الى أعمال كوميدية كارتونية بأنها طرح رؤية جديدة ومغايرة، ويعتقد ان واقع الدراما العراقية يشهد أزمة في كتّاب السيناريو، وحتى الأسماء الموجودة على الساحة لا توازي حجم الحركة الفنية العراقية إذا ما قارنا عددهم بالمخرجين على سبيل المثال. سألناه أولا:
لماذا ابتعدت عن الاعلام واتجهت نحو فن كتابة السيناريو؟.. حدثنا عن بداياتك مع الكتابة، وماذا أضافت لك دراسة الاعلام؟
- هو ليس ابتعادا، بل كان خوضا في تجربة جديدة جاءت بعد فترة من العمل الصحفي كمحرر صحفي بعدها اتجهت للعمل في قناة العراقية عام 2004 كمعد برامج تلفزونية وقمت باعداد وكتابة ما يقارب من "8" برامج، ومن هنا بدأت أقترب من فن كتابة السيناريو إلى ان جاءت التجربة الأولى لكتابة عمل كوميدي في 30 حلقة عرض من على شاشة السومرية من بطولة ناهي مهدي وفضلي الجبوري.
فيما يخص دراستي للإعلام وعلى الرغم من انني بدأت العمل الصحفي في العام 2000 اي قبل دخولي كلية الاعلام بسنة إلا ان الدراسة في كلية الاعلام أغنت تجربتي الصحفية و أضافت لي الكثير من المعرفة وساهمت في صقل موهبتي في كتابة السناريو اكاديميا حيث تتلمذت على يد الدكتور عبد الباسط السلمان الذي كان يُحاضر في مادة السيناريو وله يعود الفضل في ان أعشق هذه المهنة.
ما الذي دعاك ان تؤلف أعمالا كارتونية لشخصيات واقعية، وهل تحسب أعمالك سباقة بهكذا طرح؟
- علي ان أسجل هنا ان فكرة استخدام شخصيات واقعية في الكارتون هي من ابتكار المخرج مهند ابو خمرة، فهو الذي دعاني إلى أن أتناول هكذا شخصيات وقمنا بإنتاج اول عمل كارتوني "العتاك"، وكانت فكرة جديدة وسابقة في فن الكوميديا العراقية كونها تجربة كارتونية موجهة للكبار، وأيضا تتناول شخصيات معروفة في الشارع العراقي لكن بطرح جديد ورؤية مغايرة، يسعدني ان تجربتي في كتابة الكارتون ذاع صيتها ولاقت استحسان الشارع العراقي
كثر الحديث عن علاقة عمل شلش في حي التنك بشخصية الكاتب المعروف شلش العراقي .. هل من علاقة بين الشخصيتين؟ وهل فعلا قمت بتحويل مقالات الكاتب الى حلقات كوميدية؟
- فيما يخص عمل شلش من حي التنك وعلاقته بشلش العراقي، أوضحت أكثر من مرة ان شخصية شلش من حي التنك هي ليس بالضرورة شخصية شلش العراقي وان كان المخرج مهند ابو خمرة قد طرح هذه الفكرة قبل ان اشرع بالكتابة لكني وجدت ان ابتكار عمل كارتوني عن حي عشوائي بشخصيات من وحي الخيال سيلاقي نصيبه من النجاح، أنا من متابعي الكاتب شلش العراقي، والمفروض اننا ننتمي لنفس البيئة التي تناولها هو في مقالاته، لكن بعد قراءتي لمقالاته مرة أخرى بهدف تحويلها إلى سيناريو وجدت ان العمل سوف يكون ذا طابع سياسي ساخر ومباشر ولم يكن في نيتي ولا في نية المخرج مهند ابو خمرة انتاج عمل سياسي خصوصا ان هذا العمل قد اتى بعد كارتون الريس الذي كان ذا طابع سياسي، لذلك قمت باستعارة بعض اسماء الشخصيات التي وردت في شلش ومنها شلش ودعبول وخنجر، وقمت بكتابة 29 حلقة من وحي خيالي وفقط تم تحويل حلقة واحدة من مقالات شلش العراقي وهي حلقة "كوكل ايرث" وقد تمت الاشارة في مقدمة الحلقة ان هذه الحلقة مأخوذة من مقال الكاتب شلش العراقي بالاسم نفسه .
هل لدينا أزمة كتاب سيناريو؟ وكيف رأيت الأعمال الرمضانية التي عرضت هذا الموسم؟
نعم لدينا أزمة كتاب سيناريو، فالأسماء الموجودة على الساحة لا توازي حجم الحركة الفنية العراقية إذا ما قارنا عدد الكتاب بالمخرجين على سبيل المثال لكن اعتقد ان هذا الموضوع إلى زوال وان اسماء جديدة بدأت تعلن عن نفسها وان السنوات القليلة القادمة سوف لا نتحدث عن ازمة في عدد الكتاب وسوف يكون التنافس في تقديم الجديد والمميز رافدا لولادة اعمال جديدة . فيما يخص الأعمال الرمضانية هذا الموسم سوف اتحدث فقط عن الاعمال الكوميدية لأنني لم اتابع بعد الاعمال الدرامية ، للأسف رأيت تراجعا عن الموسم السابق او المواسم السابقة في سلة الاعمال الكوميدية التي عرضت في شهر رمضان واعتقد ان العلة كانت في السيناريوهات التي قدمت وكثير من الاعمال تعكزت على امكانيات نجوم الكوميديا.
هل يشكل البعد عائقا امام الكاتب خصوصا اذا كان مهتما بكتابة قضايا البلد وهو بعيدا عنه؟
- البعد لا يكون عائقا امام الكاتب فيما لو كان الكاتب متواصلا مع ما يجري في بلده ويتابع الأحداث واخبار الناس وتفاصيل الحياة اليومية وهذا الشيء اصبح ممكنا بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي التي اختصرت الكثير من المسافات، تخيل لو اننا نعيش في التسعينات او مطلع الالفية الثانية كان من الصعب عليّ ان أكتب العتاك بجزأين او حبزبوز وانا في السويد مثلا.
أقدمت على تجربة انتاج اعمال قصصية للأطفال في اوربا من اصول عربية، اين تكمن اهمية هذه الخطوة؟ وهل ثمة اعمال اخرى للجالية؟
- تعثر المشروع قليلا بسبب قلة دور النشر المتحمسة للفكرة هنا في السويد لكن حديثا اهتديت لدار نشر عربية في السويد وبدأت الاتصال بدار المنى وهي دار رائدة في ترجمة أدب الطفل السويدي الى العربية وساهمت في نشر بعض الاعمال القصصية بالعربية، لكن الموضوع يسير ببطء بسبب عدم تفرغي للمشروع بشكل كبير ودائما ما اعطي الأولية لكتابة أعمال تلفزيونية التي تأخذ الكثير من وقتي وتتطلب السفر ايضا، لكني اعتقد ان المشروع سيرى النور مطلع العام المقبل ان سارت الامور بشكل جيد.
كيف تقيم واقع الكوميديا الان بالعراق، وماذا ينقصها لتكون بمستويات أكبر؟
- ربما اجبت ضمنا على واقع الكوميديا في العراق حينما تحدثت عن مستوى الأعمال هذا الموسم، ما نحتاجه دائما في الكوميديا هو النص الجيد والفكرة المميزة، لدينا نجوم كبار ومخرجون "حشاشة" لكن يمكن ان ألخص مشكلة الكوميديا العراقية بعنصرين في غاية الاهمية، الاول هو السيناريو والآخر الانتاج، نحن بحاجة ايضا إلى منتجين محترفين يدركون ان الانتاج ليس فقط رأس مال، بل هو فن وفكر أيضا، نحن بحاجة إلى البحث الدائم على وجوه وطاقات كوميدية جديدة تغني الساحة الكوميدية وهذه مهمة تقع على عاتق صناع الكوميديا من كتاب ومخرجين ومنتجين.