مدارات

د.عامر حسن فياض في ندوة عن ملامح الدولة المدنية

بغداد – طريق الشعب
وسط حشد من الناشطين المدنيين والسياسيين، والمثقفين، والمواطنين الآخرين، اقامت اللجنة التنسيقية للتيار الديمقراطي في الرصافة الاولى، السبت الماضي، على قاعة جمعية المهندسين في بغداد، ندوة بعنوان "العراق.. من كيان سياسي إلى دولة مدنية"، قدمها د.عامر حسن فياض، عميد كلية العلوم السياسية في جامعة النهرين، وأدارها مسؤول اللجنة التنسيقية للتيار عبد الستار ربيع.
تحدث المحاضر عن ملامح الدولة المدنية، مشيرا إلى دور الفرد في بناء هذه الدولة، وإلى النظام السياسي فيها، الذي يقع على عاتقه احترام إنسانية الإنسان، وتحقيق حريته وكرامته بغض النظر عما يحمله وما يتبناه من عقائد وأفكار وتوجهات سياسية أو دينية.
وأوضح المحاضر ان الدولة المدنية تقوم على احد المرتكزات المهمة، ألا وهو "العلمانية"، مبينا ان هذا المصطلح لا يعني عزل رجال الدين عن العمل السياسي, بل انه من حق كل المواطنين بمن فيهم رجال الدين المشاركة السياسية الفاعلة في تقرير مصير الدولة وتوجهاتها السياسية, ولكن بشرط احترام قاعدة (عدم التداخل الوظيفي), بمعنى ان وظيفة رجل الدين كداعية، يجب ان تقف عند حدود دور العبادة ومجالس الوعظ الديني، لا ان تمتد إلى مؤسسات الدولة المهمة، كالبرلمان او الوزارات وغيرها، ذلك لأن تداخل الوظائف يؤدي بالنتيجة إلى تعطيلها.
وفي فضاء مفعم بالحوارات والمداخلات الجادة تحدث، الناشط السياسي جاسم الحلفي، عن الديمقراطية، التي هي أحد المرتكزات الرئيسة في الدولة المدنية، والتي تعني المشاركة الواسعة للمواطنين في تحديد شكل السلطة السياسية التي تحكمهم.
وتحدث المحاضر عن ثقافة التسامح واحترام الحقوق، مبينا ان السياسة قد تتحول في معترك صراع الإرادات، إلى حقل للنجاسة، باعتبارها صراعا على المصالح الدنيوية، والتي لا نريد للدين أن يتلوث بها. مؤكدا في الوقت ذاته، انه على المدنيين والديمقراطيين أن يرسخوا شعاري "لا ديمقراطية بلا ديمقراطيين" و"لا مدنية بلا مدنيين".
وتحدث بعد ذلك كل من الناشطة شروق العبايجي، والقيادي في الحزب الشيوعي العراقي د.حسان عاكف، عن العناصر المهمة في خارطة الطريق، التي استندت إلى عنصري تشخيص المشكلات، والعمل على إيجاد الحلول لها، لتخطي المحنة التاريخية التي يعيشها الشعب العراقي، والكامنة في عوامل ضعف بناء الدولة والمؤسسات والمجتمع.
وفي مداخلته عبر السيد كامل مدحت، وهو احد اعضاء اللجنة التنسيقية للتيار الديمقراطي، عن حزنه العميق لما يراه من حالة يأس وقنوط تتلبس الكثير من افراد المجتمع، بمن فيهم بعض الاكاديميين واساتذة الجامعات من الاوضاع الشاذة والمؤلمة التي يمر بها الوطن والشعب، ما يستدعي العمل الجاد من جانب التيار الديمقراطي، وقواه السياسية الوطنية، على بث الحياة من جديد في مفاصل المجتمع، وحث الناس على المشاركة في الانتخابات المقبلة، وانتخاب الاصلح.