مدارات

تحرير كوباني بعد أكثر من مئة يوم من الصمود

كوباني- متابعة طريق الشعب
قال الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا، ريدور خليل، إن المعارك ضد داعش مازالت مستمرة في ريف مدينة كوباني بعد سيطرة القوات الكردية على مركز المدينة وبعض القرى في الأطراف وطرد عناصر تنظيم داعش منها بشكل كامل، فيما قالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إنه من المبكر الجزم بطرد مسلحي داعش بشكل نهائي من مدينة كوباني، ورفضت إعلان انتهاء "معركة كوباني" وحسم طرد داعش من المدينة.
تحرير المدينة.. ويبقى الريف
وكشف خليل أن "الاشتباكات مع التنظيم المتطرف تتركز الآن في ريف المدينة على الجبهات الثلاث الشرقية والغربية والجنوبية".
وفيما يخص قوات داعش المتبقية في كوباني قال إن "هناك انهيارا في صفوف مقاتلي التنظيم وفي منظومتهم القتالية، وقد انحصروا في ريف كوباني مع عتادهم، حيث ما يزال ريف المدينة في قبضتهم حتى الآن".
وأضاف أن "ريف مدينة كوباني واسع وتتخلله طرق رئيسية تربطه بمدينة إعزاز من الغرب ومنطقة قره قوزاق والرقة من الجنوب، ومدينة تل أبيض من الشرق"، مرجحا أن يسلك مقاتلو التنظيم تلك الطرق بعد أن ينسحبوا بالكامل من ريف كوباني.
ولم يستبعد خليل أن يلجأ داعش لتكتيكاته المعروفة بشكل عام عندما يتم تطويقه، وذلك بتنفيذ عمليات انتحارية فردية أو استخدام عربات مفخخة.
وقال إن "وحدات حماية الشعب الكردي تعتزم عقد مؤتمر صحافي غدا في كوباني بمشاركة "الإدارة الذاتية الديمقراطية".
من جهة أخرى، أشاد خليل بدور التحالف في المعارك الأخيرة في كوباني، قائلا إنه "كان دورا إيجابيا ومساعدا من خلال القصف الجوي"، لكنه أكد أن الدور الرئيسي كان للقوات الكردية الموجودة على الأرض".
وحول الخطوات القادمة بعد التحرير شبه الكامل لكوباني، أشار الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الكردي إلى أن "القوات الكردية مستمرة في حملتها لتحرير ريف كوباني من داعش، فضلا عن بدءها عمليات تمشيط للمدينة من الألغام ومخلفات الحرب، فيما ستتولى الإدارة المدنية مسألة إعادة النازحين إلى مناطقهم".
احتفالات بالانتصار
وفي المناطق ذات الغالبية الكردية في سوريا، نزلت الحشود إلى الشوارع، وكان البعض يرقص أو يغني أو يطلق النار في الهواء ابتهاجا.
وأكد مسؤول من حكومة إقليم كردستان طرد عناصر تنظيم الدولة "داعش" من مدينة كوباني، على الحدود السورية التركية.
وبعد إعلان التحرير من عناصر داعش بالكامل، بدأ المقاتلون الأكراد في كوباني بالاحتفال في المدينة ورفعوا الأعلام الكردية عليها.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، نقلاً عن مقاتلين أكراد أن عناصر وحدات حماية الشعب يتقدمون بحذر في المناطق التي دخلوها، إذ إن مسلحي داعش زرعوا عشرات الألغام قبل فرارهم، كما حفروا أنفاقاً قد تكون ملجأ لمجموعات سرية منهم مستقبلاً.
وقال مسلحون أكراد أن عناصر داعش "فروا" من المدينة تاركين وراءهم كامل عتادهم وأسلحتهم الخفيفة والثقيلة.
وحصلت القوات الكردية على دعم من الضربات الجوية شبه اليومية بقيادة الولايات المتحدة على المنطقة المحيطة بالمدينة التي تعرف بالعربية باسم عين العرب ومن قوات البيشمركة الكردية العراقية.
وبدأ تنظيم "الدولة الإسلامية" هجومه على عين العرب في 16 أيلول وسيطر على مساحة واسعة من القرى والبلدات في محيطها، قبل أن يدخل المدينة في الثالث من تشرين الأول ، وكادت المدينة ان تسقط، إلا أن المقاتلين الأكراد استعادوا زمام المبادرة في نهاية تشرين الأول.
البنتاغون: ليس انتصاراً وإنما تقدما
وقالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إنه من المبكر الجزم بطرد مسلحي داعش بشكل نهائي من مدينة كوباني، ورفضت إعلان انتهاء "معركة كوباني" وحسم طرد داعش من المدينة.
وفضلت الولايات المتحدة، وصف التغير الاخير في جبهات القتال بـ"التقدم" بدلاً من "الانتصار".
وبحسب الانباء، نقلاً عن القيادة الأميركية الوسطى أن المسلحين الأكراد باتوا يسيطرون على 90 بالمئة من كوباني السورية وأنها تعتبر ذلك "إخفاقاً استراتيجياً للتنظيم".