- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الإثنين, 02 شباط/فبراير 2015 19:53
علاء عبدالوهاب
بعد فرار مئات آلاف العائلات المهجرة الموصل وصلاح الدين وديالى والانبار وغيرها من المناطق بسبب استيلاء التنظيمات الإرهابية - داعش- على أراضيهم، لجأ النازحون إلى المحافظات الآمنة ومنها العاصمة بغداد، وقد توزعوا على 12 حي في قاطعي الرصافة والكرخ وهي منطقة الشعب وحي اور وحي البساتين وسبع قصور والاعظمية والحبيبية وغيرها من المناطق.
وللعلم فان بعض النازحين لم يسجلوا في إحصائيات وزارة الهجرة لغاية الان، وهولاء العائلات يتم تجميعهم في ساحة المجلس البلدي لقاطع الاعظمية الواقع في محلة 307 حي القاهرة وكل حي على حدة ليتم توزيع مواد الاغاثة عليهم، وبطريقة غير ثابتة المواعيد، انما يتبع موعد بعد التنسيق والتنظيم وتوفر المواد الممنوحة من المنظمات الانسانية.
السيد جبار غازي الربيعي رئيس لجنة المهجرين في قاطع الاعظمية وعضو المجلس البلدي قال في حديث لـ"طريق الشعب" ان عدد المهجرين المسجلين وغير المسجلين يبلغ قرابة ستة آلاف عائلة في مدينة بغداد، مشيراً الى عدم وجود جدولة زمنية محددة لتوزيع المساعدات عليهم بل يعتمدون الامر بطريقة غير منتظمة وبعد التنسيق مع العائلات المهجرة بالاضافة الى المنظمات الانسانية ومنها منظمة الانقاذ الانسانية العراقية والتي توفر المواد الغذائية بالتعاون مع دوائر برنامج الغذاء العالمي للامم المتحدة.
اما المواد الموزعة في هذا القاطع فتتمثل بالمواد الغذائية مثل مجموعة البقوليات والرز ومادة الطحين والزيت والسكر وبعض من مشتقات الحنطة مثل البرغل الخشن الذي يكون عادة بدل مادة الرز. وفيما يخص حصة العائلة فتقدر بـ 50.5كغم من تلك المواد شهرياً ولكل عائلة وفق البطاقة التموينية بصرف النظر عن عدد افراد الاسرة، بحسب قول السيد الربيعي. وموضحا بالقول ان اهم المشاكل التي تحول دون توزيع المواد الغذائية على النازحين في الاحياء الاثني عشر وبدفعة واحدة هي الزخم الكبير من العائلات النازحة وعدم توفر كادر كافي ومساحات واسعة و عدم وجود مخازن لخزن المواد الغذائية والعينية. ختاما قال : بدأنا بتوزيع حصة شهر كانون لعام 2015.
فيما ذكر ان ابرز المشاكل التي يعاني منها المهجرون هي عدم توفر المستمسكات الثبوتية الاربعة بسبب هروب بعضهم المفاجئ دون جلبها معهم، واليوم تواجههم مشكلة حقيقة وهي تسجيل ابنائهم بالمدارس وغيرها من الامور، كما ان هناك معاناة اخرى تتجسد بصعوبة نقل المواد الغذائية الموزعة عليهم من مركز التسليم الى مواقع سكنهم، ما يضطرهم الى دفع اجور لنقلها وهذا يثقل كاهلهم في ظل العوز المالي الذي يعيشونه، وتبقى قمة وجعهم ومعاناتهم فقدان الاتصال بذويهم وافراد عائلاتهم في المناطق المحتلة .
تقول السيدة ميسون علي قاسم ربة بيت من صلاح الدين وتسكن حي القادسية: تسلمت ثلاث حصص فقط خلال ستة اشهر ومن مراكز متعددة للتسليم، وتضيف اعاني من عدم توفر المستمسكات الاصولية لان زوجي رفض مغادرة صلاح الدين وبقي مع الزوجة الثانية هناك، وقد واجهت صعوبة في تسجيل ابنتي في المدرسة.
اما المهجرة سوزان بشير من الموصل - حي الحدباء وحاصلة على بكالوريوس لغة انكليزي فتقول: استلم الحصة من هذا المركز بشكل منتظم لان سكني يقع قريبا منه، وتضيف المشكلة التي تواجهني صدقا هي انقطاع الاتصال بعائلتي في الموصل الذين لم يتمكنوا من مغادرة المدينة.
ويتحدث المهجر زياد عبدالله من محافظة الانبار لـ" طريق الشعب" ويقول : لاول مرة استلم الحصة الغذائية من هذا المركز ولم استلم اية حصة قبلها، فيما يعزو سبب ذلك لعدم معرفته بموعد ومكان التوزيع، ويضيف تارة توزع في جامع وتارة اخرى توزع في مدرسة وفي مناطق متباعدة ومتفرقة.
عليه يمكن تلخيص بعض المقترحات المقدمة من النازحين والذين التقت بهم "طريق الشعب" وهي الاتي :
* فتح مراكز دائمية في المناطق التي يتوزع عليها المهجرون على ضوء قاعدة بيانات تسهل استلام مواد الاغاثة.
* حل مشكلة عدم توفر المستمسكات الاربعة الاصلية لان عدم توفرها احياناً يعود لاسباب قاهرة.
* اعتماد المستمسكات الاربعة غير الاصلية بهدف تسلم مواد الاغاثة وتسجيل الاطفال في المدارس.
* الاعلان المسبق عن مواعيد واماكن توزيع مواد الاغاثة وحبذا لو كان الاعلان عبر وسائل الاعلام كي يتسنى للمهجرين وصولهم في وقتهم المحدد، ويتوجب وجود تنسيق بين وزارة الهجرة ومنظمات المجتمع المدني بهدف توحيد الجهود وبالتالي وضع آليات وخطط عملية لتلافي الارباك الحاصل في توزيع مواد الاغاثة.