مدارات

ملتقى حزب اليسار الاوربي في 2014 ينهي اعماله

رشيد غويلب

تحت شعار"انهضوا متضامنين من اجل السلام" ، وفي الفترة 23- 27 تموز الماضي، شارك 300 شخصية، يمثلون 32 بلدا، وعدد كبير من الزوار اليوميين، في الدورة التاسعة من ملتقى حزب اليسار الاوربي.
ويعد الملتقى المسمى بـ"الجامعة الصيفية لحزب اليسار"، اهم لقاء للشبكات السياسية والاجتماعية، وتزداد اهميتها مع تنامي دور حزب اليسار الاوربي على صعيد القارة. وهناك القليل من الفرص المماثلة التي يلتقي فيها مسؤولون من الأحزاب الأعضاء في حزب اليسار الاوربي فيما بينهم، أو مع أعضاء ونشطاء من الاحزاب والمنظمات القريبة من الحزب لتبادل وجهات النظر في أجواء مفتوحة. فخمسة ايام في ضيافة هدوء وجمال الطبيعة لمنطقة Werbellinsee القريبة من العاصمة الالمانية برلين، كان وقتا مستقطعاً لتبادل التحليلات، والمناقشات، وخطط العمل.
وحظيت التطورات في اوكرانيا، وموضوع مشاركة احزاب اليسار في التحالفات الحاكمة، باهتمام خاص. ومثلت فعاليات "الشبكة النسوية" للحزب اضافة مرحب بها. والى جانب فعاليات برنامج الملتقى، شهدت ايامها سلسلة من لقاءات التعاون، وكان المثل الابرز لها لقاء المنظمات الشبابية والطلابية القريبة من الاحزاب العاملة في حزب اليسار الاوربي.
وكانت المناقشة المفتوحة التي ادارها السكرتير الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي، ورئيس حزب اليسار الاوربي "بيير لوران" الفعالية الاهم، ومثلت في الوقت نفسه،
نقطة انطلاق برنامجية للعمل المستقبلي لحزب اليسار الاوربي، والأحزاب العاملة فيه. وتناول لوران التطورات السياسية المركزية، والتحديات القائمة بعد انتخابات البرلمان الاوربي الاخيرة، وذكر الزعيم الشيوعي بان مؤسسات الاتحاد الأوروبي فقدت مصداقيتها لدى الكثيربن، وخصوصا قدرة هذه المؤسسات على ايجاد مخرج من الازمة. وعند تقيمه العام لنتائج الانتخابات، شدد لوران على ان عدم ثقة الجمهور تشكل ارض خصبة للصعود الخطر لاحزاب اليمين المتطرف والشعبوي، التي يمكن اعاقة صعودها، او على الاقل احتواؤه، عندما تكون قوى اليسار قوية، ومقنعة في المناقشات الاجتماعية، للفوز بالهيمنة السياسة والثقافية. وان اختيار اكسيس تسبراس مرشح لمنصب رئيس المفوضية الاوربية، وحملته الانتخابية الناجحة ساعدت على تجميع قوى اليسار الاوربي. وتتوجه الآن العديد من الاحزاب والحركات اليسارية نحو الحزب بهدف التنسيق المشترك، وهذا ما تعكسه مشاركة احزاب يسارية من سلوفينا و ايرلندا، رغم عدم انضمامها الى حزب اليسار الاوربي.
ومن النتائج السياسية للانتخابات: تحول الحزب الى لاعب مرئي في الساحة الاوربية. وأوضح لوران، ان مهمة قوى اليسار تتمثل في احترام التعدد داخلها من جهة، والعمل على تجميعها وتكاملها من جهة اخرى. ولتحقيق ذلك، اقترح 5 محاور لربط نشاطات احزاب اليسار المختلفة:
1 - النضال في عموم القارة ضد سياسات التقشف
2- النضال ضد اتفاقية التجارة الحرة بين اوربا والولايات المتحدة وكندا، وجميع اتفاقيات التجارة الحرة.
3- النضال من اجل الديمقراطية، وضد الهياكل غير الديمقراطية المتزايدة في الاتحاد الاوربي. ويشمل هذا الدفاع عن حقوق وحريات المواطنين والمهاجرين، ومواجهة قوى االيمين المتطرفة والشعبوية.
4 - تصعيد النضال من اجل السلام، وضد التسلح، بما في ذلك التعبئة ضد قمة الناتو المقبلة في ويلز.
5 - تشكيل "منتدى البدائل" في ايار 2015 في فرنسا، لتجميع احزاب وحركات اليسار، بما في ذلك النقابات، والقوى التي تعمل خارج حزب اليسار الاوربي.
وشمل برنامج الملتقى العديد من ورشات العمل وطاولات الحوار لتعميق التشبيك بين المنظمات المشاركة. وتحت عنوان "اصلاح الاقتصاد" جرت مناقشات تداعيات الازمة على بلدان متعددة، والنضال ضد ظروف الحياة غير المستقرة، والديمقراطية الاقتصادية، والتنسيق بين الاحزاب والحركات والنقابات. وكان مهما بالنسبة للأكثرية ترسيخ دور احزاب اليسار كجزء من الحركات العامة، وتفعيل ذلك من خلال الحملات المشتركة مثل حملة "المبادرة الشعبية" ضد اتفاقية التجارة الحرة. ولاهمية التطورات الجارية في اوكرانيا تمت دعوة شخصيات اوكرانية، واخرى من بلدان شرق اوربا. وكان للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة حضور قوي في المناقشات. وصدر عن الملتقى بيان ضد الحرب في اوكرانيا وغزة، وضد خطط الناتو لتطوير ماكنته الحربية. واختتمت فعاليا الجامعة الصيفية بحفل موسيقي.. وأكدت ايام الملتقى اهمية دور اليسار في تحقيق التغيير المنشود في اوربا.