مدارات

اليونسكو تعرب عن قلقها البالغ حول انتهاك الحريات الاكاديمية في العراق

بيان من السيد أكسل بلاث، ممثل اليونسكو في العراق

وردت موخراً الى منظمة اليونسكو، مكتب العراق، تقارير مثيرة للقلق تفيد بحدوث انتهاكات للحريات الاكاديمية في بعض الجامعات العراقية لاسيما في كل من جامعة الموصل وجامعة تكريت وجامعة الانبار في الرمادي وجامعة ديالى في بعقوبة.

تشير هذه التقارير إلى أن الأساتذة والطلاب والباحثين في تلك الجامعات يتعرضون إلى ضغوط متزايدة خاصة فيما يتعلق بالبرامج الدراسية لكليات القانون والعلوم الدينية والعلوم الطبيعية والتربية والفنون الجميلة، إضافةً الى الترويج إلى عدم تطبيق التعليم المختلط في الجامعات.

إن التعليم العالي والبحث العلمي لهما دور فعّال في مواصلة التقدم ونقل المعارف، وهما يشكلان ثروة ثقافية وعلمية تعد ذخراً غنياً للعراق، لذلك لا يجوز أن يصبحا هدفا لضغوط ايدولوجية لبعض الجماعات المتطرفة.

من الضروري حماية مبدأ الحريات الاكاديمية بكل دقة وامانة، كما انه من حق التدريسيين الاكاديميين أن يتمتعوا بحرياتهم الاكاديمية، فلا تجوز ممارسة أي شكل من أشكال التمييز في نظام التعليم في العراق، بما في ذلك التمييز بين النساء والرجال سواء كانوا من الأساتذة أو الموظفين أو الطلبة.

يجب أيضا الحفاظ على المكانة الرصينة لمؤسسات التعليم العالي العراقية باستدامة دورها كمنبراً لنشر السلام والحريات وممارسة حرية النقد والتعلم وتقديم الخدمات للمجتمع وضمان توفير فرص متكافئة للإناث والذكور.

تحث منظمة اليونسكو بشدة على ضرورة الالتزام بنصوص التوصيات الصادرة عنها في العام 1997 والمتعلقة بحقوق كوادر الهيئات التدريسية، والتي تشكل معيارا دوليا معمول به في كافة مؤسسات التعليم العالي الوطنية والدولية.

حسب بنود هذه التوصيات، تتمتع كوادر الهيئات التدريسية من الاكاديميين بكامل حقوقها في ممارسة وظائفها النبيلة في التدريس من دون أي شكل من أشكال التمييز وبعيداً عن أي خوف من الاضطهاد من قبل الدولة أو أي جهة أخرى، فلا يجوز الضغط على الكوادر التدريسية في الكليات والجامعات للقيام بالتعليم بشكل يتعارض مع قناعاتهم ومعارفهم ونزاهتهم الاكاديمية أو الضغط عليهم أيضاً لاعتماد برامج دراسية وطرائق تعليم تتناقض مع معايير حقوق الانسان المعمول بها وطنيا ودوليا.