ادب وفن

الى أين..؟ / علي أبو عراق

الى الراحل زهير الدجيلي ..
الصديق والشاعر والصحفي والإنسان
إلى أين ستؤوب طيورك
يا زهير ..
بعد كل هذا الخراب
بعد أن احترقت الغابة
وانتشر الصيادون
على سطوح وطنك
يترصدون ببنادقهم حتى الهوام
إلى أين يا زهير..
بعد أن اتسعت منافيك
و سكتت أغانيك
وكبرت دهشتك
وأكتسح الصمت روحك اللدنة
هل ترسل نظراتك
إلى بيت أمك القديم..؟
او الى هوى الناس ..؟
أو الى سجن السلمان...؟
الذي عرشت على نوافذه بواكير أحلامك
تغني عن "فشلة الملهوف" منذ 50 عاما
وتتحدث كالمأخوذ عن محطات
تقلب فيها عمرك كالسياخ على الجمر
دون أن تؤويه محطة
أو يرحمه عواء القطارات
ووجع المودعين
ها أنت هجعت اخيرا ..
هجعت قسرا ..
وقبل أن تستكمل أطفال أمانيك
في مقبرة صحراوية غريبة
هناك في "صليبيخات" بين كثبان الرمال
ووحشة القطار
وأنت ..ابن الانهار والظلال والكراكي
وحقول الحنطة السمراء
دجيلك ينتحب.. ويتلوى كالمسموم
انتظرك طويلا
دون أن تأتي يا صديقي
لقد ظل الوطن طريقه إليك
على الرغم من كونك
لم تظل الطريق إليه
بل كان "دلاعة" على قلبك..