مدارات

"شامية العنبر" تستذكر انتفاضة فلاحيها عام 1954

علي عبد الكريم حسون
عصر أمس الأول الجمعة، وعلى كورنيش شط الشامية، احتشد جمهور غفير من أبناء المدينة، رجالا ونساء، محتفلين بالذكرى الحادية والستين لانتفاضة فلاحي الشامية عام 1954، ضد ظلم النظام الإقطاعي.
وشهدت مراسيم الذكرى قدوم شيوعي البصرة والنجف والديوانية وبغداد، الذين شاركوا رفاقهم الكرنفال الكبير، وطافوا بمسيرات راجلة شوارع مدينة الشامية، ملوحين بالأعلام الحمراء, ومنشدين للحزب وللوطن, ليحتضنهم الناس بحميمية, ويرافقوهم إلى موقع الحفل، بالموسيقى والأهازيج والأناشيد.
أدار الحفل ابن مدينة الشامية السيد معن سباح, الذي كان والده وأعمامه من بين المشاركين في الانتفاضة، مرحبا بالحضور، وداعيا إلى الوقوف دقيقة اكراما لشهداء الانتفاضة والحركة الوطنية، ليردد بعد ذلك الجمهور النشيد الوطني وقوفا أيضا.
عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق محمد جاسم اللبان، اعتلى المنصة وألقى كلمة اللجنة المركزية للحزب في المناسبة، وقد تطرقت إلى إهتمام الحزب الشيوعي العراقي بالقضية الفلاحية منذ تأسيسه في آذار 1934، "فأتسع نفوذ الحزب في الريف أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات, ولم يكن ينافسه أي حزب آخر في نفوذه بين الفلاحين, وكانت المحطات المضيئة في: هورين وشيخان, وانتفاضة آل أزيرج وحركة فلاحي دزيي في سهل أربيل, لتكلل في 1954 بانتفاضة فلاحي الشامية".
وشددت الكلمة في ختامها على اهمية الاستفادة من دروس وعبر الانتفاضة، "لا سيما والعراق اليوم يتعرض إلى الخطر الدائم المتمثل بداعش وبقية المنظمات الإرهابية".
(ننشر نص الكلمة في عدد يوم غد).
بعد ذلك استمع الحضور إلى كلمات من قبل اللجنة المحلية للحزب في الديوانية ألقاها الرفيق أحمد عبد علي القصير، واتحاد الجمعيات الفلاحية في الديوانية ألقاها رئيسه عباس لفتة العابدي، واتحاد الجمعيات الفلاحية في النجف ألقاها رئيسه سوادي العيساوي.
وكان للشعر حضوره في الحفل، فقد ألهب الشاعر ناظم السماوي حماس الحضور بقصيدة "عيد الحزب.. عيد الناس"، ومما جاء فيها:
"جزه .. جزه الثمانين عمرك .. ونته الكحيل
ياستر الشعب .. قمر فوك البيوت ..
ويا أوفه حبيب / إيعاشر الليل
يامزنة مطر .. هلكت شلت فيض".
أعقبت ذلك قصائد في المناسبة ألقاها شاعرا الشامية سالم الشباني، وكرار الازيرجاوي.
ووردت الحفل برقيات تهنئة من مجلتي "الشرارة" النجفية و"الغد" البصرية، إتحادي الجمعيات الفلاحية في النجف والديوانية، رابطة أصدقاء الكتاب في قضاء الحمزة، جمعية المتقاعدين في الديوانية، مختار حي الزعيم في الشامية، اتحادي الطلبة في الديوانية والنجف، تجمع الشباب الإنساني في الحمزة، رابطة الطلبة الجامعيين في الديوانية، إتحاد الشبيبة الديمقراطي في الديوانية، المكاتب الإعلامية في النجف والبصرة والديوانية، رابطة المرأة العراقية، نقابة الفنانين في الديوانية، جمعية الخطاطين العراقيين، النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين في البصرة، إتحاد الادباء والكتاب في الديوانية، إتحاد الصحفيين العراقيين في الديوانية، فضلا عن عدد من الشخصيات الوطنية، ووجهاء العشائر، والصحف الصادرة في الديوانية.
وقبل ختام الحفل قدم المناضل كريم مجيلد المشارك في الانتفاضة عندما كان طالبا في ثانوية الشامية, شهادة حية، إستعرض فيها النضال الطلابي وتأثير المدرسين على وعي الطلبة, وخاصة الشاعر الفلسطيني المدرس آنذاك معين بسيسو الذي أصبح بعدئذ من وجوه الحركة الشيوعية في فلسطين.
وفي الختام قدم المحتفلون توصية إلى مجلس محافظة الديوانية بتسمية أحد شوارع مدينة الشامية بإسم "شارع انتفاضة فلاحي الشامية 1954"، وأخرى تطالب بتشييد نصب يخلد الانتفاضة.