مدارات

أسبوع أوربي للتضامن والاحتجاج ضد التقشف

رشيد غويلب
دعا حزب اليسار الأوربي الى اسبوع للتضامن مع شعب وحكومة اليونان، وللاحتجاج ضد سياسات التقشف االقاسي، وتأتي دعوة الحزب، التي جاءت في نداء اصدره بيير لوران السكرتير الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي، ورئيس حزب اليسار الاوربي،غداة انعقاد اجتماع وزراء مالية دول مجموعة اليورو، واجتماع زعماء الدول الاعضاء في الاتحاد الاوربي، وستكون الاوضاع في اليونان الموضوع الرئيس على جدول اعمال الاجتماعين.
وسيتم في الايام المقبلة تحديد التوجهات، ولهذا فأن شعب وحكومة اليونان بحاجة الى التضامن، وخصوصا على نطاق القارة الاوربية.
وناشد لوران قوى التغيير بالقول" اناشد جميع القوى التي ترفض سياسة التقشف، والابتزاز بواسطة الديون، ممارسة الضغط العلني على حكوماتها، وعلى البنوك الوطنية لبلدانها، والبنك المركزي الاوربي، من خلال تصعيد الفعاليات التضامنية في جميع انحاء اوربا، وخصوصا في الحادي عشر من شباط، حيث يعقد اجتماع استثنائي لمجموعة اليورو. وينبغي ان تستمر الاحتجاجات خلال الاسبوع ، حتى يوم السابع عشر من شباط، لتشمل ايام انعقاد المجلس الأوربي ، يومي الثاني عشر والثالث عشر من شباط الحالي".
تماشيا مع السوق ام ديمقراطية تضامنية ؟
الخميس الفائت، وبالرغم من البرد القارس، تجمع المئات امام مقر المستشار الاتحادي النمساوي، لتحية رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تيسبراس، الذي كان في زيارة للنمسا، وللتضامن مع الشعب اليوناني. ورفع المستقبلون شعارات مثل "تماشيا مع السوق ام اوربا متضامنة مع تيسبراس"، وهو شعار يشير بوضوح الى ان التغيير لا يمكن تحقيقه في اثينا بمفردها، وانما الامر يتعلق بتغيير على الصعيد الاوربي، ، فإما الاستمرار في سياسة التقشف ، التي تعد المستشارة الالمانيية ابرز رموزها، وإما التغيير المجتمعي مع اكسيس تيسبراس.
انهوا تضامن المتفرجين !
يتصاعد نقاش في مختلف أطياف اليسار ،حول ما يعنيه التضامن مع الحكومة اليسارية في اليونان. ومن الواضح ان الحكومة اليسارية في اليونان ستثبت الدليل على ان البديل للسياسة التسلط، والنخب القديمة ممكن. وان النافذة لن تظل مفتوحة دائما. او كما يشير المحللان الالمانيان هورست كارس، توم شتروشنيايدر " اذا فشل سيريزا، واليسار الاوربي و الالماني، فان المستقبل سيراوح لوقت طويل". ويستنتجان، انه لا يكفي "التمحص والتقييم من بعيد، والتسامح مع تسيريتزا و واحيانا ارسال اشارة، ان هناك فرصة كبيرة لتحقيق شيء ما، ولهذا فالتضامن يبقى مهما. ان التضامن السياسي المطلوب في هذه اللحظة التاريخية ، هو بذل كل الجهود الممكنة، من اجل إضعاف الموقف التفاوضي لميركل وشركائها مع تسيريزا".
وهذا يعني تناول الموضوعات المطروحة على جدول اعمال الحكومة اليونانية في البلدان الاوربية الاخرى: مديونية البلديات، اغلاق المرافق البلدية، الادارة الاجبارية، اعادة رسم حدود البلديات، الضمان الاجتماعي، الاعمال المؤقتة، اللجوء والهجرة.
وهذا يعني أيضا فهم الرياح الجديدة القادمة من جنوب أوروبا بأنها اشبه بقوة دافعة للتغيير، ففي اليونان واسبانيا كانت الحركات الاجتماعية، والاطر غير البرلمانية، والنقابات، هي التي غيرت توازن القوى الاجتماعية، والتفت حولها الاحزاب التقليدية، وادت الى اعادة تنظيم قوى اليسار في هذه البلدان. ان حزب اليسار اليوناني، وحزب "نحن قادرون "الأسباني هما نتيجة لهذا التطور.
وفي الصراع بين الحكومة اليونانية لتنفيذ برنامجها، واللجنة الثلاثية (صندوق النقد الدولي، البنك المركزي الاوربي، والمفوضية الاوربية)، تتوالى الافعال وردود الافعال، فردا على حزمة القرارات التي اصدرتها الحكومة اليونانية في اجتماعها الاول، قرر البنك المركزي الاوربي، عدم قبول سندات الحكومة اليونانية، كضمانات لاعادة تمويل بنوك القطاع الخاص، وايقاف تسليف اليونان بشروط ميسرة. وتأتي قرارات البنك الاوربي لاثارة الهلع والمخاوف بين السكان، وعرقلة مساعي الحكومة الجديدة، واضعاف موقفها التفاوضي.
وشهدت اثينا في الاسبوع الفائت، لأول مرة تظاهرة شارك فيها عشرات الآلاف تاييدا للحكومة، وليس ضد سياستها، في مؤشر واضح على تزايد شعبية الحكومة الجديدة، بعد مرور اقل من شهر على ممارستها مهامها.