- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الخميس, 12 شباط/فبراير 2015 10:06

منذ تأسيس الحزب الشيوعي العراقي سنة 1934 وحتى اليوم كان الحكام الرجعيون وأعوانهم، والقوى الشريرة وأذناب الاستعمار، يحلمون ويعملون للقضاء على هذا الحزب أو إضعافه وإخراجه من الساحة السياسية نهائيا، وعملوا ما بوسعهم وحاكوا المؤامرات تلو المؤامرات من أجل تحقيق حلمهم، ولم يكن أولهم الحكم الملكي العميل لبريطانيا ولا آخرهم الدكتاتور الأرعن صدام حسين، بل لا زال من يحاول حتى اليوم عرقلة وثني مسيرة الحزب عن التقدم الى الأمام لتحقيق أهدافه في وطن حر وشعب سعيد، هذا الوطن وهذا الشعب الذي أبتلي بالحكام المتغطرسين والشوفينيين والدكتاتوريين والارهابيين وخدام الغرب، ولكن تلك الأحلام كانت تجابه?دوما بالصمود البطولي لمناضلي الحزب الذين ضحوا بحياتهم من أجل ان تبقى مسيرة الحزب وقيمه الإنسانية مستمرة حتى تحقيق أهدافه وقيمه الأنسانية الخيرة، ولتبقى شعلته متوقدة لتنير للأجيال طريقها نحو بر الأمان.
ورغم تلك التضحيات الكبيرة كان الحزب ومناضلوه ينهضون من جديد، بحماس وعزيمة مع أبناء الشعب العراقي لإعادة ومواصلة نضالهم، آخذين من إستشهاد رفاقهم العزم والهمة والشجاعة لمواصلة العمل متحدين أقسى الظروف والمصاعب.
ان الشيوعيين يحبون الحياة ويقدسونها، ويحلمون أن تعيش البشرية بسلام وأمان ليسعد شعبهم بنعيم ومباهج الحياة، ويناضلون من أجل ذلك، لانهم يؤمنون ان هذا الأمل لا يتحقق دون تضحيات، هذا السمو في القيم الإنسانية يجسده وجسده شهداء الحزب الشيوعي العراقي عن طيب خاطر، إنها تضحية عظيمة وحب كبير ووعي رفيع بعدالة القضية والقيم.
لقد مارس الجلادون شتى أصناف التعذيب البربري والوحشي ضد مناضلات ومناضلي حزبنا، من أجل كسر شوكة صمودهم، لكنهم أبوا التفريط بمبادئهم، وتساموا فوق الجراح وفضلوا طريق الشهادة، وهم يعلمون أنهم بهذه التضحيات سيهدمون صروح الظلم التي شيدها الظالمون، وينيروا طريق الشعب نحو الحرية والسعادة. لقد جسد شهداؤنا بفخر مأثرة وعظمة القيم التي آمنوا بها وبرهنوا على صدقهم مع أنفسهم وضمائرهم، ولن ينسى شعبنا تلك الصور البطولية للشيوعيين وهم يتقدمون المظاهرات والاضرابات، ولا الكفاح الثوري بشتى أشكاله، فكانوا في الهور وفي ذرى جبال ?ردستان وفي العمل السري، في المعامل والجامعات والمدارس، كانوا عنوانا للتضحية والفداء، ومازالوا قادرين على العطاء والتضحيات بلا كلل، بذات الهمة والشجاعة التي سطرها الشهداء.
في هذه الذكرى ونحن نستذكر شهداءنا الأبرار، نستلهم منهم العبر وروح التحدي ونعاهدهم على المضي قدماً لتحقيق ما ضحوا من أجله.
ننحني إجلالا لشهداء حزبنا الأبرار، ولشهداء شعبنا، ونعاهد شعبنا الذي تحمل ولا زال يتحمل اليوم مؤامرات ودسائس قوى الشر والإرهاب وأعوانه، بأننا سنمضي قدما في طريق تحقيق أهدافنا في وطن حر وشعب سعيد، وسنسهم بفعالية في بناء عراق ديمقراطي موحد، تتحقق فيه العدالة الاجتماعية للجميع دون أستثناء.
مجدا لكم شهداء حزبنا وقادته فهد حازم صارم وسلام عادل وجمال الحيدري، مجدا لجميع الشهداء.