مدارات

تركيا.. أردوغان يحسم الصراع في الجولة الاولى

رشيدغويلب

تمخضت نتائج انتخابات الرئاسية التركية التي جرت أول امس الاحد عن فوز رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بـ 52.2 بالمئة من مجموع الاصوات، وذلك بعد الانتهاء من فرز 98 بالمائة من الأصوات. ما يعني انتفاء الحاجة الى الذهاب الى جولة انتخابات ثانية.
وبحسب النتائج التي اذاعتها شبكات التلفزيون التركية، حصل المرشح الثاني اكمل الدين احسان اوغلو على 38 بالمائة من الأصوات بينما لم يحصل المرشح الثالث صلاح الدين دميرطاش الا على 9 بالمائة. وكانت عملية التصويت قد انتهت في الساعة الخامسة عصرا بتوقيت بغداد.
وشارك نحو 53 مليون ناخب تركي توجهوا إلى مراكز الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد خلفا للرئيس الحالي عبد الله غول. ولأول مرة يسمح لـ 2.8 مليون ناخب في الخارج المشاركة في التصويت، شارك منهم 8.3 في المائة فقط في عملية الاقتراع. وهذه المرة الأولى التي يختار الناخبون الأتراك رئيسا للجمهورية في انتخابات عامة مباشرة، بعدما كان البرلمان التركي يتولى انتخاب رئيس البلاد، وجاء هذا التغيير بموجب الاستفتاء العام الذي أجرته حكومة اردوغان في عام 2007.
وتنافس في الانتخابات، رئيس الوزراء التركي الحالي، رجب طيب أردوغان، ومرشح حزبي المعارضة التقليدية الرئيسيين في البرلمان، وهما حزب الشعب الجمهوري (الوسط ) وحزب الحركة الوطنية(يمين متطرف)، وشغل اوغلوا منصب الامين العام لمنظمة الدول الاسلامية في وقت سابق ، بالإضافة صلاح الدين دميرطاش مرشح حزب الشعب الديمقراطي، الذي يلعب فيه انصار حزب العمال الكردستاني المعارض دورا محوريا الى جانب شخصيات من اليسار التركي.
وكان من المتوقع أن يفوز أردوغان، الذي يشغل منصب رئيس الوزراء منذ عام 2003 ، وهو زعيم حزب العدالة والتنمية الاسلامي، الذي حاول ان يطرح نموذجا "معتدلا" للإسلام السياسي، إلا أن السياسات الاقتصادية التي اتبعها، وتضييقه على الحريات الديمقراطية، ومحاولاته المستمرة لقضم علمانية الدولة، فضحت الطابع الحقيقي للنموذج الذي يقوده، ولهذا واجهت حكومته حركة احتجاجية واسعة شكلت تحديا جديا لنظامه.
ويحرم النظام الداخلي لحزب العدالة والتنمية استمرار اردوغان في رئاسة الوزراء في دورة رابعة. ويأتي فوز اردوغان في انتخابات رئاسة الجمهورية ليجعله أكثر من أي سياسي آخر قاد البلاد بعد مؤسس الدولة العلمانية مصطفى كمال أتاتورك، الذي أسس تركيا في عشرينات القرن الفائت على أنقاض الإمبراطورية العثمانية. ويخشى مراقبون ان يعمد الرئيس الجديد الى توسيع صلاحيات رئيس الجمهورية في خطوة اولى لتحويل النظام السياسي في تركيا الى نظام رئاسي، بعد اجراء التعديل الدستوري المطلوب، ما يعني عمليا استمرار وتوسيع عملية اسلمة الدولة التركية على طريق الغاء طابعها العلماني، او تحويله الى اطار شكلي. وسيباشر اردوغان مهامه كرئيس للبلاد في الثامن والعشرين من آب الحالي. على ان يتخلى قبلها من رئاسة حزب العدالة والتنمية الحاكم.
واتهمت المعارضة أردوغان باستخدام موارد الدولة خلال الحملة الانتخابية. وتوظيف وسائل اعلام الدولة فيها على حساب منافسيه. و اكد مرشح المعارضة الرئيسي تحسين أوغلو على ان الحملة الانتخابية جرت في ظل ظروف غير عادلة وغير متكافئة.