طريق الشعب
استغرب عناصر المرور، الذين اعتدي عليهم من قبل موكب وزير حقوق الانسان الاسبوع الماضي، من اعتداء حماية الوزير عليهم لمجرد "حرصهم على تأدية واجبهم"، منوهين الى انهم رفعوا دعوى قضائية على وزير حقوق الإنسان العراقي، وتقديم شكوى بالحادث لدى مفوضية حقوق الإنسان.

وفيما اعلنت مفوضية حقوق الانسان تسلمها شكاوى عناصر شرطة المرور المعتدى عليهم، دعت المسؤولين كافة إلى احترام مبادئ حقوق الإنسان وإشاعتها في البلاد.

وقال عقيد المرور في قاطع المنصور، مهند سعدون، المسؤول عن المفرزة المرورية التي اعتدي عليها من قبل حماية وزير حقوق الانسان، لوكالة "المدى برس"، إن "عجلات عدة تابعة لموكب وزير حقوق الإنسان، مهدي البياتي، تجمعت في ساحة الفارس العربي المعروفة بساحة معرض بغداد الدولي، في حي المنصور، غربي بغداد، أثناء بدء الدوام المسائي"، مشيراً إلى أن "شرطة المرور الذين كانوا يتواجدون بالمنطقة لم يقطعوا الطريق استناداً لأمر رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، بعدم القيام بذلك لأي مسؤول مهما كان منصبه، فضلاً عن الزخم المروري الكثيف بالمنطقة الذي يحول دون ذلك". وأضاف سعدون، أن ذلك "أثار حفيظة حماية الوزير الذين ترجلوا من الموكب وانهالوا بالسب والضرب بأعقاب بنادقهم (الأخمس)، على أحد المنتسبين"، مبيناً أن "أفراد حماية الوزير لم يكتفوا بذلك بل ورفضوا مبادرتي لاحتواء الموقف، ووسعوا من تجاوزاتهم بالضرب والسب على باقي رجال المرور الموجودين، بل وحاولوا اقتياد المفوض عبد الخالق جبار معهم لولا تدخل الناس ومنعهم من ذلك". وأوضح عقيد المرور، أن "الحادث دفعني إلى الوصول لعجلة الوزير أملاً بالخلاص من ذلك المأزق، كوني المسؤول المباشر عن المنتسبين في التقاطع، لاطلاعه على التجاوز الذي طال موظفين حكوميين خلال تأدية واجبهم"، مستدركاً "لكن المفاجأة الكبرى التي لم أكن اتوقعها أبداً من مسؤول في قمة الهرم التنفيذي، تمثلت برد فعل الوزير الذي اتهمنا بتعمد تأخير موكبه دائماً، ووجود من يحرضنا على ذلك كوننا بعثيين وصداميين".

وتابع سعدون، "قبل أن أفيق من صدمة رد الوزير أكمل قائلاً أذهبوا واشتكوا"، مستطرداً "لم استوعب بعد إمكانية صدور مثل ذلك الكلام من مسؤول حكومي بذلك المستوى لمجرد حرص منتسبي المرور على تأدية واجبهم الرسمي".

وكشف عقيد المرور في قاطع المنصور، عن "رفع منتسبي المرور في المنطقة دعوى على وزير حقوق الإنسان، في مركز شرطة المنصور، على التجاوز الذي طالهم"، مناشداً المسؤولين كافة أن "يكونوا قدوة لغيرهم بالسلوك والانضباط".

بدوره، قال مفوض المرور، عبد الخالق جبار، للوكالة نفسها، إن "منتسبي المرور الذين تعرضوا للتجاوز سجلوا شكوى لدى مفوضية حقوق الإنسان"، مضيفاً أن "المفوضية أرسلت فريقاً لأخذ إفادات الشهود ومعاينة مكان الحادث وعدت أنه يتنافى كلياً مع مبادئ حقوق الإنسان".

وكان عدد من أفراد حماية وزير حقوق الإنسان، مهدي البياتي، قد اعتدوا بالسب والضرب على عناصر من شرطة المرور، بينهم ضابط برتبة عقيد، في حي المنصور، بسبب تأخر فتح الإشارة الضوئية أمام موكب الوزير، بحسب رواية أحد عناصر المرور. وامر رئيس الحكومة، حيدر العبادي، الخميس الماضي،(29 من كانون الثاني 2015 الحالي)، بالتحقيق في اعتداء افراد حماية وزير حقوق الإنسان، على عناصر من شرطة المرور في بغداد، وإحالة المتورطين إلى التحقيق.

من جهتها، قالت مفوضية حقوق الانسان، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، ان "عقيد المرور مهند سعدون العبيدي، ومفوضي المرور عبد الخالق جبار ستار، وعقيل جميل إبراهيم، حضروا إلى مقرها لشرح تفاصيل الاعتداء الذي تعرضوا له من قبل حماية وزير حقوق الإنسان".

وأضاف المكتب في بيانه، أن "عضوي المفوضية، فاضل الغراوي وبشرى العبيدي، استقبلا رجال المرور واستمعا لإفادتهم ودوناها لرفعها للجهات المختصة والتحقيق فيها انطلاقاً من دور المفوضية في حماية وتعزيز حقوق الإنسان في العراق، استناداً لقانون مفوضية حقوق الإنسان رقم 53 لسنة 2008 الفقرة 5".

وأكدت المفوضية في بيانها، على "رفض كل أشكال الانتهاكات التي يتعرض لها المواطن العراقي"، داعية في الوقت ذاته المسؤولين كافة إلى ضرورة "احترام مبادئ حقوق الإنسان والعمل بها وإشاعتها في العراق".

من طرفها، قالت عضو المفوضية العليا لحقوق الانسان، بشرى العبيدي لوكالة "شفق نيوز"، إن "المفوضية قررت استقبال شكاوى عناصر المرور الذين تعرضوا للاعتداء من قبل عناصر حماية وزير حقوق الانسان في بغداد لتحريكها امام الادعاء العام وفق قانون العقوبات العراقي الذي يمنع الاعتداء على الموظفين اثناء تأدية عملهم".

وأوضحت العبيدي أن "الاعتداء هو خرق كبير لحقوق الانسان من شخص يفترض به ان يكون هو المطبق الاول لحقوق الانسان في العراق بالمنصب الذي يشغله اضافة الى انه يمثل الحكومة العراقية في ما يبدر منه من تصرفات". وأمر وزير الداخلية محمد سالم الغبان، امس الاول الأحد، بتشكيل لجنة تحقيق في حادثة الإعتداء على شرطة المرور من قبل حماية وزير حقوق الانسان محمد مهدي البياتي في بغداد.